العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
نجحت المملكة المغربية مجددا في فرض نفسها كوسيط محترم و موثوق في مسلسل طويل و شاق للوصول الى مخرج سلمي مستديم للأزمة السياسية والأمنية التي عمرت طويلاً بليبيا .
نجحت المملكة المغربية مجددا في فرض نفسها كوسيط محترم و موثوق في مسلسل طويل و شاق للوصول الى مخرج سلمي مستديم للأزمة السياسية والأمنية التي عمرت طويلاً بليبيا .
ومكنت المثابرة المغربية و مصداقية و نضج مواقف دبلوماسية الرباط و علاقاتها الطيبة والايجابية مع جميع فرقاء الأزمة الليبية في بنغازي وطرابلس من تعزيز مسار الصخيرات المتوج باتفاق سياسي تاريخي قبل تسع سنوات و احراز تفاهمات سياسية جديدة بين أطراف الأزمة الليبية تبدد عددا من النقاط الخلافية العالقة و تحفز مسار إخراج البلد المغاربي من أزمة مركبة يعيشها منذ أزيد من عقد .
مدينة بوزنيقة جنوب العاصمة الرباط، إحتضنت منتصف الاسبوع الماضي اجتماعا تشاوريا بين أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، في تحرك لافت يأتي بعد ساعات من إطلاق مبادرة جديدة للأمم المتحدة لإحياء العملية السياسية في البلاد.
مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيان، أعربا في ختام المشاورات عن شكرهما للمملكة المغربية على جهودها الحثيثة من أجل إنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار لليبيا.
البيان الختامي الذي توج الاجتماع التشاوري الليبي/الليبي برعاية مغربية و الذي تلاه عضو المجلس الأعلى للدولة، صلاح ميتو، باسم المجلسين، ، بحضور 120 مشاركا جدد الشكر الخالص وعظيم الامتنان للمملكة المغربية الشقيقة، ملكا وحكومة وشعبا، على الاستضافة الكريمة وحفاوة الاستقبال، وعلى الدعم الكبير الذي دأبت المملكة على تقديمه للشعب الليبي طيلة هذه السنين من أجل إنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار واللحمة لليبيا.
البيان أكد أيضا على ضرورة استمرار التواصل بين رئاسة المجلسين والأعضاء، واستمرار اللقاءات المشتركة لدعم التوافق الوطني والحل السلمي للأزمة، وتوحيد المؤسسات السيادية المنقسمة، وضمان الكفاءة والاستحقاق في إدارتها وبما يحقق أكبر قدر من الشفافية والمساءلة والمحاسبة.
يشار إلى أن أشغال الاجتماع التشاوري بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين يأتي في إطار الجهود المبذولة للدفع بالعملية السياسية في ليبيا من أجل الوصول إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، وذلك عن طريق الاتفاق على خارطة طريق تفضي إلى تشكيل حكومة موحدة.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، شدد بالمناسبة على الحاجة الماسة إلى "روح الصخيرات" من أجل إيجاد حل للملف الليبي , مبرزا أن تلك الروح هي التي جعلت الليبيين يظهرون للعالم أن لديهم القدرة والإرادة والرؤية لحل مشاكل بلادهم، هي التي تحتاجها ليبيا والمجتمع الدولي .
وسبق للمملكة المغربية، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أن احتضنت سنة 2015 في مدينة الصخيرات سلسلة من جولات الحوار الليبي-الليبي، تحت رعاية الأمم المتحدة، أسفرت عن "اتفاق الصخيرات" الذي يشكل محطة تحول حاسمة في أفق تسوية الأزمة الليبية.
وقد أدى هذا الاتفاق إلى تشكيل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، والتأسيس لآليات لتوحيد مؤسسات الدولة، وتنظيم استحقاقات انتخابية بما يساهم في استكمال بناء مؤسسات دولة ليبيا وضمان وحدتها الوطنية وسيادتها الترابية استجابة لتطلعات الشعب الليبي في الرفاه والازدهار والتنمية.