العلم الإلكترونية - سعيد الوزان
شكل الحضور المغربي الرسمي الباهت لأشغال القمة الفرنكفونية المنعقدة بتونس يومي 20 و21 نونبر الجاري ضربة موجعة أخرى توجهها المملكة للدور الفرنسي في المنطقة في ظل الفتور الدبلوماسي الحاد الذي بات السمة الأبرز للعلاقات بين البلدين.
وقررت المملكة المغربية خفضَ مشاركتها في قمة الفرنكوفونية التي عقدت في مدينة جربة التونسية إلى أدنى مستوى، حيث ترأس الوفد الرسمي المغربي السيدة نادية الحنوط، مديرة التعاون والعمل الثقافي في وزارة الخارجية المغربية، كإشارة بليغة غير مشفرة بعثتها الرباط لباريس للتعبير عن استيائها من المواقف الفرنسية «المتذبذبة»، والتي زاد هوتها اتساعا أزمة التأشيرات وظهرت تجلياتها واضحة في غياب التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء بين البلدين.
ويرى مراقبون أن مستوى حضور المغرب، الذي كان يعد إلى وقت قريب ضمن الدول الرئيسية الوازنة في منظمة الدول الفرنكفونية يبعث أكثر من إشارة على مدى الفتور الذي باتت تشهده العلاقة الفرنسية المغربية، مثلما عليه الحال مع تونس، البلد المضيف ، والذي اختار الاصطفاف إلى جانب المصالح والأطماع الجزائرية في المنطقة، مع مجيء قيس سعيد إلى سدة الحكم.
وخلال هذه القمة، أقر الرئيس الفرنسي «مانويل ماكرون» بالتراجع الكبير في استخدام اللغة الفرنسية لدى الشعوب المغاربية عكس ما كان عليه الوضع قبل 20 أو 30 عاما، مضيفا في لقاء على الهامش، جمعه وعدد من الشباب السفراء للفرنكفونية، أن هذه الأخيرة يجب أن تحمل مشروعا لاستعادة مكانة اللغة الفرنسية، في ظل تراجع عدد مستخدميها، لا سيما لدى شعوب منطقة المغرب العربي.
ولم يعرج الرئيس الفرنسي على تناول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الجزر الذي بات يعرفه الحضور الفرنسي «التاريخي» إفريقيا، مكتفيا بالدعوة إلى تعزيز استخدام اللغة الفرنسية خصوصاً في قارة أفريقيا، حيث تستخدم على نطاق واسع»، معترفا في الوقت نفسه بأنه رغم النمو الديمغرافي في القارة السمراء، إلا أن استخدام اللغة الفرنسية شهد تراجعا حادا من خلال تسجيل زيادة بنسبة 7 في المائة فقط في عدد مستخدمي لغة موليير.
ويناهز عدد المتحدثين بالفرنسية 321 مليون شخص في العالم حسب بيانات المنظمة الدولية للفرنكفونية، ما يجعلها تحتل الرتبة الخامسة ضمن اللغات الأكثر انتشارا.
ويرى ملاحظون أن فرنسا لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع ما يبدو تراجعا استراتيجيا غير مسبوق لوجودها في معاقلها التاريخية بالقارة السمراء، مفضلة التعامل بنوع من التعالي مع القضايا الإفريقية ما أثار حفيظة حلفاءها القدامى في المنطقة ليتراجع نفوذها أمام أطراف وقوى جديدة حلت محلها، معتبرين أن هذه الأخيرة ما زالت حبيسة فكر يسير السياسة الخارجية بحزمة من العقوبات، على غرار سياسة تقليص التأشيرات.
كما عزا هؤلاء التراجع الكبير الذي تشهده الثقافة الفرنكوفونية إلى السياسة الخارجية الفرنسية، التي لم تستوعب بعد أن النضج الفكري لدى ساسة إفريقيا وانخراطهم في التطورات التي تعيشها الإنسانية يدفعانهم إلى التعامل ببراغماتية ولن يقبلوا بسياسات تنصّب نفسها وصيّة عليهم ولا تحترم كيانهم واختياراتهم.
ومعلوم أن «القمة الفرنكفونية» عرفت مشاركة 89 دولة بما فيها المغرب، واختتمت دورتها الـ18 التي أُقيمت، على مدى يومين في مدينة جربة التونسية، تحت شعار «التواصل في إطار التنوّع: التكنولوجيا الرقمية رافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكفوني»، وتميزت بمشاركة الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الكندي، وكان مقررا عقدها في 25 يوليوز من العام المنصرم، إلا أن الظروف العاصفة التي تمر بها تونس حالت دون انعقادها في موعدها المحدد.
شكل الحضور المغربي الرسمي الباهت لأشغال القمة الفرنكفونية المنعقدة بتونس يومي 20 و21 نونبر الجاري ضربة موجعة أخرى توجهها المملكة للدور الفرنسي في المنطقة في ظل الفتور الدبلوماسي الحاد الذي بات السمة الأبرز للعلاقات بين البلدين.
وقررت المملكة المغربية خفضَ مشاركتها في قمة الفرنكوفونية التي عقدت في مدينة جربة التونسية إلى أدنى مستوى، حيث ترأس الوفد الرسمي المغربي السيدة نادية الحنوط، مديرة التعاون والعمل الثقافي في وزارة الخارجية المغربية، كإشارة بليغة غير مشفرة بعثتها الرباط لباريس للتعبير عن استيائها من المواقف الفرنسية «المتذبذبة»، والتي زاد هوتها اتساعا أزمة التأشيرات وظهرت تجلياتها واضحة في غياب التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء بين البلدين.
ويرى مراقبون أن مستوى حضور المغرب، الذي كان يعد إلى وقت قريب ضمن الدول الرئيسية الوازنة في منظمة الدول الفرنكفونية يبعث أكثر من إشارة على مدى الفتور الذي باتت تشهده العلاقة الفرنسية المغربية، مثلما عليه الحال مع تونس، البلد المضيف ، والذي اختار الاصطفاف إلى جانب المصالح والأطماع الجزائرية في المنطقة، مع مجيء قيس سعيد إلى سدة الحكم.
وخلال هذه القمة، أقر الرئيس الفرنسي «مانويل ماكرون» بالتراجع الكبير في استخدام اللغة الفرنسية لدى الشعوب المغاربية عكس ما كان عليه الوضع قبل 20 أو 30 عاما، مضيفا في لقاء على الهامش، جمعه وعدد من الشباب السفراء للفرنكفونية، أن هذه الأخيرة يجب أن تحمل مشروعا لاستعادة مكانة اللغة الفرنسية، في ظل تراجع عدد مستخدميها، لا سيما لدى شعوب منطقة المغرب العربي.
ولم يعرج الرئيس الفرنسي على تناول الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الجزر الذي بات يعرفه الحضور الفرنسي «التاريخي» إفريقيا، مكتفيا بالدعوة إلى تعزيز استخدام اللغة الفرنسية خصوصاً في قارة أفريقيا، حيث تستخدم على نطاق واسع»، معترفا في الوقت نفسه بأنه رغم النمو الديمغرافي في القارة السمراء، إلا أن استخدام اللغة الفرنسية شهد تراجعا حادا من خلال تسجيل زيادة بنسبة 7 في المائة فقط في عدد مستخدمي لغة موليير.
ويناهز عدد المتحدثين بالفرنسية 321 مليون شخص في العالم حسب بيانات المنظمة الدولية للفرنكفونية، ما يجعلها تحتل الرتبة الخامسة ضمن اللغات الأكثر انتشارا.
ويرى ملاحظون أن فرنسا لم تتعامل بالجدية المطلوبة مع ما يبدو تراجعا استراتيجيا غير مسبوق لوجودها في معاقلها التاريخية بالقارة السمراء، مفضلة التعامل بنوع من التعالي مع القضايا الإفريقية ما أثار حفيظة حلفاءها القدامى في المنطقة ليتراجع نفوذها أمام أطراف وقوى جديدة حلت محلها، معتبرين أن هذه الأخيرة ما زالت حبيسة فكر يسير السياسة الخارجية بحزمة من العقوبات، على غرار سياسة تقليص التأشيرات.
كما عزا هؤلاء التراجع الكبير الذي تشهده الثقافة الفرنكوفونية إلى السياسة الخارجية الفرنسية، التي لم تستوعب بعد أن النضج الفكري لدى ساسة إفريقيا وانخراطهم في التطورات التي تعيشها الإنسانية يدفعانهم إلى التعامل ببراغماتية ولن يقبلوا بسياسات تنصّب نفسها وصيّة عليهم ولا تحترم كيانهم واختياراتهم.
ومعلوم أن «القمة الفرنكفونية» عرفت مشاركة 89 دولة بما فيها المغرب، واختتمت دورتها الـ18 التي أُقيمت، على مدى يومين في مدينة جربة التونسية، تحت شعار «التواصل في إطار التنوّع: التكنولوجيا الرقمية رافد للتنمية والتضامن في الفضاء الفرنكفوني»، وتميزت بمشاركة الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الكندي، وكان مقررا عقدها في 25 يوليوز من العام المنصرم، إلا أن الظروف العاصفة التي تمر بها تونس حالت دون انعقادها في موعدها المحدد.