العلم الإلكترونية - بقلم هشام الدرايدي
في خطوة جديدة تؤكد الانحدار المهني والانبطاح التام لنظام العسكر الذي يهيمن على الإعلام الجزائري الموالي لقصر المرادية، بثت إحدى القنوات الجزائرية تقريرًا هزليًا يوجه اتهامًا باطلًا لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، باستخدام نظام "بيغاسوس" للتجسس على مسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). جاء هذا الاتهام بلا دليل أو سند، في محاولة يائسة للنيل من رجل بات رمزًا للنجاح الرياضي في إفريقيا.
هذا المشهد، الذي ينم عن حنق متزايد على النجاحات المتتالية التي يحققها المغرب في المجال الرياضي، أثار استغرابًا واسعًا، وتحول إلى مادة للسخرية بدل أن يُؤخذ على محمل الجد. فقد أظهر التقرير افتقاره لأي أدلة ملموسة أو وقائع موضوعية، مما أكد على الفشل المهني للإعلام الجزائري الذي يبدو عاجزًا عن مواجهة الريادة المغربية سوى بافتعال الأكاذيب وبث الافتراءات.
ويعاني الإعلام الجزائري، الذي لطالما كان أداة طيعة بيد نظام العسكر، من أزمة حقيقية في المصداقية، فبدلا من الالتزام بالمبادئ الصحفية القائمة على المهنية والموضوعية، تحول إلى منبر لتصفية الحسابات السياسية وإشغال الرأي العام بقضايا وهمية، وأضحى هذا النهج، سمة بارزة للإعلام الموالي للنظام العسكري، في محاولة بائسة لتصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج، وصرف الأنظار عن التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة التي يعاني منها الشعب الجزائري الشقيق.
ومن المفارقات المؤسفة أيضا، أن الإعلام الجزائري لا يكتفي بالكذب والتضليل، بل يغرق في الفساد المالي. إذ تشير التقارير إلى أن النظام العسكري يضخ ملايين الدولارات في جيوب المنابر الإعلامية الموالية، في وقت يعاني فيه الشعب الجزائري من أزمات معيشية خانقة، رغم الثروات الطبيعية التي تمتلكها البلاد، وعلى سبيل المثال، تشير بعض الأرقام التي قدمها الأستاذ حسن عبد الخالق في ندوة فكرية نظمتها الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين مؤخرا، إلى أن المنابر والقنوات الإعلامية التي تحت إبط "تبون" تدعم بأرقام فلكية خدمة لأجنداته العدائية تجاه المغرب، مستشهدا بمنبر "الشروق" الذي حصل لوحده على ما يزيد عن 18 مليون دولار، تُصرف بلا رقيب أو حسيب، في خدمة توجهات النظام المريضة.
وفي المقابل، يواصل المغرب تحقيق إنجازات ملموسة على جميع الأصعدة، وخاصة في المجال الرياضي، حيث باتت جهوده بقيادة رجال مثل فوزي لقجع نموذجا يُحتذى به في إفريقيا وخارجها. بينما يبقى الإعلام الجزائري غارقا في خطاب التهجم والافتراء، غير مدرك أن الأفعال والإنجازات هي التي تصنع التاريخ وتُخلَّد في الذاكرة، وليس الأكاذيب التي تُنسج داخل غرف الأخبار المغلقة.
ولا يمكنني أن أضيف قولا آخر فوق ما ورد عن الإمام الشافعي في المأثورات التي تتناول ردا عن ما يقوم به اللئام، حينما قال في إحدى قصائده الحبلى بالحكم:
"قل ما شئت في مسبتي
فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لست عديم الرد لكن
ما من أسد يجيب على الكلاب."*