Quantcast
2023 يونيو 13 - تم تعديله في [التاريخ]

إشادة عالية بمضامين الرسالة الملكية خلال المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان

الكلمة للفكر المتنور والضمائر الحية والإرادات البانية التي تسعى إلى تعزيز جسور التواصل


نحن نعيش في عالم صغير يتطلب بذل الجهد الدؤوب من أجل العيش في تساكن ووئام بدل النزاعات والحروب

العلم الإلكترونية - سمير زرادي/مراكش

نوه المشاركون في فعاليات المؤتمر البرلماني حول حوار الأديان الذي تحتضنه المدينة الحمراء الى غاية 15 يونيو الجاري بمضمون الرسالة الملكية الموجهة في سياق أشغال هذا الملتقى الذي حج إليه أزيد من 800 مشارك من أرجاء العالم، حيث أجمعوا على عمق وتبصر الرسائل والقواعد الذهبية التي تضمنتها الرسالة الملكية بهذه المناسبة.

وقد أكد جلالته من خلالها أن هذا المؤتمر متفرد من حيث الموضوع، ومتميز من حيث المشاركين الذين ينتمون للبرلمانات وللقيادات الدينية ومن العلماء والخبراء والباحثين المرموقين من شتى بقاع العالم، لتدارس وتبادل الآراء حول موضوع يكتسي راهنية كبرى وأهمية خاصة، يعي الجميع أبعاده في ظل السياقات الدولية والإقليمية.

فضاء للتفكير الجماعي

وسلطت الرسالة الملكية الضوء على ضرورة تجديد مقاربات التعاطي مع حوار الأديان لإرساء مناخ الوئام والسلام والاحترام المتبادل، والعمل على إغناء النقاش وتقديم إضافات نوعية للتقريب بين الأديان البشرية، إدراكا لما تواجهه البشرية من تحديات جسام، وذلك بالشكل الذي يجعل من هذا المؤتمر فضاء للتفكير الجماعي لبلورة خطة عمل من لدن البرلمانيين لمواجهة دعوات التطرف والكراهية والانغلاق، وتوهيم الرأي العام بأن الأمر يتعلق بصراع الأديان، والحال أن العالم يعرف صراع جهالات لا صدام حضارات يسعى إلى إشاعة ممارسات الاضطهاد بمبرر الأديان والمعتقدات.

ولذلك دعا جلالته في الرسالة الملكية إلى ضرورة تعبئة كل الطاقات المؤمنة بمساواة الحضارات، وجعل صلب المعركة النبيلة إرساء أرضية التفاهم والتعايش بعيدا عن التعصب للأديان، وتغليب الجوانب المضيئة وما يتيحه العيش المشترك في الشمال والجنوب والشرق والغرب، حيث تؤول الكلمة للفكر المتنور والضمائر الحية، وللمبادرات المقدامة والإرادات البانية التي تسعى إلى تعزيز جسور التواصل، والحوار الفاعل والمتفاعل بين الأديان، والتعاون حول الأهداف الإنسانية لتجنيب البشرية شرور التطاحن والتوتر.

إنتاج التعصب والتعصب المضاد

وقد أكد جلالته في ذات الرسالة بأن الشعور بالخوف من ديانة ما، أو بالأحرى التخويف منها، يتحول إلى حالة كراهية لمظاهر هذه الديانة والحضارة المرتبطة بها، ثم إلى التحريض ضدها، ثم إلى تمييز وأعمال عنف، بشكل يساهم فقط في إنتاج دوامة التعصب والتعصب المضاد، مما يحتم جعل الحوار بين الأديان هدفا ساميا في المحافل الدولية، ويكون الدين بذلك حصنا ضد التطرف لا مطية له، وترسيخ هذا المبدأ يحتاج إلى جهد بيداغوجي تربوي تضطلع به المدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، والمؤسسات الدينية وفضاءات النقاش العمومي المسؤول.

وفي ختام الرسالة الملكية رحب جلالة الملك بالضيوف في بلدهم الثاني المغرب، بلد التسامح والتعايش والتنوع والإخاء، وأرض اللقاءات المثمرة بشأن أمهات القضايا، الهادفة لخدمة الإنسانية ومستقبلها.

فيروس مجهري يقدم درسا للعالم

السيد دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي نوه في كلمته بالتزام المغرب وانخراطه في تنظيم هذا المؤتمر الذي يروم توجيه رسالة نبيلة إلى العالم تتأسس على التسامح والسلم، معلنا أننا نعيش في عالم صغير يتطلب بذل الجهد الدؤوب من أجل العيش في تساكن ووئام، بدل النزاعات والحروب.

وذكر أنه قبل أشهر شهد العالم كيف أن فيروسا مجهريا لا تراه العين المجردة انتشر في غضون أسابيع قليلة، وشكل تهديدا للإنسانية جمعاء، شمالها وجنوبها، فقرائها وأغنيائها، نسائها ورجالها، ولم يستثن الناس من أي ديانة أو معتقد، وبرهن كيف أن مسكننا الذي نسميه الأرض صغير جدا، وسريع التعرض للتهديد، وهذا ينبغي أن يكون لنا درسا وعبرة، ويعمق الوعي لدينا بأهمية التعاون من أجل الحياة والاستقرار.

وسجل أن التوترات والنزاعات والأزمات تتنامى، وأن الخطابات العدائية ومظاهر اللامساواة تتسع، فضلا عن المخاطر المناخية والتدهور الإيكولوجي، والتي لا يسلم من تداعياتها أي بلد، وهي إشكاليات تتطلب حسب تعبيره الحلول اليوم قبل الغد، من أجل إقرار العدالة الاجتماعية والتضامن والسلام، ونبذ العنف والتطرف والاعتداءات التي تستهدف أماكن العبادة.

ولفت الانتباه إلى أن هدف هذا المؤتمر هو العمل الجماعي من أجل مستقبل مشترك، وجعل العالم مكانا أفضل للعيش، لأجل الأجيال الحالية والأجيال الموالية، سمته التقدم والازدهار والحوار الديني.

الحوار وسيلة أساسية لإرساء السلام

من جهته دعا السيد مارتن تشونغونغ أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي في تدخله إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل بناء عالم أفضل.

وكشف أن وثيقة أو معاهدة المدينة التي أرساها الرسول محمد (ص) كانت أول دستور مكتوب منذ فجر الإسلام، والتي وضعت أسس العلاقة بين المسلمين وباقي قاطنيها من الأقلية، ونصت على الحقوق والواجبات بغض النظر عن ديانتهم.

وأشار إلى أن المغرب بدوره برهن على تميزه كمجال جغرافي للتعايش، مضيفا ان الاتحاد البرلماني الدولي يدعم كل الجهود الساعية إلى إشاعة قيم المساواة والاندماج والتقدير والتضامن.

وتطرق بعد ذلك إلى تقرير الاتحاد البرلماني الدولي والمتعلق بالديانة والمعتقد معتبرا انها تشكل وثيقة توجيهية للبرلمانات كمؤسسات ديمقراطية تحتضن كل الأطياف الدينية والسياسية بما فيها الأقليات.

وقال في ختام كلمته "نحن نؤمن بقوة كما جاء في الرسالة الملكية بأن الحوار وسيلة أساسية لإرساء السلام، والأمن والاستقرار في الحاضر والمستقبل، وبناء مجتمعات مندمجة.
وإنها فرصة سانحة وفريدة في هذا المكان والزمان لكي نتقاسم الأفكار ونتبادل الآراء حول هذا الموضوع، ونتضافر معا لرفع التحديات وكسب رهان التعايش".

من أجل الإحساس بالأمن والطمأنينة

في أعقاب ذلك تناولت الكلمة الأخت أغاتا شيكيلوي الناشطة من أجل السلام، حيث شددت خلالها أن النزاعات الطويلة والاضطرابات في القارة السمراء خلفت ندوبا وفظاعات ولدت قناعات راسخة بأهمية استدامة السلام، مضيفة أن الأديان دعت إلى السلم وحقن الدماء، وبدورها انخرطت هيئة الأمم المتحدة وكذلك الاتحاد البرلماني الدولي على مدى عقود في تمجيد قيم التسامح والتعايش، والعدل والمساواة، والحقوق، كي تكون واقعا معاشا، يشيع معه الإحساس بالأمن والطمأنينة.

وتابعت كلمتها قائلة "وكما توحي العناوين الكبرى لهذا المؤتمر، علينا أن نسير معا من أجل المستقبل. وإذا كان دور البرلمانات هو التشريعات وإصدار القوانين فإن جبهة أخرى تفرض نفسها على مستوى الحوار بين الأديان كمسؤولية تطوق أعناق هذه المؤسسات من أجل العمل على احترام التعددية والتنوع والاختلاف".

إثر ذلك أعلن السيد النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين المغربي عن الافتتاح الرسمي لأشغال المؤتمر على مستوى الجلسات العامة والجلسات الفرعية، مرحبا بالحاضرين والمشاركين في أرض المغرب، ومتمنيا في الختام كامل التوفيق والسداد لكل المتدخلين.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار