تطبيقاً لقرار وزارة الخارجية الروسية مؤخراً بوضع حد أقصى لعدد موظفي البعثات الدبلوماسية الألمانية والمنظمات الوسيطة في روسيا، سيضطر عدة مئات من موظفي الدولة الألمان، مثل الدبلوماسيين والمدرسين والعاملين في معاهد «غوته» الثقافية، لمغادرة روسيا، حسبما ذكرت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية الصادرة يومه السبت 27 ماي.
وحسب وكالة "د ب أ"، قالت الوزارة رداً على استفسار، إنه في إطار تقليص وجود «أجهزة المخابرات» الروسية في ألمانيا، قررت وزارة الخارجية الروسية في أبريل الماضي تطبيق حد أقصى لعدد موظفي البعثات الدبلوماسية الألمانية والمنظمات الوسيطة في روسيا. وأضافت: «هذا الحد الذي ستطبقه روسيا اعتباراً من مطلع يونيو المقبل يتطلب خفضاً كبيراً في جميع المجالات التي نتواجد فيها في روسيا».
ووفقاً لتقرير الصحيفة، سيتأثر عشرات، وربما مئات الدبلوماسيين الألمان بهذا القرار، لكن الأكثر تأثراً هم الوسطاء الثقافيون، مثل المعلمين في المدرسة الألمانية بموسكو وعدد كبير من موظفي معهد غوته.
ونقلت الصحيفة عن الخارجية الألمانية القول «في ضوء هذا القرار الأحادي الجانب وغير المبرر وغير المفهوم، فإن الحكومة الألمانية معنية الآن بضمان حد أدنى من وجود الوسطاء في روسيا مع الحفاظ في الوقت نفسه على الوجود الدبلوماسي».
وأوضحت أن هذا لن يكون ممكناً إلا إذا «انخفض عدد الموظفين في جميع المجالات بشكل كبير في بعض الأحيان»، مضيفة أن الحكومة الألمانية تحرص على توفر توازن حقيقي في الممارسة العملية، وذلك أيضاً في ضوء الحد الأقصى للتواجد الروسي على الأراضي الألمانية.
وفيما يتعلق بحديث الخارجية الألمانية عن «القرار أحادي الجانب»، نفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا هذا الأمر ووصفته بأنه «كذبة جديدة» من برلين، وقالت إن موسكو لا تلجأ إلى مثل هذه الوسائل من تلقاء نفسها بل إنها ترد على خطوات مقابلة من الجانب الألماني.
وأضافت زاخاروفا أن برلين «تعمل بالعديد من الخطوات ضد روسيا، لها محتوى معاد للروس». واتهمت الخارجية الألمانية بأنها تعمل في الخفاء، وقالت إن ألمانيا نفت مؤخراً طردها لمزيد من الدبلوماسيين الروس، وبعد ذلك أرسلت عشرات منهم إلى روسيا «وهذه كذبة مثبتة على نحو واضح».