أقرت أوكرانيا بتفوق القوات الروسية على الأرض في عدد من المناطق التي تحتدم فيها المواجهة بين موسكو وكييف، فيما عاشت أوديسا "ليلة جحيم"، بفعل القصف الروسي المستمر منذ ثلاثة أيام.
وحسب "وكالات"، نددت كييف بتحذير موسكو الأخير «اعتبار» السفن المبحرة للموانئ الأوكرانية على البحر الأسود «عسكرية». فيما أعلن الاتحاد الأوروبي نيته إنشاء «صندوق ملياري» لأربعة أعوام؛ دعماً للجيش الأوكراني.
وتفصيلاً، أقر قائد القوات البرية الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، في مقابلة إعلامية، بـ«تفوق» الجيش الروسي في عدد من المناطق.
وقال سيرسكي: «لا يوجد على الإطلاق ما يكفي من القوات أو الأسلحة أو الذخيرة، بالنسبة لكل جيش، كقاعدة عامة، هذه مشكلة كبيرة، خاصة بالنسبة لنا؛ لأن نطاق منطقة القتال كبير جداً، والقتال مستمر في اتجاهات مختلفة وبوجه عام، تتمتع القوات الروسية بالتميز». ووفقاً له، تخطط كييف لعمليات هجومية نشطة على خلفية عملية دفاعية عامة. وأضاف في مقابلة مع «بي بي سي»: «لا يمكن الاستهانة بالجيش الروسي أبداً، بالطبع، لديه تفوق عددي، ولديه مستوى كافٍ من المعدات، وفي المقام الأول بالنسبة للحرب الإلكترونية، وكمية كافية من المدفعية، وكمية كافية من الذخيرة، وعدد كبير من أنظمة الصواريخ، ومن المؤكد التفوق في الطيران، الذي من الغباء الاستهانة بقدراته».
وميدانياً، شهد جنوب أوكرانيا «ليلة جحيم» جديدة بعد ضربات روسية استهدفت أوديسا، الميناء الكبير على البحر الأسود، لليلة الثالثة على التوالي منذ انتهاء العمل باتفاق مهم لإمداد العالم بالمواد الغذائية. واتهمت كييف موسكو باستهداف بنية موانئها التحتية، بهدف منع أي إعادة تصدير محتملة للحبوب الأوكرانية.
وعلق رئيس جهاز الأوضاع الطارئة الأوكراني، سيرغي كروك «ليلة جحيم لشعبنا»، فيما قال سلاح الجو الأوكراني إن موسكو أطلقت إجمالي 38 صاروخاً ومسيّرة.
فيما أعلن الجيش الروسي أنه قصفه طال مواقع عسكرية، مشيراً إلى أنه دمر في أوديسا مواقع لإنتاج وتخزين زوارق مسيرة، ودمر بنى تحتية للوقود ومستودعات للذخيرة في ميكولاييف.
كما أعلنت موسكو فرضها قيوداً على تنقلات الدبلوماسيين البريطانيين في روسيا، بحيث بات عليهم إخطار السلطات الروسية مسبقاً بتنقلاتهم.
فيما قالت أوكرانيا إنها سوف تعتبر أي سفينة في البحر الأسود متجهة إلى موانئ روسية «سفناً عسكرية» محتملة، بدءاً من اليوم (الجمعة). واستنكرت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان «بأشد العبارات أي تهديد لاستخدام القوة ضد السفن المدنية، بغض النظر عن العلم الذي ترفعه». وقالت الوزارة: «نية اعتبار السفن الأجنبية أهدافاً عسكرية تنتهك التزامات روسيا بموجب القانون الدولي ليس فقط تجاه أوكرانيا ولكن تجاه جميع الدول التي تشارك سفنها في نشاط ملاحي سلمي في البحر الأسود». وأضافت، إن بيان روسيا ليس له هدف عسكري مشروع إنما تستهدف تهديد أوكرانيا والدول التي تلزم الحياد.
إلى ذلك، يدرس الاتحاد الأوروبي إنشاء صندوق قدره 20 مليار يورو لأربع سنوات بهدف مواصلة دعم الجيش الأوكراني في تصديه للقوات الروسية، على ما أفادت مصادر دبلوماسية.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بروكسل: «سنبحث سبل مواصلة دعم أوكرانيا على المدى البعيد، والتعهدات الأمنية والضمانات التي يمكننا تقديمها».
وأضاف: «عرضنا خطة تهدف إلى ضمان دعم مالي لأوكرانيا اعتباراً من العام المقبل، ما سيمثل مبلغاً كبيراً، وآمل أن يؤيدها الوزراء»، رافضاً تحديد القيمة قبل أن تبحثها الدول الـ27.
وأفاد مصدر دبلوماسي بأن المساعدة العسكرية المطروحة تبلغ خمسة مليارات يورو في السنة مدى أربع سنوات من 2024 إلى 2027، مشيراً إلى أن المحادثات لا تزال في «بدايتها».