العلم الإلكترونية - الرباط
أصدر مسجد باريس الكبير بلاغا، يستنكر فيه بأشد العبارات الممكنة حملة الافتراء غير المقبولة التي تشن ضدّه وضدّ عميده شمس الدين حافظ من قبل قناة CNews التلفزيونية وعدد من الشخصيات المدنية، منها المدون المعارض الجزائري شوقي بن زهرة المقيم بفرنسا والسفير الفرنسي السابق في الجزائر "كزافييه دريانكور".
أصدر مسجد باريس الكبير بلاغا، يستنكر فيه بأشد العبارات الممكنة حملة الافتراء غير المقبولة التي تشن ضدّه وضدّ عميده شمس الدين حافظ من قبل قناة CNews التلفزيونية وعدد من الشخصيات المدنية، منها المدون المعارض الجزائري شوقي بن زهرة المقيم بفرنسا والسفير الفرنسي السابق في الجزائر "كزافييه دريانكور".
وكان قد جاء في كلام المدون شوقي بن زهرة على قناة CNews في خضم الأسبوع الماضي، إلى كون المسجد الكبير خرج عن المهام الدينية المناطة به والمحددة له، بل أصبح عبارة عن مقر لمهام سياسية وإيدلوجية تخدم مصالح الجزائر بفرنسا، حيث يتم فيه تجييش الجالية الجزائرية ضد معارضيها، ودعم المؤثرين الموالين للنظام الجزائري المتورطين في حملات تهديد ضد المعارضين السياسيين الجزائريين الناشطين بالخارج وفرنسا بالخصوص، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار فرنسا.
كما اتهم عميد المسجد الجزائري "شمس الدين حفيظ " في نفس البلاغ، أيضا السفير الفرنسي السابق في الجزائر، كزافييه دريانكور، بنفس الخطاب واعتبره عدوا لبلد للجزائر.
وفي رد على بلاغ عميد المسجد الكبير، اعتبر المدون الجزائري وليد كبير، أن ما ورد على لسان المدون شوقي بن زهرة على قناة
CNews ، صحيح مائة بالمائة ، بل أضاف أن عميد مسجد باريس الفرانكو -جزائري شمس الدين حفيظ ،هو أحد محامي جبهة البوليساريو ، له عقد مع الدولة الجزائرية ، حيث تدفع له سنويا في حسابه الخاص مبلغ 100 الف يورو ، كما تقوم بتمويل المسجد بغلاف مالي يتراوح ما بين 2 و2.5 مليون يورو.
في حين صرح الحقوقي المغربي "عزيز إدمين"، إلى أن المساجد في فرنسا لا تعمل بنفس المنطق والمقاربة الدينية في البلدان الإسلامية والمغاربية، بل لها مقاربة مختلفة تماما، لكونها تنظم وتسير وفق قانون الجمعيات، فهي مؤسسات مدنية، يمكن لمجموعة معينة أن تحتكر تدبيره بناء على جمع عام ومكتب مسير وأفراد يتحالفون ضد أخرين، وتصويت وغيرها من أساليب "الكولسة " والطبخات قبل إجراء عملية الانتخابات.
وأضاف " الحديث عن المسجد في هذه الحالة باعتباره هيئة وكيان وليس مكانا للعبادة فقط، لهذا عادي جدا أن تجد مسجد "المغاربة" ومسجد "الجزائر"، وقليلا جدا مسجد "الاتراك"، مع العلم أن المسجد لله ولعباده بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو اللون.
مؤخرا، احتكرت الجزائر تسيير عدد من المساجد بفعل عدد المنخرطين والمتبرعين، وأصبحت تتحكم في المسجد الكبير ببارس، وهذا الأخير يعتبر موجه ومؤطر لباقي المساجد الأخرى في فرنسا التابعة لها (أي الجزائر).
وأكد في الأخير، إلى كون المساجد في فرنسا ليس دور عبادة فقط، بل هي أماكن توجيه سياسي وتأطير إيديولوجي، وتموقع انتخابي، وإن كان مجال بعيد عن اهتمامات كاتب هذه السطور، فهي في العمق منبع المعلومات الاستخباراتية فيما يتعلق بالقضايا الجهادية والارهابية.
كما لم يقف بلاغ المسجد الكبير، إلى مهاجمة القناة والمدونين والنشطاء فقط، بل اعتبر أن هذه الحملة ليست من قبيل الصدفة: فهي في جزء منها نتيجة للمواقف والالتزامات القوية لمسجد باريس الكبير ضد اليمين المتطرف، خاصة خلال الانتخابات الأخيرة في يونيو ويوليو 2024.