Quantcast
2025 يناير 25 - تم تعديله في [التاريخ]

لا تَسْتخْسِر في غ_زة فرحة النَّصْر !

افتتاحية ملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 23 يناير 2025


لا تَسْتخْسِر في غ_زة فرحة النَّصْر !
العلم - محمد بشكار

عجبا لِلْعَبُوسِ الذي يَسْتَخْسِر في أهالي غ_زّة فرحة النصر، لِلَّذي يَعْتبر الضّحايا مُجرَّد أرقامٍ وهم شُ...هداء أحياء، يُحْصيها بكل أدوات النُّدْبة وهو الميِّتُ الأكْبر، بل هو وأمثالُه من القُطْعان الكَالِئين إلى العَلَف، هُم سببُ ما نحن فيه منذ أوّل نَكْبة !
 
عجباً لِلّذي يَرْطِن بكلمات غليظة من قبيل الجيو ستراتيجي، وهو في تفكيره لا يتجاوز عقلية القبيلة، بل إنّه حتّى مع نفسه خارج الميدان باع ضميره بأرخص الأثمان، عجباً لكل هؤلاء المُتَفَيْقهين الذين اسْتَعروا حنقاً بعد أن خمد الدخان، ألَا إنَّ المُ...قاومة الفلsطينية مُستمرَّة بأصبع على الزِّناد، سواءً بوقْف إطْ...لاق النّار أو باستئناف العدوان، ألمْ تَرَ يا كَليل النَّظر، كيف صحَّحَت بلدة صغيرة بوصلة العالم دون إصْحاح، كيف اهتزَّ الداخل الإس_رائيلي وأُسْقِط في يده كأنّه لم يُطلق رصاصة واحدة، انهار حين رأى الأرامل والثكالى والأيتام، داسوا على الجراح رغم القهْر، وهرعوا فرحين ليُرمِّموا البيوت ببقايا الحجر !
 
عجباً لِلّذي يَسْتَخْسِر في أهالي غ_زّة فرْحة النّصْر، فما أسْهل أنْ يَمْحو الأعْمَش أمِّية البصر بنظّارة طِبِّية، ولكن الأصْعَب حين تَعْمى القلوب، أن يمحو أمِّيَة البصيرة، والأدْهَى أن يجتمع في كائنٍ واحد عَماء البصر والبصيرة، فلا نعرف هل نُخاطب في هذا الزمن الأغْبَر، إنسانا أم صنفاً مُعَدَّلاً من أنْدَر الضِّباع !
 
أيُعْقل أن تَصْدُر بعض الأفكار النّاكرة للإنتصار، مِنْ مُثقّف أو إعلامي أو دكتور مِمّنْ يتفاخرون على فراغٍ بِدالٍ مُهْمَلة، عِلماً أنّ الواقِع هو الأستاذ الحقيقي عندَهُ الدُّروس والعِبر، أيُعْقل أن يُحْرِق مثل هؤلاء الذين جرُّوا عليهم جامَّ الإحتقار، كُلّ كُتُب التّاريخ حتى التي شربوها على الرِّيق، في الأقْسام الإعدادية، كيف ابتلعوا دون هضْمٍ كما تُهْضَم اليوم حقوق الشعوب، دروس حركات التّحَرُّر بملاحِمها التاريخية في كل بلدان العالم، ولمْ يَعْلَقْ بأدمغتهم المعوِيّة الموصُولة بأنابيب دورات المياه، ولو مَشْهدٌ إنشائي من حروب الإستقلال، في المغرب العربي وفيتنام وإيرلندا.. وهلمّ تحرُّرا، تلك الحروب الرهيبة التي استردّت بآلاف الأرواح الأراضي المُغْتَصَبة، أليْس مِن أفْواه أمْثال هؤلاء.. تتفرَّق أوْدِية المَعْرفة والثّقافة السِّياسية صباح مساء، مِنْ مَجَاري كل القنوات التِّلْفزيونية، فكيف يُنْكِرون بِجبْهة عريضة تَسْبقُها أعينٌ جاحِظة، على الفلsطينيين الحَقَّ في المُ_قاومة المُسلّحة، أسَفِي على الأرض التي تحرّرت ويَرِثُها فِي زمننا لفيف من الأنذال !
 
كيف يَسْتَخْسِرون في أهْل غ_زّة الفرح بلحظة نصر تُهدِّدها قِوى الشَّر من كلِّ الجَبَهَات، لأجْل مَنْ.. ولماذا.. وما الفائدة، فقط ليُرضوا مركز نفوذ وهْمي على كرسي أعرج بالت_طبيع، ألَمْ يصبح هذا المخلوق حاملا وهو العقيم، ليافطة مثقف أو إعلامي أو مُحلِّل دكتور، إلا نظير إجاباته الصحيحة عن بعض أسئلة التاريخ المؤرقة في الإمتحان، ومنها مراحل تحرُّر الشعوب، لماذا إذا لا يكون جوابه اليوم أصح عن هذه المرحلة الدقيقة التي تجتاز نيرانها المُ_قاومة الفلsطينية، يا أ الله مع من نتقاسم هذا الأوكسجين الذي أصابنا من فرط تلوُّثه الإختناق، هؤلاء الذين لا يُفوِّتون مناسبة للاحتفال بيوم الأرض، ولكنهم يجهلون حتّى نقطة الجغرافيا حيث يضعون الأرجل !
 
نفرح رغم كيد الكائدين بأولى بشائر تحرُّر فلsطين، نفرح للمُ_قاومة التي قدّمت أرواح القادة في الصفوف الأولى للشهادة، عكس أعداء لم يُحاربوا هَلِعين، إلا من خلف بروج مُشيّدة، نفرح للخُطبة الثلاثين التي انبثقت كالبرعم من الأنفاق مع أنفاس أبي عُب...يْدة، نفرح لرقصة الحرب يؤديها الأطفال فوق الأنقاض، قولوا هل في العالم أجمل من الطفل الفلsطيني بكل ألوان العيون، لوزا وسماء زرقاء ولونا بُنيا للتراب، وإذا أصابك لسعٌ من جمال هذه العيون البريئة، فذاك عسل، هل ثمّة في العالم عيون بكل هذا التنوُّع في الطبيعة، لا غرابة إذا حافظت على الأمل المستحيل بدون هوادة !
 
فيا أيها المثقف النِّحْرير البارع في التهام البغْرير، ويا أيها الإعلامي الذي يَكْري لسانه لِمن يدفع أكثر، وأنت يا دكتور بدال مُهْملة لا تدلُّ على شيء، إيّاك أنْ تسْتخسِر في أهل غ_زّة فرحة النّصْر !

ملحق "العلم الثقافي" ليوم الخميس 23 يناير 2025


              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار