Quantcast
2025 أبريل 7 - تم تعديله في [التاريخ]

عمر نجيب يكتب: هل يركب الغرب مغامرة الحرب العامة في الشرق الأوسط؟

تعثر في غزة ولبنان وسوريا والنووي الإيراني....


عمر نجيب يكتب: هل يركب الغرب مغامرة الحرب العامة في الشرق الأوسط؟

 منذ الإعلان عن قيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في 14 مايو 1948 وعلى مدى أكثر من 76 عاما وقبل ذلك ومن المتوقع بعدها لا ينتظر وقوع تحول في الفكر الغربي نحو الحل المقبول مرحليا لأصحاب الأرض. تتبدل الحكومات والساسة في كل من واشنطن ولندن وباريس وهي دول الغرب الأكثر تأثيرا على مسار الصراع بين تل أبيب والفلسطينيين وبقية العرب في منطقة غرب آسيا أو الشرق الأوسط المركز ويبقى وهم الفكر الاستعماري التقليدي قائما. لم ينجح تحالف قوى الغرب المركز مع إسرائيل رغم أربع حروب رئيسية 48، 56، 67، 73، وحروب أصغر نسبيا على الجبهة اللبنانية في فرض ما يسمي غربيا بالاستقرار في الشرق الأوسط والتعايش بين إسرائيل وجيرانها. وجاءت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 لتشكل ربما أكبر تحد للوضعية الشاذة التي سادت منذ سنة 1948. طوفان الأقصى أسرع بتحريك مسارات تقاطع النفوذ الإقليمية وشكل استكمالا للصراع الدائر حول نظام عالمي جديد ينهي الهيمنة الأمريكية التي فرضت مع انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية العقد الثامن من القرن العشرين.

 توهم البعض وهم كثيرون بعد تولي الرئيس الأمريكي ترامب مهامه في البيت الأبيض يوم 20 يناير 2025 أن الولايات المتحدة ستسعى لإنهاء الحروب الأبدية في الشرق الأوسط وتسوية صراع الناتو مع روسيا في وسط شرق أوروبا والتوصل إلى تفاهم مع الصين لتقاسم المصالح في منطقة شرق آسيا.

 بعد ستة أسابيع تقريبا على وصول ترامب إلى البيت الأبيض تبدلت التوقعات حيث تبين أن قيادة الولايات المتحدة الموصوفة بالمحافظة واليمينية قد قررت ممارسة سياسة الصدمة والترويع على كل الأصعدة سياسيا وعسكريا وإقتصاديا في محاولة للابقاء على هيمنتها العالمية.

 في الشرق الأوسط أطلق البيت الأبيض يد حكومة تل أبيب لتستأنف حرب الإبادة في غزة وحملتها في الضفة الغربية ومشروعها لطرد سكان غزة إلى سيناء والضفة إلى الأردن. وشنت إدارة ترامب الحرب على اليمن وساندت تل أبيب في حربها على لبنان وتوسعها في سوريا وتوعدت حكومة بيروت بالجحيم إذا لم تنزع سلاح حزب الله، وبدأت مع تل أبيب الإعداد لشن الحرب على إيران إذا لم تتخل عن برنامجها النووي والصاروخي ودعمها لحماس واليمن وحزب الله، وبدأت عملية التحضير لفرض خيار على القاهرة بين الرضوخ لمطالب إسرائيل بقبول تهجير الفلسطينيين ونزع السلاح الجيش أو الحرب والتخريب الاقتصادي.

 وفي وسط شرق أوروبا انتهت أطروحة تسوية الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة أو 100 يوم التي وعد بها ترامب وعاد المسار إلى سابقه من تسليح وعقوبات ومراهنات على فك التحالف بين موسكو وبكين، واستكملت عملية الصدمة والترويع بالحرب التجارية الأمريكية على بقية دول العالم باسلوب التعريفات الجمركية.

 ومع دول غرب أوروبا وتحالف الناتو وبمناورات متعددة انطلق سباق تسلح على القارة العجوز وتوسعت أساليب تحجيم توجهات المعارضة الداخلية وتقليص الحريات.

 بينما تواصل إسرائيل مغامراتها الحربية في غزة ولبنان وسوريا في نطاق ما وعد به نتنياهو بخريطة الشرق الأوسط الجديدة وبينما تدرك واشنطن تجدد فشلها في اليمن تتجمع المؤشرات عن قرب شن واشنطن الحرب ضد إيران على أمل فرض واقع جديد في المنطقة.

 كتب عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية:

 سماء الخليج، وجواره، تبدو ملبدة بنذر حرب واسعة، لا نعرف متى ستبدأ، ولا كيف ستنتهي. واشنطن وطهران على سكة صدام، قد يكون وشيكا، وعمليات بناء "الأصول الحربية" الأمريكية تجري على قدم وساق، ودائما على نحو يضمن إبقاء إيران في مرمى النيران. وبينما ترجح تقديرات لخبراء ومراقبين "خِيارَ الجحيم"، الذي يشهره ترامب يمنة ويسرة، فإن أصحاب هذه الترجيحات يبقون الباب مفتوحا للدبلوماسية وما قد تجترحه من "معجزات".

هو، إذا، سباق الحرب والدبلوماسية، يجري في ظروف غير مواتية لطهران، وفي مناخات تفشي "العربدة" و"التنمر" و"نزعات الهيمنة" على نظام عالمي يعاد تشكيله بسرعة فائقة، تحت وقع الضربات الأمريكية المتلاحقة، نظام قائم على "الجشع" و"التوحش"، ولا مطرح فيه لقانون دولي ولا لأمم متحدة وميثاقها ومنظماتها، نظام يراد به وضع الولايات المتحدة على قمة الهرم القيادي العالمي، وتثبيتها سطوتها وهيمنتها، وكنتيجة ثانية لذلك، وضع "إسرائيل" في موقع المهيمن على "المشرق الكبير"، الممتد من قزوين إلى ضفاف المتوسط، مرورا بوادي النيل والهضبة التركية.

 وسط كل هذه المتاهة من التوقعات المتضاربة يشير المؤرخون والسياسيون إلى الحتمية التاريخية لنهوض وسقوط الامبراطوريات ويستبعدون توقعات امتداد القرن الأمريكي الجديد حتى 2100.

تبدبد القوة


 جاء في تحليل نشرته "فايننشال تايمز" يوم 3 أبريل 2025:

عشرة أسابيع من إدارة ترامب هزت العالم.. وعلى جبهات عديدة، وبسرعة متعمدة، تعمل أمريكا على تبخير قوتها الناعمة.

 قال المؤرخ أرنولد توينبي: "الحضارات لا تقتل، بل تموت منتحرة". ورغم أن النفوذ العسكري والثروة الجغرافية سيدعمان أمريكا، فإن الأمور تتسق مع سيناريو توينبي. لا يمكن لأي تهديد خارجي أو تقييم داخلي للتكاليف والفوائد أن يدفع إنسانا من المريخ إلى الاعتقاد بأن أعظم قوة على وجه الأرض ستنهار بفعل يديها. سواء في الصين أو كندا، أو حتى في الولايات المتحدة، فإن المراقبين في حالة من النكران لحقيقة أن سرعة انقلاب أمريكا على نفسها تاريخية.

أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية قبل 10 أسابيع. ورث اقتصادا يتميز بتضخم مستقر وانخفاض في أسعار الفائدة، ولكن مع توقعات بأن يتجاوز النمو أي منافس كبير هذا العام. مع كل هجوم جديد من ترامب على الاقتصاد العالمي، تخفض توقعات النمو الأمريكية، ويبدو أن أمريكا متجهة نحو الركود هذا العام. سيكون هذا ركودا اختياريا، خيار ترامب.

لكن هذا هو الجزء التافه. النمو السلبي سيكون مجرد امتداد لهجوم أكثر إثارة للقلق على التجربة الأمريكية. ما يميزها عن حالات الطوارئ السابقة هو غياب المقاومة الجادة. كانت الحرب الأهلية 1861-1865 صراعاً دمويا حتى الموت، لكن قضية الاتحاد المناهض للعبودية كانت حماسية بحق. أيقظ رد فعل أمريكا على بيرل هاربر عام 1941 أمة انعزالية. عوضت الولايات المتحدة بعزمها ما أغفلته ببصيرتها.

كل الاضطرابات الداخلية الأمريكية منذ ذلك الحين، نضال الحقوق المدنية في الستينيات، والانقسامات التي سببتها حرب فيتنام، وفضيحة "ووتر غايت" في عهد ريتشارد نيكسون، وحتى ردود الفعل العنيفة على حرب العراق عام 2003، أدت إلى قرارات خاضعة لمعركة مريرة، بعضها إيجابي.

ما يغيب الآن هو أي إدراك لحجم المخاطر. ومن المفارقات أن الأجانب يدركون تماماً، ففي كلِ مرة يمنع فيها عالم من الدخول أو يختفي سائح في الحجز، يتصدر الأمر عناوين الصحف في وطنه. يعيش الطلاب الأجانب في خوف من الترحيل التعسفي أو حتى اختطافهم من الشارع على يد عملاء ملثمين. أما الزوار المحتملون، فيضعون خططاً أخرى.

على جبهات عديدة، وبسرعة متعمدة، تبخر أمريكا قوتها الناعمة. لا يستغرق الأمر سوى أقل من ربع ساعة لتشويه سمعة استغرق بناؤها ربع ألف عام. كم من الوقت سيستغرق إصلاحها؟.

 لا أحد من حشود العالم المتجمعة مرحب به في أمريكا باستثناء واحد: البيض من جنوب أفريقيا. وبينما يغلق ترامب الوكالات والقنصليات في العالم، تُنشئ إدارته مراكز استقبال للاجئين البيض من أصل أفريقي في بريتوريا، الذين يزعم أنهم ضحايا للتمييز العنصري من قِبل حكومة الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا. كل هذا يجري باسم الجدارة. الحرس الأمريكي الجديد كله تقريباً من البيض، وجميعهم ذكور، ومعظمهم غير مؤهل لقيادة الإدارات الكبرى التي يخربونها.

إن العلماء الأمريكيين يبحثون عن وظائف في الخارج. لقد قدم ترامب لبقية العالم فرصة هائلةً للصيد الجائر. إذا كان هناك أي شك في أن الولايات المتحدة تبنت الوحشية. إن مثل هذه المؤشرات أخطر من أي ركود اقتصادي.

حرب خاسرة


ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها يوم 5 أبريل 2025 أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أمضى أسبوعا رائعا وحقق فوزا في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس ترامب.

وأوضحت الصحيفة أن "الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترامب ستغير النظام العالمي بطرق عديدة، وقد برز فائز واحد: الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وأضافت: "قضت الولايات المتحدة سنوات عديدة في إقناع الدول الأوروبية بإضعاف العلاقات الاقتصادية مع الصين، ولكن الآن، بسبب تصرفات ترامب، أصبح استئناف الاتصالات مع بكين مسألة وقت فقط، وبالإضافة إلى ذلك، سوف تكون الصين شريكا بديلا للدول الآسيوية، التي من المتوقع أن تتزايد لديها مشاعر العداء لأمريكا ".

وأشارت الصحيفة إلى أن "الغرب غير راض عن الرسوم الجمركية الأمريكية، وأظهر انقسامه وضعفه أمام الصين هذا الأسبوع".

وفي وقت سابق، أعلن مجلس الدولة الصيني فرض رسوم جمركية جوابية بنسبة 34 في المئة على جميع السلع والمنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تدخل الرسوم الصينية الجديدة حيز التنفيذ في 10 أبريل.

وفي رده على القرار الصيني، قال ترامب، إن الصين "لعبت الخطوة الخاطئة" و"أصيبت بالذعر" عندما فرضت رسوما جمركية انتقامية على السلع الأمريكية.

وواجهت الأسواق العالمية خلال هذا الأسبوع أسوأ أزمة لها منذ الانهيار الذي سببه فيروس كورونا.

المواجهة الحتمية

يقدر عدد من الباحثين في مصادر الرصد بالعديد من العواصم الغربية والشرقية أن تعثر الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة رغم نجاحها في إبادة أكثر من 50 ألف مدني فلسطيني ومواصلة المقاومة الفلسطينية إفشال خطط تل أبيب للسيطرة على الشريط الساحلي الضيق، والتعثر في القضاء على حزب الله في لبنان واحتمال عودته للمواجهة ولو بحرب عصابات، والفوضى السائدة في سوريا وفتحها الباب أمام كل الاحتمالات، والعجز الأمريكي الإسرائيلي في ردع القوات اليمنية ومنعها من مواصلة تعطيل الملاحة الإسرائيلية الغربية عبر مضيق باب المندب، وتعزز دعم موسكو وبكين لكل القوى المعادية للغرب وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، ودعم موسكو العسكري المستمر للقدرات الإيرانية كلها تدفع واشنطن وتل أبيب إلى استعجال شن الحرب على طهران.

 يوم الاربعاء 2 أبريل قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن المواجهة العسكرية مع إيران تبدو "حتمية تقريبا" إذا لم تتمكن القوى العالمية من التوصل سريعا إلى اتفاق جديد بشأن برنامج طهران النووي.

أدلى بارو بهذه التصريحات، التي بدا أنه يصعد الضغط فيها على إيران، بعدما عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء اجتماعا نادرا وسريا مع وزراء وخبراء مهمين لمناقشة الملف الإيراني.

وتسعى قوى أوروبية إلى إيجاد مسار دبلوماسي يتم من خلاله التوصل إلى اتفاق لكبح أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية بحلول الصيف وقبل موعد انتهاء سريان الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 في أكتوبر 2025.

وقال الوزير في جلسة بالبرلمان “فرص التوصل إلى اتفاق جديد محدودة، لم يتبق سوى بضعة أشهر حتى انتهاء أمد هذا الاتفاق”.

صمود اليمن


 جاء في تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية يوم 4 أبريل 2025:

 كشفت مصادر أمريكية أن التكلفة الإجمالية للعملية العسكرية ضد اليمن "الحوثيين" تكاد تصل إلى مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وأن الهجمات ذات تأثير محدود في تدمير قدرات القوات اليمنية.

ووفقا لما ذكره ثلاثة أشخاص مطلعين على تقدم الحملة لشبكة CNN، استخدمت العملية الهجومية، التي بدأت في 15 مارس، ذخائر بقيمة مئات الملايين من الدولارات لضربات ضد اليمن، بما في ذلك صواريخ مجنحة بعيدة المدى من نوع JASSM، وقنابل JSOW الموجهة عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وصواريخ توماهوك.

كما يتم استخدام قاذفات B-2 من دييغو غارسيا ضد اليمن، وسيتم قريبا نقل حاملة طائرات إضافية بالإضافة إلى عدة أسراب مقاتلة وأنظمة دفاع جوي إلى منطقة القيادة المركزية، وفقا لما ذكره مسؤولون في الدفاع.

وقال أحد المصادر إن وزارة الدفاع الأمريكية قد تحتاج إلى طلب تمويل إضافي من الكونغرس لمواصلة العملية، لكنها قد لا تحصل عليه - فقد تعرضت العملية الهجومية لانتقادات من كلا الحزبين، وحتى نائب الرئيس جي دي فانس قال إنه يعتقد أن العملية "خطأ" في محادثة عبر تطبيق "سيغنال" نشرتها مجلة The Atlantic.

 ولم تفصح وزارة الدفاع الأمريكية علنا عن التأثير الفعلي للضربات العسكرية الأمريكية اليومية لكنها اعترفت بأن القوات اليمنية لا تزال قادرة على تحصين مخابئها والحفاظ على مخزون الأسلحة تحت الأرض، كما فعلت خلال الضربات التي نفذتها إدارة جو بايدن لأكثر من عام، حسبما ذكرت المصادر.

وقال أحد المطلعين على العملية: "لقد دمروا بعض المواقع، لكن ذلك لم يؤثر على قدرة القوات اليمنية في الاستمرار بإطلاق النار على السفن في البحر الأحمر أو إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار، وفي الوقت نفسه، نحن نستنزف الجاهزية - الذخائر والوقت وزمن النشر".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من أبلغ عن تفاصيل العملية العسكرية التي تمت مشاركتها في إحاطات للكونغرس.

ونجح اليمنيون هذا الأسبوع في إسقاط طائرة أمريكية مسيرة من طراز MQ-9 Reaper - وهي الثانية من نوعها التي يتم إسقاطها منذ بدء الهجوم شهر مارس، وفقا لما ذكرته مصادر، وهي الثامنة عشرة منذ شروع واشنطن في هجماتها ويبلغ ثمن الطائرة 14 مليون دولار..

كما أثارت العملية واسعة النطاق قلق بعض المسؤولين في القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الذين اشتكوا في الأيام والأسابيع الأخيرة من العدد الكبير من الأسلحة بعيدة المدى التي تنفذها القيادة المركزية الأمريكية (ضد الحوثيين، وخاصة صواريخ JASSM وتوماهوك،) وفقا للمصادر.

وستكون هذه الأسلحة حاسمة في حالة نشوب حرب مع الصين، ويقلق مخططو الجيش في القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أن يكون لعملية القيادة الأمريكية المركزية تأثير سلبي على الجاهزية العسكرية الأمريكية في المحيط الهادئ.

موسكو واليمن

نقلت وكالة رويترز عن وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات يوم الأربعاء 2 ابريل 2025 على أشخاص وكيانات مقرها روسيا، يعملون على المساعدة في شراء أسلحة وسلع، بما في ذلك حبوب أوكرانية مصادرة، لجماعة الحوثي اليمنية.

وذكرت الوزارة أن الخاضعين للعقوبات، ومن بينهم هوشانج خيرت رجل الأعمال الأفغاني المقيم في روسيا وشقيقه سهراب خيرت رجل الأعمال المقيم في روسيا أيضا، ساعدوا المسؤول الحوثي الكبير سعيد الجمل في الحصول على سلع بملايين الدولارات من روسيا لشحنها إلى الأجزاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.

وأضافت الوزارة في بيان أن البضائع تشمل أسلحة وبضائع حساسة، بالإضافة إلى حبوب أوكرانية.

وذكر وزير الخزانة سكوت بيسنت “لا يزال الحوثيون يعتمدون على سعيد الجمل وشبكته لشراء بضائع حيوية لإمداد آلة الحرب التابعة للجماعة”. وأضاف “يؤكد إجراء اليوم التزامنا بتقويض قدرة الحوثيين على تهديد المنطقة بأنشطتهم المزعزعة للاستقرار”.

الحوثيون يتمددون


قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوم السبت 5 أبريل 2025، إن "الحوثيين في اليمن يتمددون إلى إفريقيا، ويقتربون من إسرائيل"، معتبرة أن "الخطر أكبر مما نراه الآن".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الولايات المتحدة تشعر بالإحباط بسبب "التأثير المحدود" للعملية ضد ما يوصف غربيا بالجناح الإيراني الأكثر استقلالية، والذي يتوسع الآن في واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل"، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن "الحوثيين يرسلون أسلحتهم إلى دول إضافية - وفي منطقة غير متوقعة وخطيرة للغاية".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "في السنوات الأخيرة، انتشر الحوثيون، من بين أماكن أخرى، في منطقة القرن الإفريقي، والذي يشمل جيبوتي والصومال (وكذلك أرض الصومال وبونتلاند) وإريتريا وإثيوبيا، وقد أصبحت سيطرتهم على هذه المناطق تدريجيا ذات أهمية، بهدف ترسيخ وجودهم والاقتراب أكثر من إسرائيل. علاوة على ذلك، تتمتع منطقة القرن الإفريقي والسودان بأهمية استراتيجية: فهي المنطقة التي تشكل جزئيا الطرف الآخر لخليج عدن، مقابل اليمن، وجزئيا تمتد على طول شواطئ البحر الأحمر. إن النفوذ هناك - إلى جانب النفوذ في اليمن - يخدم غرض فرض الحصار على إسرائيل، ويمكن أن يساعد أيضا في تقديم المساعدات لحماس في غزة".

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه "على سبيل المثال، في الصومال، وسع اليمنيون الحوثيين تعاونهم مع منظمة الشباب الصومالية. وبحسب تقارير نشرت في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تقارير صادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عقدت حركة الشباب اجتماعات في الصومال مع ممثلين عن الحوثيين وطلبت المساعدة بالأسلحة والتدريب. وفي المقابل، تعهدت حركة الشباب بتوسيع أنشطة اتصدي للملاحة الإسرائيلية.

وفي جيبوتي، قالت الصحيفة في تقريرها إن "تأثير الحوثيين في جيبوتي قد يجعل من الأسهل، إغلاق ممرات الشحن في الطريق إلى إسرائيل".

التمدد إلى المحيط الأطلسي


وفي هذا الصدد قال داني سيترينوفيتش، وهو باحث زميل في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم الأبحاث في وكالة الاستخبارات الإسرائيلية: "من الناحية الاستراتيجية، ينصب التركيز على القرن الأفريقي، لكن الحوثيين هددوا سابقا بمهاجمة إسرائيل في منطقة رأس الرجاء الصالح (في جنوب غرب أفريقيا، حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالمحيط الهندي). ووردت تقارير عن رغبتهم في الوجود في شمال أفريقيا أيضا. لديهم صلة طبيعية بالتاريخ الأفريقي، أكثر بكثير من الإيرانيين، ولذلك فهم رأس الحربة في هذه الخطوة. يجب أن نشعر بقلق بالغ إزاء نية خلق القدرة على العمل في تلك البلدان".

وأكد سيترينوفيتش أن "تهديد الحوثيين ليس التهديد الذي نراه حاليا في الشرق الأوسط فقط، في مضيق باب المندب وفي تهديدات الهجوم على إسرائيل، بل إنه أيضا تهديد محتمل أكبر للمصالح الإسرائيلية والغربية. لا ينبغي أن تقتصر الحملة ضد الحوثيين على اليمن فحسب، بل ينبغي أيضا النظر إلى مشكلة الحوثيين من منظور أفريقي".

وبحسب سيترينوفيتش فإن "أي إنجاز تحققه حركة الشباب في المنطقة سيكون دراماتيكيا بالنسبة للحوثيين، إذ سيفتح لهم مناطق سيطرة جديدة. وفي هذه الحالة فإن الاختلافات الأيديولوجية بين الطرفين لا تشكل أي فرق على الإطلاق. وفي نهاية المطاف، فإن الأمر يتعلق بمصالح استراتيجية عميقة تخدم الجانبين. والقصة مماثلة في السودان - طريق التهريب الاستراتيجي للأسلحة لحماس، حيث تساعد بشكل كبير عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني في مواجهته مع قوات الدعم السريع التي تحصل على دعم أمريكي إسرائيلي وتسعى لتقسيم السودان..

لا حل عسكري في غزة


أكد الدكتور دوتان هاليفي، وهو محاضر أول في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب فيتقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت يوم 28 مارس 2025، أن لا حل عسكريا في غزة، معتمدا في رأيه على دروس ستة عقود من المواجهة مع الفلسطينيين.

 ويقول هاليفي في مقاله أنه "منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، قتل أكثر من 50 ألف شخص، ومع ذلك، لا يزال الحل العسكري بعيد المنال. من خطط الجنرالات إلى إنشاء المجمعات الإنسانية، ومن العمليات في فيلادلفيا إلى جباليا، ومن رفح إلى نتساريم، لم تتمكن إسرائيل من تحقيق انتصار حاسم. رهائننا في الأنفاق سيموتون ولن يتم العثور عليهم، ومع ذلك، نواصل تكرار أخطاء الماضي".

ويضيف أنه "في العام 1970 حاول الجيش الإسرائيلي التعامل مع نشطاء منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في غزة. قبل أشهر من ذلك، تخلت إسرائيل عن فكرة إخلاء القطاع من سكانه، الذين كانوا يبلغون حينها 400 ألف نسمة، بعدما فشلت في دفعهم للهجرة الطوعية. لقد خرج فقط 30 ألف شخص، بينما تحول الباقون إلى مقاومين".

ويتابع "في عام 1971، دخل أريك شارون، قائد المنطقة الجنوبية آنذاك، مخيمات اللاجئين بالجرافات، دمر أجزاء كبيرة منها، وقتل المئات، وأبعد عشرات الآلاف إلى جنوب القطاع وسيناء. آنذاك، ظن البعض أن النصر تحقق، لكن بعد 16 عاما، اندلعت الانتفاضة الأولى من جباليا، وأعادت التذكير بحقيقة أن القمع العسكري لا يؤدي إلى استقرار دائم".

ويقول هاليفي إنه "منذ اتفاقيات أوسلو، تصاعدت السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، من فرض حصار اقتصادي إلى تشديد القيود الأمنية. كل جولة تصعيد عسكري كانت تعيد القطاع إلى العصر الحجري، لكن حماس خرجت منها أكثر قوة. من قذائف الهاون البدائية إلى صواريخ بعيدة المدى، ومن عمليات صغيرة إلى ضربات واسعة النطاق، باتت غزة قادرة على تهديد مدن إسرائيلية كبرى".

ويضيف "اليوم، تطرح مجددا فكرة إدارة الهجرة الطوعية لسكان غزة، وكأننا عدنا إلى عام 1967. تتجاهل هذه السياسة أن نقل السكان بالقوة يعد جريمة دولية، كما تتجاهل حقيقة أن الفلسطينيين في غزة لا يرون بديلاً لوطنهم، حتى في ظل الفقر والدمار".

ويؤكد هاليفي أن "الحقيقة البسيطة التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها هي أن الحل لا يكمن في القوة العسكرية، بل في تسوية عادلة تقوم على المساواة الكاملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ما لم يحدث ذلك، سنظل نعيش في دائرة من الخوف والصراع المستمر".

ويختم الدكتور تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب بأنه "إذا كانت إسرائيل تريد حقا إنهاء هذا الصراع، فعليها أن تسعى إلى سلام يمنح الفلسطينيين السيادة والأمن وحرية الحركة، بدلا من تكرار السياسات الفاشلة التي لم تحقق شيئا سوى المزيد من العنف والدمار".

كارثة غير مسبوقة


أطلقت مجلة الإيكونوميست البريطانية تحذيرا "مرعبا" للإسرائيليين يوم 28 مارس حول مستقبل الدولة العبرية، مشيرة إلى أن سياسات الحكومة الحالية تقود إلى "كارثة غير مسبوقة".

وجاء في تقريرلـ"الإيكونوميست" الذي تصدر غلافها تحت عنوان "غطرسة إسرائيل"، أن الدولة العبرية تبدو قوية ظاهريا بعد تعافيها العسكري، لكنها تواجه أخطارا متزايدة تهدد استقرارها.

وسلطت المجلة الضوء على التحولات التي شهدتها إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، إذ انتقلت من حالة ضعف وتخبط إلى وضع عسكري مهيمن، مدعوم بمساندة أمريكية كاملة. وخلال هذه الفترة، تمكنت إسرائيل من تحقيق إنجازات عسكرية بارزة، من تصفية قادة بارزين في حماس وحزب الله، إلى التصدي لهجمات إيرانية بالصواريخ بمساعدة تحالف غربي، مما أضعف نفوذ طهران في المنطقة.

لكن، رغم هذا التفوق العسكري، تحذر الإيكونوميست من أن إسرائيل قد تدفع ثمنا باهظا نتيجة توسعها المفرط في العمليات العسكرية، فضلا عن تصاعد الصراعات الداخلية التي تهدد تماسكها.

ومن أخطر القضايا التي يثيرها التقرير مسألة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. إذ تتزايد المخاوف من أن السياسات الإسرائيلية، المدعومة بتشجيع أمريكي على "الهجرة الطوعية"، قد تؤدي إلى تطهير عرقي فعلي للفلسطينيين، أو إجبارهم على العيش في مناطق معزولة ومتقلصة المساحة.

ويرى التقرير أن النهج الإسرائيلي الحالي يعزز حالة عدم الاستقرار، حيث تستمر العمليات العسكرية في الضفة وغزة، إلى جانب توسيع نطاق التدخلات في سوريا ولبنان. وتوضح المجلة أن إسرائيل باتت تهاجم عند أول فرصة سانحة، بغض النظر عن العواقب، وهو ما قد يدفعها إلى مواجهة مباشرة مع إيران في ظل تراجع قدراتها الدفاعية.

ولم تقتصر تحذيرات الإيكونوميست على التهديدات الخارجية، بل شملت أيضا التصدعات الداخلية داخل إسرائيل. فمن أبرز الأزمات التي تشهدها البلاد الخلاف حول صفقة الأسرى، التي تحظى بتأييد شعبي واسع، مقابل استمرار الحرب الذي يواجه رفضا متزايدا.

كما يسلط التقرير الضوء على تفكك نظام الفصل بين السلطات، حيث تسير الحكومة في مسار قد يؤدي إلى تقويض استقلال المؤسسات، ما يهدد استقرار البلاد على المدى الطويل.

وأشار إلى أن جيش إسرائيل منهك، ومجتمعها منقسم، وقطاعاتها الاقتصادية – وعلى رأسها التكنولوجيا المتقدمة – تفكر في الهجرة إلى دول أخرى.

وتخلص الإيكونوميست إلى أن إسرائيل تبدو قوية عسكريا، لكنها تواجه مخاطر حقيقية تهدد مستقبلها. فالغطرسة السياسية والعسكرية قد تؤدي إلى كارثة، ما لم تفهم القيادة الإسرائيلية المخاطر التي تلوح في الأفق.

تهديد للقاهرة


ذكر موقع "ناتسيف.نت" الإخباري الإسرائيلي يوم 30 مارس 2025 إنه قبل نحو عشرة أيام دعا وزير الدفاع المصري وحدات الجيش المصري إلى الاستعداد للقتال في أي لحظة تحتاج فيها إلى ذلك، واعتبر الموقع هذا التصريح بمثابة تهديد ضمني لتل أبيب.

وأوضح تقرير الموقع العبري، إن تل أبيب لم تكن تعتقد أن الوضع الأمني في منطقة سيناء سوف يتدهور بهذه السرعة ويخرج منها تصريحات تهديدها بشكل غير مباشر.

وذكر الموقع العبري إنه يجب على الأمريكيين أن يتدخلوا (ويبدو أنهم يفعلون ذلك بالفعل في البعدين الدبلوماسي والعسكري) وإلا فإن إسرائيل ستضطر إلى اتخاذ التدابير الاحترازية المناسبة حتى لا تفاجأ مرة أخرى كما حدث في عام 1973.

وكشف تقرير الموقع العبري الذي يهتم بالشؤون المصرية، أن المنطقة قد شهدت حتى وقت قريب تحركات عسكرية غير عادية، أبرزها تحليق طائرات استطلاع وتجسس أمريكية من طراز MQ-4C Triton على طول الحدود المصرية.

وأوضح التقرير أن هذه الطائرات، التي تنطلق من قاعدة سيجونيلا في إيطاليا، تعتبر من بين أحدث أنظمة جمع المعلومات الاستخباراتية الجوية، وكانت رحلتها الأخيرة على طول الحدود الليبية، ثم استمرت على طول الساحل المصري، واقتربت أكثر من منطقة الدلتا.

وأوضح الموقع الإسرائيلي إلى أن بعض المصادر تشير إلى أن الطائرات واصلت الطيران حتى المناطق الشرقية من مصر، وربما نحو شبه جزيرة سيناء، قبل العودة إلى قاعدتها في إيطاليا.

وقال: "ما يجعل هذه الطائرات مهمة للغاية هو قدراتها المتقدمة في مجال الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخبارية الإلكترونية، وهي طائرات بدون طيار قادرة على جمع معلومات استخباراتية حساسة دون الحاجة إلى انتهاك المجال الجوي المصري أو حتى دخول المياه الإقليمية، وتتمتع بأجهزة استشعار متطورة قادرة على اكتشاف إشارات الرادار المصرية من مسافات تصل إلى 926 كيلومترا، ما يسمح لها بجمع معلومات دقيقة عن طبيعة أنظمة الدفاع الجوي وموجاتها الكهرومغناطيسية".

وأستطرد: "يساعد هذا النوع من الإجراءات في بناء ما يسمى بـ (مكتبة التهديدات)، والتي تُستخدم لاحقًا لتحديد كيفية التعامل مع أنظمة الدفاع، سواء من خلال التشويش الإلكتروني أو الهجوم المباشر).

وتابع: "تجهز هذه الطائرة أيضا برادار ذو فتحة تركيبية يصل مداه إلى 370 كيلومترا، قادر على تصوير الأهداف ورسم خرائطها، ويسمح بتحديد الأهداف البرية والبحرية بدقة عالي، كما أنها تحتوي على كاميرا استشعارية كهربائية بصرية متطورة يصل مداها إلى أكثر من 55 كيلومترا، مما يسمح لها بتغطية وتصوير مساحة تبلغ 7 ملايين كيلومتر مربع في رحلة واحدة مدتها 24 ساعة، كما إنها تطير على ارتفاعات تتجاوز 50 ألف قدم، مما يجعلها خارج نطاق معظم الدفاعات الجوية قصيرة المدى، ولكن لا يمكن مهاجمتها إلا بواسطة أنظمة مضادة للطائرات طويلة المدى، والأهم من ذلك، أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف العسكرية واستهدافها، مع القدرة على نقل كافة البيانات مباشرة إلى مركز القيادة عبر رابط بيانات مشفر عبر الأقمار الصناعية".

وأضاف تقرير الموقع العبري قائلا: "تجعل هذه الوقائع تحركات الطائرات الأمريكية قرب السواحل المصرية ذات أهمية بالغة، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والإجراءات العسكرية المصرية الأخيرة، مثل رفع درجة الاستعداد القتالي للجيش الثاني، وزيارات وزير الدفاع ورئيس الأركان لمختلف أفرع الجيش".
 
 عمر نجيب

للتواصل مع الكاتب​:

Omar_najib2003@yahoo.fr

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار