Quantcast
2022 يونيو 30 - تم تعديله في [التاريخ]

تكريم خاص لمحمد الداهي المتوج بجائزة الشيخ زايد للكتاب

اعترافاً بقيمته العلمية ومشروعه البحثي الرصين، وترسيخاً لثقافة الاعتراف ومحاربة التفاهة، احتفت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط بصاحب "السارد وتوأم الروح"، المتوج بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب.


العلم الإلكترونية - عبد الناصر الكواي
 
في محفل علمي بهيج، التأم صباح الأربعاء 29 يونيو 2022، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس في الرباط، لفيفٌ من الأساتذة والباحثين والطلبة والمهتمين، لتكريم الناقد الأكاديمي، محمد الداهي، بمناسبة تتويجه بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب في دورتها السادسة عشرة عن مؤلفه: "السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع".
 
وتناول الكلمة بالمناسبة تباعاً كلٌّ من عميد الكلية، د. جمال الدين الهاني، الذي نوه بالمحتفى به خلقا وخلقا وبحثا، وقال إن "منطلقات كتاب السارد وتوأم الروح" المنهجية والأكاديمية الرصينة، جعلت القائمين على جائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب يرون فيه طفرة نوعية في مجال الكتابات النقدية. د. محمد السيدي، رئيس شعبة اللغة العربية، من جهته،  أشاد بجدية الداهي المربي والباحث وصرامته، ونوه بفوزه بهذه الجائزة الكبرى، معربا عن أمله أن يستمر هذا التقليد الاحتفائي بفوز أساتذة الكلية والجامعة.
 
بدورها، اعتبرت د. زهور كرام، زميلة المحتفى به، أن احتفال الكلية بفوز الداهي إعلاء لقيمةِ القيم ومحاربة للتفاهة التي تزحف على كل شيء حولنا. وذلك انطلاقا من كون الجامعة، هي مكان طرح الأسئلة الحقيقية. وأكدت أن فوز الداهي بهذه الجائزة العالمية، هو تتويج ليس لشخصه فقط وإنما للوطن ككل، في فرح ينتصر على الأنا والذاتية، وينتصر للعقل والقيمة العلمية.
 

أما زميل المكرم د. بوبكر منور، فقد أثنى على الداهي شمائِلِه وأعمالِه، وقال إن "السارد وتوأم الروح"، يخوض في نوع من الكتابة مداره الذات، بتخومها الممتدة بين معطيات الواقع وتجليات التخييل، بل هي كتابة مختلطة تستقطب مكونات أجناسية شتى، وهي بعد هذا وذاك، تتعلق بالذاكرة التي يتحكم فيها التذكر والنسيان، والتي تحتاج في أحايين كثيرة إلى مظاهر الترميم، وهكذا قد يغرق المرء في لجة هذه الكتابة، لكن الداهي بين الفينة والأخرى ينثر حولنا بعض زوارق النجاة، وفق تعبير منور.

وفي كلمته، شكر د. محمد الداهي، للمحتفين به مبادرتَهم وسرد محطات من ذكرياته مع عدد منهم، وخص بالذكر الأساتذة زهور كرام وسعيد بنكراد ومحمد جودت... وقال إن تأليف "السارد وتوأم الروح من التمثيل إلى الاصطناع"، استغرق منه ستة أعوام كاملة، جاء بعدها الكتاب في حجم كبير ينيف عن ستمائة صفحة، أخذ تقليصه وتعديله باقتراح من الناشر زهاءَ حولين آخرين.

وبعد التنويه بالقراءات المقدمة من المتدخلين، بيّن الداهي، سياقات تأليف هذا المنجز النقدي، ومنها أنه جاء في سياق ما يسمى بـ"أفول الأدبية"، على غرار "أفول الدراسات الإيديولوجية" قبلَها، مشيرا إلى أن المغاربة كانوا سباقين إلى خطر المحايثة، إذ انتقل محمد برادة وأحمد اليبوري، اللذان تتلمذ عليهما، من البنيوية التكوينية إلى النظرية البختينية، وسعيد يقطين الذي وسع من نطاق السرديات، ومحمد البكري الذي انتبه إلى ثورة إيميل بنفنيست، في كتاب "قضايا اللسانيات العامة"، واهتمام بآثار المتكلم "الاستقلالي.

ومن هذه الخلفية، يقول المتحدث، انتقلنا إلى ما يسمى الكتابات التدخلية {les écritures d'interventions}، وفيها يمارس الأدب السياسةَ بوصفها أدبا، وبموجبها أصبح الأدب يثير قضايا عمومية سياسية، تسمى السياسات الصغرى مثل: الهجرة وزنا المحارم والهويات الجنسية والعرقية... التي لا يهتم بها التاريخ العام. ومن ثمة، أصبح الأدب يثير قضايا شائكة في النقاشات العمومية على مستوى الجامعة والإعلام.

واستشهد الداهي بقول الكاتب دومينيك فيان، إن "الكاتب أصبح شريكا في استيضاح السرائر والطوايا المعيشة بشكل يومي"، وذلك بعد إعطاء الكلمة لكثير من السجناء والمقصيين ليُعبروا عن مشاعرهم ومواقفهم بحرية. وأضاف أن الأدب متعة وتخييل، لكنه في الوقت نفسه رسالة أدبية تُعرب عن الهموم الشخصية والأدبية.

أما السياق الثاني، وفق الأكاديمي ذاته، فهو أن كتاب السارد وتوأم الروح هو أول حفر في المنطقة البينية التي تركها أرسطو شاغرة بين ملفوظات الواقع وملفوظات التخييل، حيث إن أرسطو كان يعتبر الكتابة عن الذات جزءا من التاريخ، لذلك أهملها. لكن أعمال فيليب لوجون وفيليب كاسبيرينيه وأرنولد شميث، اهتمت بالسيرة الذاتية.

ليخلص إلى أنه في المؤلف اهتم بالسيرة الذاتية نسبيا، لكنه اهتم أكثر ببعض الأجناس التي تختلط وتلتبس بالسيرة الذاتية والرواية، وهي أجناس تطرح إشكالات كثيرةً على مستوى تجنيسها وعلى مستوى تلقيها المزدوج، وقد عددها فيليب لوجون في كتابه "الميثاق السيرذاتي" في تسعة، ثم سرعان ما تدارك أنواعا أخرى في كتابه "أنا أيضا"، وجرار جنيت أضاف أشياء أخرى ليصل العدد تقريبا إلى خمسة وعشرين. 


              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار