العلم الإلكترونية - بدر علاش/تصوير:حسني
حلت أمس الأحد 24 أبريل 2022 الذكرى العاشرة لوفاة المبدع والكاتب والصحفي المغربي الكبير،عبد الجبار السحيمي، الذي بصم على إسهامات متنوعة وغزيرة طيلة أزيد من خمسة عقود من العمل الدؤوب،والمراهنة على ترسيخ قيم المواطنة الأصلية و الحية في المجتمع، وفي الحياة الثقافية والسياسية.
وقد عرف عن الفقيد حضوره القوي والمؤثر في الساحة الثقافية والإبداعية الوطنية، حيث يعتبر من مجددي كتابة القصة القصيرة في المغرب منذ صدور مجموعتيه “مولاي” و”الممكن من المستحيل” في أواسط ستينات القرن الماضي، كما أصدر رفقة الراحل محمد العربي المساري مجلة القصة والمسرح سنة 1964.
وللفقيد أيضا، مكانة كبيرة في المجال الصحفي بكتاباته الهادفة والجادة النابعة من مواقفه النضالية العميقة، ونصرته للحق بقلم حر ونزيه، أشهرها ركن "بخط اليد" بجريدة "العلم"، الذي تميز بالرصانة واحترام ذكاء القارئ المغربي والإحاطة بكافة قضايا المجتمع المغربي،والتفاعل مع مختلف القضايا والمستجدات.
مسار صحفي طويل للراحل السي عبد الجبار، كما كان يحبذ أن يناديه زملاؤه في مهنة المتاعب، انطلق منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وتوج بتعيينه مديرا لجريدة "العلم" إلى أن وافته المنية، في 24 أبريل 2012، عن سن 74 سنة، تاركا وراءه إرثا كبيرا من الأعمال والإبداعات الغزيرة التي ستبقى شاهدة على رجل استثنائي في عطائه ونضاله وإبداعه.
ومن أجل تقريب القراء إلى جانب آخر من جوانب عيش الراحل عبد الجبار، هو الجانب الأسري، حلت "العلم" ضيفة على بيت أرملته الأستاذة آمنة عبده المراكشي، التي استرجعت معنا بعضا من تفاصيل حياته التي كان يغلب عليها الزهد والبساطة والولع اللامحدود للفكر والأدب و الصحافة.
وتبقى الاشارة إلى أن الأستاذة آمنة قاسمت زوجها الأستاذ عبد الجبار حب الأدب العربي،فهي خريجة جامعة بغداد شعبة الأدب العربي سنة 1963،وبالتالي تعد إحدى من النساء الأوائل في المغرب الحاصلات على الإجازة.
حلت أمس الأحد 24 أبريل 2022 الذكرى العاشرة لوفاة المبدع والكاتب والصحفي المغربي الكبير،عبد الجبار السحيمي، الذي بصم على إسهامات متنوعة وغزيرة طيلة أزيد من خمسة عقود من العمل الدؤوب،والمراهنة على ترسيخ قيم المواطنة الأصلية و الحية في المجتمع، وفي الحياة الثقافية والسياسية.
وقد عرف عن الفقيد حضوره القوي والمؤثر في الساحة الثقافية والإبداعية الوطنية، حيث يعتبر من مجددي كتابة القصة القصيرة في المغرب منذ صدور مجموعتيه “مولاي” و”الممكن من المستحيل” في أواسط ستينات القرن الماضي، كما أصدر رفقة الراحل محمد العربي المساري مجلة القصة والمسرح سنة 1964.
وللفقيد أيضا، مكانة كبيرة في المجال الصحفي بكتاباته الهادفة والجادة النابعة من مواقفه النضالية العميقة، ونصرته للحق بقلم حر ونزيه، أشهرها ركن "بخط اليد" بجريدة "العلم"، الذي تميز بالرصانة واحترام ذكاء القارئ المغربي والإحاطة بكافة قضايا المجتمع المغربي،والتفاعل مع مختلف القضايا والمستجدات.
مسار صحفي طويل للراحل السي عبد الجبار، كما كان يحبذ أن يناديه زملاؤه في مهنة المتاعب، انطلق منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وتوج بتعيينه مديرا لجريدة "العلم" إلى أن وافته المنية، في 24 أبريل 2012، عن سن 74 سنة، تاركا وراءه إرثا كبيرا من الأعمال والإبداعات الغزيرة التي ستبقى شاهدة على رجل استثنائي في عطائه ونضاله وإبداعه.
ومن أجل تقريب القراء إلى جانب آخر من جوانب عيش الراحل عبد الجبار، هو الجانب الأسري، حلت "العلم" ضيفة على بيت أرملته الأستاذة آمنة عبده المراكشي، التي استرجعت معنا بعضا من تفاصيل حياته التي كان يغلب عليها الزهد والبساطة والولع اللامحدود للفكر والأدب و الصحافة.
وتبقى الاشارة إلى أن الأستاذة آمنة قاسمت زوجها الأستاذ عبد الجبار حب الأدب العربي،فهي خريجة جامعة بغداد شعبة الأدب العربي سنة 1963،وبالتالي تعد إحدى من النساء الأوائل في المغرب الحاصلات على الإجازة.
كان سي عبد الجبار "تاج رأسي"
تقول السيدة آمنة إنها لم ترَ من سي عبد الجبار،طيلة السنوات التي عاشتها إلى جانبه، سوى الحب والإخلاص واللطف والحنان، فكان كما عبرت عن ذلك "تاج رأسي"، مضيفة أن أول لقاء جمعهما كان في سويسرا، حينما كلف بإحدى المهام الصحفية هناك، حيث سرعان ما حصل تطابق في وجهات النظر في العديد من الأمور التي تحدثا فيهاآنذاك.
وقد شاءت الأقدار، أن تفقد في حادثة سير خطيرة زوجها الأول الكاتب المغربي الكبير مصطفى الصباغ، والذي كانت تجمعه علاقة جد طيبة مع سي عبد الجبار الذي ستتزوج به في ثمانينات القرن الماضي.
وتتذكر السيدة آمنة، أن زهد الراحل كان يتجلي في كل مناحي الحياة، بدءا من البيت، ففي الوقت الذي كانت تحرص ككل السيدات على أبسط الأمور في البيت حتى الدقيقة منها، كان هو "شعبيا" ولا يولي أهمية للكثير من المظاهر اليومية والعادات المنزلية، فالأهم لديه هو أن يكون مرتاحَ البال، وبعيدا عن أي شي قد يزعجه أو ينغص عليه يومه.
زهد تجلى كذلك في عدم اقتناعه بجدوى الهاتف النقال، الذي لم يشترِه إلا بعد أن شعر بأنه بات أمرا ضروريا،وبإلحاح ممن كانوا بحوله.
حب القراءة وصل به حد الإدمان
وتتذكر أرملة الأستاذ عبد الجبار، أنه كان محبا للسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، ففي الوقت الذي تجد نفسها مضطرة إلى الذهاب إلى السرير باكرا بحكم وظيفتها كمدرسة سابقة للغة العربية بثانوية الأميرة للانزهة بالرباط، كان يقضي ساعات من الليل في الكتابة أو المطالعة، فراحته تتجلى في بيته بين قلمه وكتبه ما أن يرخي الليل خيوطه.
واستحضرت محدثتنا في هذا السياق، اختيارَه لإحدى غرف منزله لتحويلها إلى مكتبة، فكان يلح على عدم إزعاجه أو مقاطعة خلوته أثناء كتاباته، ومنها عموده الشهير "بخط اليد" الذي كان يأخذ منه الكثير من الجهد والتركيز حتى يكون صادقا وأمينا في نقل معاناة الشعب المغربي وانشغالاته إلى القراء، مضيفة أنها كانت حريصة على قراءة هذا العمود والعديد من كتاباته الأدبية، فكانت على حد قولها سعيدة جدا بأن زوجها صحفي من طينة الكبار.
شغف الراحل الأستاذ عبد الجبار السحيمي بالقراءة، تقول السيدة آمنة، لا حد له بل وصل حد الإدمان، مشبهة الأمر بإدمان فئة واسعة من شباب اليوم بالهاتف النقال، إلى درجة أنه في الكثير من الأحيان كان لا يفارق الكتاب حتى عند تناول إحدى الوجبات، ولا يكترث بالمرة لأي انتقاد في هذا الشأن ممن يشاركونه الأكل، فمرة ينظر إلى الأسطر، ومرة ينظر إلى الجانب الذي سيأكل منه.
وبقدر ولعه بالقراءة والكتابة، تقول المتحدثة، كان مخلصا في واجبه المهني، ومؤمنا بالرسالة التي يجب أن يتقلد بها كل صحفي نزيه، فكان عمله يأخذ من وقته الشيء الكثير حتى على حساب وقته الخاص، فكل سعادته كانت تتجلى في صدور جريدة "العلم" في أحسن حلة.
تقول السيدة آمنة إنها لم ترَ من سي عبد الجبار،طيلة السنوات التي عاشتها إلى جانبه، سوى الحب والإخلاص واللطف والحنان، فكان كما عبرت عن ذلك "تاج رأسي"، مضيفة أن أول لقاء جمعهما كان في سويسرا، حينما كلف بإحدى المهام الصحفية هناك، حيث سرعان ما حصل تطابق في وجهات النظر في العديد من الأمور التي تحدثا فيهاآنذاك.
وقد شاءت الأقدار، أن تفقد في حادثة سير خطيرة زوجها الأول الكاتب المغربي الكبير مصطفى الصباغ، والذي كانت تجمعه علاقة جد طيبة مع سي عبد الجبار الذي ستتزوج به في ثمانينات القرن الماضي.
وتتذكر السيدة آمنة، أن زهد الراحل كان يتجلي في كل مناحي الحياة، بدءا من البيت، ففي الوقت الذي كانت تحرص ككل السيدات على أبسط الأمور في البيت حتى الدقيقة منها، كان هو "شعبيا" ولا يولي أهمية للكثير من المظاهر اليومية والعادات المنزلية، فالأهم لديه هو أن يكون مرتاحَ البال، وبعيدا عن أي شي قد يزعجه أو ينغص عليه يومه.
زهد تجلى كذلك في عدم اقتناعه بجدوى الهاتف النقال، الذي لم يشترِه إلا بعد أن شعر بأنه بات أمرا ضروريا،وبإلحاح ممن كانوا بحوله.
حب القراءة وصل به حد الإدمان
وتتذكر أرملة الأستاذ عبد الجبار، أنه كان محبا للسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، ففي الوقت الذي تجد نفسها مضطرة إلى الذهاب إلى السرير باكرا بحكم وظيفتها كمدرسة سابقة للغة العربية بثانوية الأميرة للانزهة بالرباط، كان يقضي ساعات من الليل في الكتابة أو المطالعة، فراحته تتجلى في بيته بين قلمه وكتبه ما أن يرخي الليل خيوطه.
واستحضرت محدثتنا في هذا السياق، اختيارَه لإحدى غرف منزله لتحويلها إلى مكتبة، فكان يلح على عدم إزعاجه أو مقاطعة خلوته أثناء كتاباته، ومنها عموده الشهير "بخط اليد" الذي كان يأخذ منه الكثير من الجهد والتركيز حتى يكون صادقا وأمينا في نقل معاناة الشعب المغربي وانشغالاته إلى القراء، مضيفة أنها كانت حريصة على قراءة هذا العمود والعديد من كتاباته الأدبية، فكانت على حد قولها سعيدة جدا بأن زوجها صحفي من طينة الكبار.
شغف الراحل الأستاذ عبد الجبار السحيمي بالقراءة، تقول السيدة آمنة، لا حد له بل وصل حد الإدمان، مشبهة الأمر بإدمان فئة واسعة من شباب اليوم بالهاتف النقال، إلى درجة أنه في الكثير من الأحيان كان لا يفارق الكتاب حتى عند تناول إحدى الوجبات، ولا يكترث بالمرة لأي انتقاد في هذا الشأن ممن يشاركونه الأكل، فمرة ينظر إلى الأسطر، ومرة ينظر إلى الجانب الذي سيأكل منه.
وبقدر ولعه بالقراءة والكتابة، تقول المتحدثة، كان مخلصا في واجبه المهني، ومؤمنا بالرسالة التي يجب أن يتقلد بها كل صحفي نزيه، فكان عمله يأخذ من وقته الشيء الكثير حتى على حساب وقته الخاص، فكل سعادته كانت تتجلى في صدور جريدة "العلم" في أحسن حلة.
الأستاذ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال يتابع مجموعة من الصور التي تؤرخ لمسار الراحل عبد الجبار السحيمي
بنينا حياتنا على التقدير واحترام الرأي الآخر
وتوضح المتحدثة، كيف أن حياتها مع زوجها الراحل سي عبد الجبار كانت مبنية على التقدير والانسجام واحترام رأي الآخر، فلا أحد منهما يتدخل في شؤون الطرف الآخر، و لا أحد يفرض زاوية نظره الخاصة للأمور، وهو ما تجلى حتى في علاقته المهنية و العائلية، حيث دائما يختار عدم الزج بنفسه في أمور لا تعنيه مباشرة، لكن عندما يطلب منه مثلا التدخل أو تتم استشارته في أشياء ذات طابع عائلي، تجده هنا يقدم الرأي والنصح ووجهة نظره، بعيدا عن أي تصلب في الموقف أو الرأي.
وعن أوقات الفارغ القليلة جدا للأستاذ عبد الجبار، تقول أرملته السيد آمنة، إنه كان يفضل قضاءها في هواية الصيد بالقصبة، فكان يقصد كل أربعاء أو خميس، أي يوم عطلته الأسبوعية، إما شاطئ الرباط أو القنيطرة أو الصخيرات من أجل ممارسة هوايته المفضلة، وإلى جانبه أحد أبناء أخته حسني أو محسن، بينما كان يختار بيته البسيط الذي بناه بمنطقة "أزلا" في شمال المغرب لقضاء عطلته السنوية، التي يستغلها أيضا في ممارسة الصيد، والتي يرافقه فيها صديقه الوفي الأستاذ عبد السلام الشعباوي.
وتشير السيد آمنة إلى أن الراحل بقدر ولعه بالصيد،بقدر حبه لتناول أطباق السمك التقليدية، التي كانت لا تغيب عن مائدة طعامه حتى مع وجود أكلة رئيسية أخرى.
أما الموسيقى التي كان يعشق الاستماع إليها،فكانت في مقدمتها الأغاني العربية الطربية القديمة، وعلى رأسها أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، وكذلك محمد عبد الوهاب، وبعض أغاني فريد الأطرش.
بقي على نفس الصورة منذ أول لقاء
وكان الراحل، تستطرد محدثنا، حريصا على التواصل مع إخوته و باقي أفراد أسرته الصغيرة بشكل يومي للاطلاع على أحوالهم،أما عن صداقاته فكانت متعددة المشارب سواء الأدبية أو الفنية، ليبقى الراحل الأستاذ العربي المساري في مقدمة هؤلاء، حيث جمع بينهما الانسجام الكبير، والزهد في الدنيا،و سعة الخاطر، وكذلك الشأن بالنسبة للأستاذ أحمد عبد السلام البقالي،والأستاذ مولاي امحمدالخليفة، والأستاذ سعد العلمي، والأديب محمد الأشعري، وغيرهم كثير ممن يصعب عليها استحضارهم في هذا الباب.
وعن مرحلة المرض الذي ألم بالأستاذ عبد الجبار، تقول محدثتنا، إنها كانت حريصة على البقاء إلى جنبه طيلة فترات العلاج الطويلة سواء بالرباط أو الدار البيضاء، دون أن تشعر بأي تعب أو ملل، معتبرة الأمر واجبا تجاه زوج مخلص ووفي لم تتغير مشاعره الطيبة تجاهها قدر أنملة، فقد بقي على الصورة نفسها التي عرفته عليه منذ أول لقاء إلى أن وافته المنية التي تركت فيها أثرا كبيرا بعدما فقدت نصفها الآخر،وشريك الحياة بكل معاني الكلمة،وركيزة أساسية في حياتها، معبرة عن هذا بقولها "لقد تركني بلا كيان".
وتوضح المتحدثة، كيف أن حياتها مع زوجها الراحل سي عبد الجبار كانت مبنية على التقدير والانسجام واحترام رأي الآخر، فلا أحد منهما يتدخل في شؤون الطرف الآخر، و لا أحد يفرض زاوية نظره الخاصة للأمور، وهو ما تجلى حتى في علاقته المهنية و العائلية، حيث دائما يختار عدم الزج بنفسه في أمور لا تعنيه مباشرة، لكن عندما يطلب منه مثلا التدخل أو تتم استشارته في أشياء ذات طابع عائلي، تجده هنا يقدم الرأي والنصح ووجهة نظره، بعيدا عن أي تصلب في الموقف أو الرأي.
وعن أوقات الفارغ القليلة جدا للأستاذ عبد الجبار، تقول أرملته السيد آمنة، إنه كان يفضل قضاءها في هواية الصيد بالقصبة، فكان يقصد كل أربعاء أو خميس، أي يوم عطلته الأسبوعية، إما شاطئ الرباط أو القنيطرة أو الصخيرات من أجل ممارسة هوايته المفضلة، وإلى جانبه أحد أبناء أخته حسني أو محسن، بينما كان يختار بيته البسيط الذي بناه بمنطقة "أزلا" في شمال المغرب لقضاء عطلته السنوية، التي يستغلها أيضا في ممارسة الصيد، والتي يرافقه فيها صديقه الوفي الأستاذ عبد السلام الشعباوي.
وتشير السيد آمنة إلى أن الراحل بقدر ولعه بالصيد،بقدر حبه لتناول أطباق السمك التقليدية، التي كانت لا تغيب عن مائدة طعامه حتى مع وجود أكلة رئيسية أخرى.
أما الموسيقى التي كان يعشق الاستماع إليها،فكانت في مقدمتها الأغاني العربية الطربية القديمة، وعلى رأسها أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، وكذلك محمد عبد الوهاب، وبعض أغاني فريد الأطرش.
بقي على نفس الصورة منذ أول لقاء
وكان الراحل، تستطرد محدثنا، حريصا على التواصل مع إخوته و باقي أفراد أسرته الصغيرة بشكل يومي للاطلاع على أحوالهم،أما عن صداقاته فكانت متعددة المشارب سواء الأدبية أو الفنية، ليبقى الراحل الأستاذ العربي المساري في مقدمة هؤلاء، حيث جمع بينهما الانسجام الكبير، والزهد في الدنيا،و سعة الخاطر، وكذلك الشأن بالنسبة للأستاذ أحمد عبد السلام البقالي،والأستاذ مولاي امحمدالخليفة، والأستاذ سعد العلمي، والأديب محمد الأشعري، وغيرهم كثير ممن يصعب عليها استحضارهم في هذا الباب.
وعن مرحلة المرض الذي ألم بالأستاذ عبد الجبار، تقول محدثتنا، إنها كانت حريصة على البقاء إلى جنبه طيلة فترات العلاج الطويلة سواء بالرباط أو الدار البيضاء، دون أن تشعر بأي تعب أو ملل، معتبرة الأمر واجبا تجاه زوج مخلص ووفي لم تتغير مشاعره الطيبة تجاهها قدر أنملة، فقد بقي على الصورة نفسها التي عرفته عليه منذ أول لقاء إلى أن وافته المنية التي تركت فيها أثرا كبيرا بعدما فقدت نصفها الآخر،وشريك الحياة بكل معاني الكلمة،وركيزة أساسية في حياتها، معبرة عن هذا بقولها "لقد تركني بلا كيان".