العلم الإلكترونية - الرباط
وصلت أصداء الرؤية الملكية المتبصرة لتطوير القارة الأفريقية و النهوض ببلدانها ، إلى أقصى جنوب شرقي آسيا ، حيث تنعقد أعمال منتدى أندونيسيا أفريقيا ، في مدينة بالي الأندونيسية ، تحت شعار ( روح مؤتمر باندونغ من أجل أجندة 2063 ) .
وصلت أصداء الرؤية الملكية المتبصرة لتطوير القارة الأفريقية و النهوض ببلدانها ، إلى أقصى جنوب شرقي آسيا ، حيث تنعقد أعمال منتدى أندونيسيا أفريقيا ، في مدينة بالي الأندونيسية ، تحت شعار ( روح مؤتمر باندونغ من أجل أجندة 2063 ) .
وفي الكلمة الضافية والمثقلة بالأفكار الجديدة و بالرؤى البناءة ، قال ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الأفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج ، إن المملكة المغربية مستعدة لتقاسم تجربتها لتقوية أواصر الشراكة مع أندونيسيا والدول الأفريقية الصديقة ، وذلك في إطار التعاون جنوب جنوب والتعاون الثلاثي ، طبقاً للرؤية الملكية الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله و أيده ، مبرزاً أن التعاون يمكن أن يهم مجال الأمن الغذائي و تطوير الزراعة الأفريقية و تحديثها ، ويشمل الاستثمار في مجال الصحة والسيادة الصحية ، لارتباطهما الوثيق بالتطور الاقتصادي و الاجتماعي للدول الأفريقية .
وأبرز ناصر بوريطة ، الذي يمثل جلالة الملك ، وفقه الله و رعاه ، في هذا المنتدى الواسع ، المبادرة الملكية لتشجيع الربط بين بلدان الساحل والمحيط الأطلسي ، بغية ربطها بالعالم الخارجي ، وتمكينها من استغلال شبكات الطرق و الموانئ والسكك الحديدية بالمغرب . كما أضاف الوزير بوريطة في كلمته أمام النسخة الثانية من منتدى أندونيسيا أفريقيا ، أن التعاون ، في هذا السياق ، يمكن أن يشمل مشروع خط الغاز بين نيجيريا و المغرب ، الذي ذكر أنه يعد رافعةً أساساً لخلق ظروف النمو المشترك . وبذلك يكون المغرب قد قدم للبلدان المشاركة في هذا المنتدى الأندونيسي الأفريقي ، الرؤية الملكية السامية في إطارها العام وبمضامينها العميقة و بأبعادها المتعددة ، إلى حاضر القارة الأفريقية و مستقبلها ، من خلال تمتين التعاون و الشراكة بين دول الساحل الأفريقي ، بخاصة ، ودول القارة ، بعامة ، وذلك في ظل التجاذبات الجيوسياسية التي يعرفها العالم اليوم ، و هو الأمر الذي عبر عنه وزير الشؤون الخارجية المغربي بعبارات قوية و ذات أبعاد نافذة ، حين قال إن منتدى أندونيسيا أفريقيا يعد نموذجاً مثالياً للتعاون جنوب جنوب قادراً على المساهمة في رفع التحديات التي تواجه الطرفين ، عبر تجاوز الطرق الكلاسيكية للتعاون ، و إيجاد صيغ جديدة شاملة مبتكرة متعددة الأبعاد .
وقد أعرب ممثل جلالة الملك ، نصره الله ، في المنتدى الدولي الكبير ، عن الأمل في الرقي به ليكون فضاءً حقيقياً لتنسيق الشراكة البناءة ، من خلال تعزيز الاستثمارات الأندونيسية الأفريقية ، و إقامة شراكات تعاون على المستويين الثنائي و الثلاثي ، في قطاعات واعدة ، كالبنية التحتية و الصناعة و التكنولوجيا والطاقات المتجددة والسياحة و الذكاء الصناعي ، لدفع عجلة التنمية و خلق مزيد من فرص العمل بالقارة السمراء .
و إذا كان شعار النسخة الثانية من منتدى أندونيسيا أفريقيا الذي تم اختياره بدقة وتركيز ، فإنه يستمد إلهامه من مؤتمر باندونغ التاريخي (18/24 أبريل 1955) ، الذي يعد ، وكما قال الوزير ناصر بوريطة ، حدثاً مفصلياً خفف من وطأة القطبية الثنائية على دول العالم الثالث ، و دخل تاريخ المغرب في مطلع العقد الخامس من القرن العشرين ، بحكم أنه ساهم في دعم القضية المغربية التي كانت تمر بأصعب مراحلها ، من خلال مشاركة زعيم التحرير علال الفاسي في أعمال المؤتمر ، و إطلاعه للقادة و الزعماء و كبار الشخصيات السياسية الذين حضروا المؤتمر ، على تطورات الكفاح الوطني الذي خاضه المغرب ، بقيادة جلالة الملك محمد الخامس ، رحمه الله ، الذي كان عهدئذ يندمج مع الحركة الوطنية المناضلة من منفاه .
وهكذا يكون الربط بين الماضي المجيد وبين الحاضر الذي يشهد تنامي التعاون والشراكة بين البلدان الأفريقية ، وتعد المملكة المغربية مصدر القوة لهذا التعاون المتعدد الأبعاد ، والدولة الرائدة في الدفع بالقارة الأفريقية نحو الأمام ، على ضوء الرؤية الملكية المستنيرة لبناء مستقبل أفريقيا . وهي الرؤية التي امتدت إشعاعاتها إلى أقصى جنوب شرقي آسيا ، و طرحها ممثل جلالة الملك ، رعاه الله ، إلى منتدى أندونيسيا أفريقيا في نسخته الثانية بمدينة بالي .
العلم