العلم الإلكترونية - الرباط
يتساءل المعلقون والمراقبون المتابعون للشأن المغربي، لماذا تباطأت المملكة المغربية عن الاقتراب إلى السلطة الجديدة في سوريا، ما عدا اتصال هاتفي أجراه ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع أسعد الشيباني وزير الخارجية والمغتربين السوري؟. الإجابة عن هذا التساؤل تستدعي الإحالة على الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، التي حلت في عشري غشت سنة 2022 ، والذي جاء فيه (أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح البسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات) .والضمير في فعل (يقيس) يعود على المغرب ، لأنه عطف على (ينظر). و هذا معيار من الذهب، يؤسس لجيل جديد من العلاقات التي يقيمها المغرب مع دول العالم من الأشقاء و الأصدقاء .
يتساءل المعلقون والمراقبون المتابعون للشأن المغربي، لماذا تباطأت المملكة المغربية عن الاقتراب إلى السلطة الجديدة في سوريا، ما عدا اتصال هاتفي أجراه ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية و التعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مع أسعد الشيباني وزير الخارجية والمغتربين السوري؟. الإجابة عن هذا التساؤل تستدعي الإحالة على الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، التي حلت في عشري غشت سنة 2022 ، والذي جاء فيه (أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح البسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات) .والضمير في فعل (يقيس) يعود على المغرب ، لأنه عطف على (ينظر). و هذا معيار من الذهب، يؤسس لجيل جديد من العلاقات التي يقيمها المغرب مع دول العالم من الأشقاء و الأصدقاء .
ولا يحكم، من خلال هذه النظارة وبالاعتماد على هذا المعيار، على ما سبق ، في كل الحالات. و بيان ذلك أن الدول العربية التي تعترف بالجمهورية الوهمية هي أربع دول، والجزائر (1976) وليبيا (1980)، وسوريا (1980)، وموريتانيا (1984). وإذا كانت الجزائر هي صانعة جمهورية الوهم، فإن ليبيا في وضعية غير مستقرة، ورثتها عن معمر القذافي، ولم تصل بعد إلى العهد الذي تصفى فيه التركة الذي خلفها النظام السابق، أما موريتانيا فإن اعترافها يوصف بأنه «اعتراف ديبلوماسي خجول»، إذ لا سفارة ولا تمثيلية ديبلوماسية للبوليساريو بنواكشوط. أما سوريا فهي اليوم في عهد يسمح لها بمراجعة القرارات التي اتخذت في الماضي، بما فيها قرار الاعتراف بالجمهورية الوهمية، الذي اتخذه الرئيس الأسبق حافظ الأسد، في موعد واحد مع نظيره في ذلك العهد القذافي.
لقد سبق لجلالة الملك الحسن الثاني، رحمه الله و أكرم مثواه، أن قام بزيارة إلى سوريا في خريف سنة 1992، في سابقة كان من أهدافها إقناع الرئيس السوري حافظ الأسد، بسحب اعتراف بلاده بالكيان الهجين، من جهة، وبتعزيز الوفاق العربي ورأب الصدع بين دول الجامعة العربية من جهة أخرى. وعلى هذا النهج القويم، قام جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بزيارة سوريا في صيف سنة 2002، رداً على زيارة الرئيس بشار الأسد للمغرب في شهر أبريل سنة 2001.
ولكن لم يتغير الموقف السوري من قضية الصحراء المغربية، وكل ما حصل ، هو إغلاق مكتب للبوليساريو في دمشق. واستمر الحال على ما هو عليه .
إن سوريا، وهي تبدأ المرحلة الجديدة بنظام جديد، تسعى لبناء علاقات متوازنة مع دول العالم، انطلاقاً من دول الجوار، و تعميق القطيعة مع كل ما يمت بصلة مع النظام البائد. وبالحساب المنطقي، فإن إبادة النظام السابق لا تتم إلا بتصفية ميراثه بالكامل، والقطع مع السياسات التي كانت تبنى على اعتبارات أيديولوجية لا مصلحة للشعب السوري فيها، لا من قريب ولا من بعيد. ومن المعلوم أن اعتراف سوريا بجمهورية الوهم، لم يكن في مصلحة الدولة السورية، ولا في مصلحة الشعب السوري ، بقدرما كان مسايرةً للنظام الجزائري.
لقد تمهدت السبل أمام الإدارة الجديدة في سوريا، لإلغاء القرارات الطائشة التي كان النظام السابق يتخذها، و من هذه القرارات الاعتراف بالكيان الوهمي الإنفصالي، ليكون بناء الدولة السورية الجديدة قائماً على أسس ثابتة. فهل سيفعلها الرئيس الانتقالي لسوريا أحمد الشرع ؟.