العلم الإلكترونية - أنس الشعرة
تتجهُ الدينامية الجيو-سياسية التي تشهدها المملكة، إلى تعزيز وضعها الإقليمي، عبر تنويع شراكاتها، شرقًا وغربًا. وجلبِ الاستثمارات الأجنبية، لتدعيم مناخ الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب.
تتجهُ الدينامية الجيو-سياسية التي تشهدها المملكة، إلى تعزيز وضعها الإقليمي، عبر تنويع شراكاتها، شرقًا وغربًا. وجلبِ الاستثمارات الأجنبية، لتدعيم مناخ الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب.
ضمنَ هذه الدينامية، رصدت صحيفة «El economista» الإسبانية المتخصصة في الاقتصاد، تنوع الاستثمارات الأجنبية بالمغرب، حيث أشارت في تقرير لها، إلى ارتفاع نسبة التبادلات التجارية المغربية الصينية، بنحو 7.6 مليار دولار، مبرزة أن الصين أصبحَت الشريك الثالث للملكة.
وأفادت الصحيفة ذاتها، أن حجم الاستثمارات الصينية في المغرب، قد بلغَ 56 مليون دولار في عام 2022، «حيث تم توجيه نصف هذا المبلغ إلى مشاريع في المجال الصناعي، تليها قطاعات العقارات والنقل والطاقة والمناجم».
تكريس هذه الدينامية في جلب الاستثمارات، أكدها وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، في لقاء جمعه بنظيرهِ الصيني وانغ وينتاو، نهاية الأسبوع الماضي، حيث أكد مزور لوسائل الإعلام على أن المغرب «يتوفر على قاعدة صناعية تنافسية يمكن للمستثمرين الصينيين أن يجدوا فيها وسيطا تنمويا على المدى الطويل، وبنيات تحتية وموارد بشرية لازمة، علاوة على مناخ أعمال ملائم، بالإضافة إلى الفرص التجارية المتاحة بالمغرب في عدة قطاعات».
وأوضحَ في هذا السياق، بأن المغرب يعتمد عدة استراتيجيات تنموية لدعم النسيج الصناعي المغربي، ولديه سياسة طموحة للصادرات من أجل مواكبة المقاولات الوطنية في تعزيز حضورها على الصعيد الدولي.
ومن جانبه أكد وانغ وينتا على الأهمية التي يحظى بها المغرب ضمن السياسة الاستثمارية الصينية بإفريقيا، مبرزا أن اللقاء هو فرصة لتعزيز التعاون الثلاثي المغربي الإفريقي الصيني من أجل رفاهية وتنافسية الجميع.
تطوير حجم المبادلات التجارية المغربية الصينية، ودعم مناخ الأعمال، من خلال الاستثمارات، لم يمرُ دونَ إبداء مخاوفَ من هذا التقارب، حيث أبدت وسائل إعلام إسبانية عن امتعاضها من تحالف استراتيجي مغربي صيني، من أجل تشغيل ميناء الناظور غرب المتوسط بداية من السنة المقادمة، معتبرة أن هذا التقارب سيمثل منافسة كبرى لميناءي الجزيرة الخضراء وفالينثيا الإسبانيين.
وأضافت المصادر ذاتها، أنّ هذا التقارب يهدف إلى تعزيز البنيات التحتية المينائية، والتي ستنطلق أشغالها اعتبارًا من العام المقبل، إلى تكملة نشاط ميناء طنجة المتوسط كميناء لتحويل حركة البضائع العالمية بوجه رئيسي نحو الأسواق الأوروبية.
وذكرت أن ميناء الناظور الذي بلغت حجم الاستثمارات فيه مليار أورو، سينافس بشكل مباشر في مجال عبور السفن في المنطقة المتوسطية، وسيشكل منافسة كبرى لميناءي الجزيرة الخضراء وفالنثيا، مشيرة إلى أنه قد بدأت المشاورات بشكل فعلي مع الصينيين.
وجدير بالذكر أن الشركة العملاقة الصينية «كوسكو»، لديها عقد مع ميناء فالنثيا بالإضافة إلى عقد لتشغيل رصيف بميناء بيلباو، وعدة موانئ إسبانية أخرى، قد تضعها في منافسة غير متكافئة مع هذه الدينامية الاستثمارية في مجال الموانئ، على غرار ميناء طنجة المتوسطي.