العلم الإلكترونية - إعداد: عبد الناصر الكواي
لأنّ المناسبةَ شرطٌ، فإنّ "العلم"، تروم من هذا الملف مواكبةَ النقاش الذي عاد إلى الواجهة بشأن إحياء "حوار الإعلام والمجتمع"، وذلك عقب عشر سنوات كاملة على إطلاقه. وذلك عبر التطرق لمحور يتردد بكثرة في هذا النقاش، هو الأخبار الزائفة، وأدوار الصحافي المهني في التصدي لها، بوصفها "ظاهرة" مركبة تمثل خطرًا شاملا على أمن المغرب واستقراره.
وينطلق الملف من إشكالية أساسية، هي سبلُ تقوية الإعلام المهني بوصفه دعامة محورية في التصدي لهذه الظاهرة العابرة للحدود والمجتمعات. وما يتفرع عنها من أسئلة تطرّق لها متدخلون متنوعون استقت "العلم" آراءهم ومقترحاتهم، تتعلق بمفهوم الخبر الزائف، وآثاره على الفرد والمجتمع، وكيفية إسهام الصحافي المهني في محاربته، وبأية أدوات يجب أن يتم ذلك، وما دور المجتمع في هذه العملية؟
وبالرجوع إلى قاعدة أصبحت ثابتة وفق دراسات عديدة، فإنّ الأخبار الزائفة تجد مرتعاً خصباً في فترات الأزمات، مثال ذلك الجلي هو استفحال هذه الأخبار خلال جائحة كورونا، التي عانت البشرية قسوتها غير المسبوقة مازلنا نعيش تبعاتها، وكذا خلال الصراع المفتوح للمغرب مع جهات وقوى إقليمية ودولية.
ولأنّ صناعة الأخبار الزائفة، تعتمد في استراتيجيتها التضليلية بشكل كبير على الفضاء الافتراضي، فقد عجّتْ مواقع إلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل: "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" و"يوتيوب" وغيرها.. خاصة المغلقة منها، بأخبار زائفة تضرب حق المواطن في المعلومة الموثوقة، وتهدد الانتقالَ الديمقراطي للمغرب، وتتربص بمصالحه العليا..
ونشير في هذا السياق، إلى أنّ دراسةً صدرت بفرنسا تؤكد أن "الخبر الزائف ينتقل بست مرات أسرع من الخبر الصحيح"، وهذا ما تنبأ به منذ زمن غوستاف لوبون في كتابه: "سيكولوجية الجماهير"، قائلاً: إن "الشائعة أقوى من الحقيقة".
كما كشفت دراسة أصدرها مركز "الديمقراطية والأمـن الرقمي والاجتماعي" التابع لجامعة "كارنجي ميلون" الأمريكية، أنّ 60 في المائة من الحسابات التي ناقش فيروس كورونا على موقع "تويتر" خلال شهر مارس 2020، هي عبارة عن "روبوتات"، تم إنشاؤها في شهر فبراير من السنة نفسها بهدف نشر محتوى زائف حول أصل هذا الفيروس.
هذا الوضع جعل رئيس الحكومة وقتها، سعد الدين العثماني، يدعو خلال جلسة مساءلته الشهرية أمام مجلس المستشارين يوم 16/06/2020 إلى "الكف عن الأخبار الزائفة التي يئن تحت وطأتها المواطنون". كما بثت منظمة الأمم المتحدة في خضم حملة التصدي لجائحة كوفيد-19 في شهر يوليوز 2020، وصلةً تحسيسية لمحاربة المضامين الكاذبة.
وخلال النقاش الحالي، شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في أكثر من مناسبة، آخرها في ندوة نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب يوم 27 دجنبر 2022، على ضرورة تقوية الإعلام الوطني المهني من أجل التصدي للخطر الذي تمثله الأخبار الزائفة على المغرب.
وعلاقة بذلك، كشفت نتائج المؤشر العربي لسنة 2022، الصادرة يوم الأربعاء 4 يناير 2023، أن 49,7 في المائة من المغاربة لا يثقون في ما ينشره المؤثرون على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
ويقتضي التصدي للأخبار الزائفة، وِفق باحثين، تحصينَ الجسم الصحافي المهني والنهوض به، ودمقرطةَ الحق في الوصول إلى المعلومة، وإتاحة التكوين والتكوين المستمر للصحافيين، وحماية العاملين بالقطاع اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا.. ويبقى الرهان الأساسُ، على الوعي الجماعي لتطويق كل أشكال التضليل.
ويعتبر هؤلاء الباحثون، أن المقاربة الزجرية جزء من عملية التصدي لهذه الظاهرة، مشددين على ألاّ يتم استغلالها في التضييق على حرية الرأي والتعبير. حيث إن حقّ الحصول على المعلومات الموثوقة والدقيقة من وسائل الإعلام، حق أساسي وأصيل للمواطنين، يمكنهم من متابعة كل القضايا المتعلقة بالشأن العام وفهمها.. وبالتالي، مساعدتهم على بناء أفكارهم وآرائهم حولها على النحو الأمثل.
لأنّ المناسبةَ شرطٌ، فإنّ "العلم"، تروم من هذا الملف مواكبةَ النقاش الذي عاد إلى الواجهة بشأن إحياء "حوار الإعلام والمجتمع"، وذلك عقب عشر سنوات كاملة على إطلاقه. وذلك عبر التطرق لمحور يتردد بكثرة في هذا النقاش، هو الأخبار الزائفة، وأدوار الصحافي المهني في التصدي لها، بوصفها "ظاهرة" مركبة تمثل خطرًا شاملا على أمن المغرب واستقراره.
وينطلق الملف من إشكالية أساسية، هي سبلُ تقوية الإعلام المهني بوصفه دعامة محورية في التصدي لهذه الظاهرة العابرة للحدود والمجتمعات. وما يتفرع عنها من أسئلة تطرّق لها متدخلون متنوعون استقت "العلم" آراءهم ومقترحاتهم، تتعلق بمفهوم الخبر الزائف، وآثاره على الفرد والمجتمع، وكيفية إسهام الصحافي المهني في محاربته، وبأية أدوات يجب أن يتم ذلك، وما دور المجتمع في هذه العملية؟
وبالرجوع إلى قاعدة أصبحت ثابتة وفق دراسات عديدة، فإنّ الأخبار الزائفة تجد مرتعاً خصباً في فترات الأزمات، مثال ذلك الجلي هو استفحال هذه الأخبار خلال جائحة كورونا، التي عانت البشرية قسوتها غير المسبوقة مازلنا نعيش تبعاتها، وكذا خلال الصراع المفتوح للمغرب مع جهات وقوى إقليمية ودولية.
ولأنّ صناعة الأخبار الزائفة، تعتمد في استراتيجيتها التضليلية بشكل كبير على الفضاء الافتراضي، فقد عجّتْ مواقع إلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل: "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستغرام" و"يوتيوب" وغيرها.. خاصة المغلقة منها، بأخبار زائفة تضرب حق المواطن في المعلومة الموثوقة، وتهدد الانتقالَ الديمقراطي للمغرب، وتتربص بمصالحه العليا..
ونشير في هذا السياق، إلى أنّ دراسةً صدرت بفرنسا تؤكد أن "الخبر الزائف ينتقل بست مرات أسرع من الخبر الصحيح"، وهذا ما تنبأ به منذ زمن غوستاف لوبون في كتابه: "سيكولوجية الجماهير"، قائلاً: إن "الشائعة أقوى من الحقيقة".
كما كشفت دراسة أصدرها مركز "الديمقراطية والأمـن الرقمي والاجتماعي" التابع لجامعة "كارنجي ميلون" الأمريكية، أنّ 60 في المائة من الحسابات التي ناقش فيروس كورونا على موقع "تويتر" خلال شهر مارس 2020، هي عبارة عن "روبوتات"، تم إنشاؤها في شهر فبراير من السنة نفسها بهدف نشر محتوى زائف حول أصل هذا الفيروس.
هذا الوضع جعل رئيس الحكومة وقتها، سعد الدين العثماني، يدعو خلال جلسة مساءلته الشهرية أمام مجلس المستشارين يوم 16/06/2020 إلى "الكف عن الأخبار الزائفة التي يئن تحت وطأتها المواطنون". كما بثت منظمة الأمم المتحدة في خضم حملة التصدي لجائحة كوفيد-19 في شهر يوليوز 2020، وصلةً تحسيسية لمحاربة المضامين الكاذبة.
وخلال النقاش الحالي، شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في أكثر من مناسبة، آخرها في ندوة نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب يوم 27 دجنبر 2022، على ضرورة تقوية الإعلام الوطني المهني من أجل التصدي للخطر الذي تمثله الأخبار الزائفة على المغرب.
وعلاقة بذلك، كشفت نتائج المؤشر العربي لسنة 2022، الصادرة يوم الأربعاء 4 يناير 2023، أن 49,7 في المائة من المغاربة لا يثقون في ما ينشره المؤثرون على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
ويقتضي التصدي للأخبار الزائفة، وِفق باحثين، تحصينَ الجسم الصحافي المهني والنهوض به، ودمقرطةَ الحق في الوصول إلى المعلومة، وإتاحة التكوين والتكوين المستمر للصحافيين، وحماية العاملين بالقطاع اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا.. ويبقى الرهان الأساسُ، على الوعي الجماعي لتطويق كل أشكال التضليل.
ويعتبر هؤلاء الباحثون، أن المقاربة الزجرية جزء من عملية التصدي لهذه الظاهرة، مشددين على ألاّ يتم استغلالها في التضييق على حرية الرأي والتعبير. حيث إن حقّ الحصول على المعلومات الموثوقة والدقيقة من وسائل الإعلام، حق أساسي وأصيل للمواطنين، يمكنهم من متابعة كل القضايا المتعلقة بالشأن العام وفهمها.. وبالتالي، مساعدتهم على بناء أفكارهم وآرائهم حولها على النحو الأمثل.