Quantcast
2025 فبراير 4 - تم تعديله في [التاريخ]

متى‭ ‬ستسحب‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة‭ ‬اعترافها‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬؟


متى‭ ‬ستسحب‭ ‬سوريا‭ ‬الجديدة‭ ‬اعترافها‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬؟
العلم الإلكترونية - الرباط 

يتساءل‭ ‬المعلقون‭ ‬والمراقبون‭ ‬المتابعون‭ ‬للشأن‭ ‬المغربي،‭ ‬لماذا‭ ‬تباطأت‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬عن‭ ‬الاقتراب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬أجراه‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬والمغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج،‭ ‬مع‭ ‬أسعد‭ ‬الشيباني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬والمغتربين‭ ‬السوري؟‭. ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التساؤل‭ ‬تستدعي‭ ‬الإحالة‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الذكرى‭ ‬التاسعة‭ ‬والستين‭ ‬لثورة‭ ‬الملك‭ ‬والشعب،‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬في‭ ‬عشري‭ ‬غشت‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ (‬أوجه‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للجميع‭: ‬إن‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬هو‭ ‬النظارة‭ ‬التي‭ ‬ينظر‭ ‬بها‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬المعيار‭ ‬الواضح‭ ‬البسيط‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬به‭ ‬صدق‭ ‬الصداقات‭ ‬ونجاعة‭ ‬الشراكات‭) .‬والضمير‭ ‬في‭ ‬فعل‭ (‬يقيس‭) ‬يعود‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬لأنه‭ ‬عطف‭ ‬على‭ (‬ينظر‭). ‬و‭ ‬هذا‭ ‬معيار‭ ‬من‭ ‬الذهب،‮ ‬‭ ‬‮ ‬يؤسس‭ ‬لجيل‭ ‬جديد‮ ‬‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬يقيمها‭ ‬المغرب‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬و‭ ‬الأصدقاء‭ .‬
 
ولا‭ ‬يحكم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬النظارة‭ ‬وبالاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المعيار،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭. ‬و‭ ‬بيان‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تعترف‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الوهمية‭ ‬هي‭ ‬أربع‭ ‬دول،‭ ‬والجزائر‭ (‬1976‭) ‬وليبيا‭ (‬1980‭)‬،‭ ‬وسوريا‭ (‬1980‭)‬،‭ ‬وموريتانيا‭ (‬1984‭). ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الجزائر‭ ‬هي‭ ‬صانعة‭ ‬جمهورية‭ ‬الوهم،‭ ‬فإن‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬غير‭ ‬مستقرة،‭ ‬ورثتها‭ ‬عن‭ ‬معمر‭ ‬القذافي،‭ ‬ولم‭ ‬تصل‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬العهد‭ ‬الذي‭ ‬تصفى‭ ‬فيه‭ ‬التركة‭ ‬الذي‭ ‬خلفها‭ ‬النظام‭ ‬السابق،‭ ‬أما‭ ‬موريتانيا‭ ‬فإن‭ ‬اعترافها‭ ‬يوصف‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬اعتراف‭ ‬ديبلوماسي‭ ‬خجول‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬سفارة‭ ‬ولا‭ ‬تمثيلية‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬للبوليساريو‭ ‬بنواكشوط‭. ‬أما‭ ‬سوريا‭ ‬فهي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بمراجعة‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬قرار‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجمهورية‭ ‬الوهمية،‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬حافظ‭ ‬الأسد،‮ ‬‭ ‬في‭ ‬موعد‭ ‬واحد‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العهد‭ ‬القذافي‭.‬
 
لقد‭ ‬سبق‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني،‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬و‭ ‬أكرم‭ ‬مثواه،‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬خريف‭ ‬سنة‭ ‬1992،‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهدافها‭ ‬إقناع‭ ‬الرئيس‭ ‬السوري‭ ‬حافظ‭ ‬الأسد،‭ ‬بسحب‭ ‬اعتراف‭ ‬بلاده‭ ‬بالكيان‭ ‬الهجين،‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وبتعزيز‭ ‬الوفاق‭ ‬العربي‭ ‬ورأب‭ ‬الصدع‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬القويم،‭ ‬قام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬نصره‭ ‬الله،‭ ‬بزيارة‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬سنة‭ ‬2002،‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬سنة‭ ‬2001‭.‬‮ ‬
 
‮ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬الموقف‭ ‬السوري‭ ‬من‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‮ ‬‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬إغلاق‭ ‬مكتب‭ ‬للبوليساريو‭ ‬في‭ ‬دمشق‭. ‬واستمر‭ ‬الحال‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ .‬
 
‮ ‬إن‭ ‬سوريا،‭ ‬وهي‭ ‬تبدأ‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬بنظام‭ ‬جديد،‮ ‬‭ ‬تسعى‭ ‬لبناء‭ ‬علاقات‭ ‬متوازنة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬و‭ ‬تعميق‭ ‬القطيعة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمت‭ ‬بصلة‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬البائد‭. ‬وبالحساب‭ ‬المنطقي،‭ ‬فإن‭ ‬إبادة‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬إلا‭ ‬بتصفية‮ ‬‭ ‬ميراثه‭ ‬بالكامل،‭ ‬والقطع‭ ‬مع‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬اعتبارات‭ ‬أيديولوجية‭ ‬لا‭ ‬مصلحة‭ ‬للشعب‭ ‬السوري‭ ‬فيها،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬اعتراف‭ ‬سوريا‭ ‬بجمهورية‭ ‬الوهم،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الدولة‭ ‬السورية،‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬،‭ ‬بقدرما‭ ‬كان‭ ‬مسايرةً‭ ‬للنظام‭ ‬الجزائري‭.‬
 
لقد‭ ‬تمهدت‭ ‬السبل‭ ‬أمام‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬لإلغاء‭ ‬القرارات‭ ‬الطائشة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬يتخذها،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬الإنفصالي،‭ ‬ليكون‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬السورية‭ ‬الجديدة‭ ‬قائماً‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ثابتة‭. ‬فهل‭ ‬سيفعلها‭ ‬الرئيس‭ ‬الانتقالي‭ ‬لسوريا‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬؟‭.‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار