Quantcast
2025 يناير 30 - تم تعديله في [التاريخ]

معنى إبراز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن في أول اتصال بين وزيري خارجية البلدين


العلم الإلكترونية - الرباط


  بعد يومين من صدور بلاغ وزارة الخارجية المغربية حول رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القضية الفلسطينية، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اتصالاً هاتفياً مع نظيره ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكد خلاله رئيس الدبلوماسية الأمريكية، على الدور القيادي لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده، من أجل النهوض بالسلام والأمن الإقليميين والدوليين، وعلى أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
 
ولا يمكن إلا أن يكون توقيت الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، ذا معنى دبلوماسي عميق، يحسن التأمل فيه، وإمعان النظر في الرسالة التي ينطوي عليها، في ضوء التطورات المتلاحقة التي تعرفها المنطقة العربية، وفي ظل الموقف المتزن والمفرد الذي اتخذه المغرب حيال الرؤية الجديدة للرئيس الأمريكي حول مستقبل القضية الفلسطينية، استناداً إلى ما صرحت به المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، بشأن فحوى المباحثات التي جرت بين الجانبين، بخصوص تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن.
 
وإذا كان وزير الخارجية الأمريكي قد أعرب، في محادثاته مع نظيره المغربي، عن إرادة الولايات المتحدة تكثيف التعاون مع المغرب بغية الارتقاء بالمصالح المشتركة في المنطقة، ووضع حد للنزاعات، فإن هذا التعاون بين واشنطن والرباط، يؤكد، وبالملموس وبمنتهى الوضوح، أن المملكة المغربية دولة ذات حضور وازن في المنطقة العربية، وتقوم بدور قيادي معترف به دولياً، للإسهام في بناء السلام العادل والدائم، لاعتبارات عدة، منها أن جلالة الملك محمد السادس، رعاه الله، يرأس لجنة القدس، التي تمثل الإرادة الجماعية للدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأن جلالته، أعز الله أمره، وقع مع البابا فرنسيس وثيقة (نداء القدس) في 30 مارس سنة 2019، في سابقة لم يعرفها العالم في أية فترة زمانية مضت، يضاف إلى ذلك أن للمملكة المغربية موقفاً متوازناً ومكتملًا لشروط العقلانية والواقعية والالتزام بمبادئ القانون الدولي، إزاء الصراع المحتدم القائم في الشرق الأوسط. وهذه أوراق ذات ثقل قانوني وسياسي، يمتلكها المغرب، ويدعم بها جهود السلام، سواء تلك التي تبذلها الولايات المتحدة، أم الجهود الدولية، في إطار الأمم المتحدة وفقاً للقانون الدولي.
 
فليس من قبيل المجاملة الدبلوماسية أن يؤكد وزير الخارجية الأمريكي، وفي هذا التوقيت الدقيق بالذات، على الدور القيادي لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل النهوض بالسلام والأمن إقليمياً ودولياً. كذلك ليس من المصادفات أن يغتنم رئيس الدبلوماسية الأمريكية، الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره ناصر بوريطة، ليشدد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة. فالدولة العظمى في العالم، لا تتخذ قراراتها بعيداً عن مصالحها العليا، ووفقاً للأهداف المرسومة لسياستها الخارجية التي تحكم علاقاتها الدولية.
 
والمعنى العميق لهذا التحرك الأمريكي مع المغرب، عبر الاتصال الهاتفي، وفي هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العالم، يكمن في الاعتراف بالدور، الذي وصفه الوزير الأمريكي بالقيادي، لجلالة الملك، وفقه الله، في بناء السلام الذي تحلم شعوب المنطقة وتتطلع إلى بزوغ بوادره. وهو الأمر الذي يعزز المركز الذي تشغله بلادنا على الصعيد الدولي. وهذا ما عبرت عنه وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بلاغها أول أمس، بالقول إن المملكة المغربية أبدت رغبتها في بدء عملية سلام بناءة من الآن فصاعداً، بهدف التوصل إلى حل واقعي وقابل للتطبيق ومنصف ودائم للقضية الفلسطينية، بما يحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
 
وبهذا التشابك بين الموقف المتزن المفرد الذي اتخذته المملكة المغربية، من رؤية رئيس الولايات المتحدة حول القضية الفلسطينية، وبين تأكيد رئيس الدبلوماسية الأمريكية على الدور القيادي لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل النهوض بالسلام والأمن إقليمياً ودولياً، يتوضح بشكل ساطع، أن المغرب دولة محورية فاعلة ومؤثرة على صعيد المجتمع الدولي، تساهم بمواقفها المتزنة ووازنة والمفردة، في صناعة السلام العالمي.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار