العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
أصدر المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بالعرائش بياناً شديد اللهجة عبّر فيه عن حزنه العميق وأسفه الشديد إزاء الحادثة الأليمة التي أودت بحياة الطالب الشاب (ع.ق) البالغ من العمر 17 سنة، والذي كان يدرس بالسنة الأولى في شعبة الاقتصاد بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش، إثر الحادثة التي تعرض لها يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، على الطريق الرابط بين القصر الكبير والعرائش، إثر سقوط الطالب من حافلة عمومية متهالكة.
وأشار البيان إلى أن الطالب فقد حياته نتيجة ظروف غير إنسانية يعاني منها الطلبة أثناء تنقلهم اليومي، موضحا أن الحافلة التي استقلها الطالب كانت متهالكة وتفتقر إلى أدنى شروط السلامة، كما تم تحميلها بأعداد تفوق طاقتها الاستيعابية. وكان الطالب يقف قرب البوابة الأمامية المفتوحة، مما تسبب في سقوطه تحت عجلات الحافلة ووفاته على الفور.
المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ندد بشدة بهذا الوضع الذي يعكس تدهور منظومة النقل العمومي في إقليم العرائش. واعتبر أن استخدام حافلات قديمة وغير آمنة يشكل خطراً حقيقياً على حياة الركاب، خصوصاً الطلبة الذين يعتمدون بشكل كبير على هذا النوع من النقل للوصول إلى مؤسساتهم التعليمية.
ودعا المكتب الجهات الوصية على قطاع النقل العمومي إلى تحمل مسؤولياتها وتوفير وسائل نقل آمنة ومحترمة. كما طالب بفتح تحقيق شامل لتحديد ملابسات الحادث، ومحاسبة الجهات المسؤولة عن تردي الوضع الحالي. وشدد على ضرورة توفير حافلات جديدة تستجيب لمعايير السلامة والجودة، مع التعاقد مع شركات نقل مؤهلة قادرة على تلبية تطلعات الساكنة.
من جهة أخرى، أعرب المكتب عن تضامنه المطلق مع أسرة الطالب الراحل، معتبرا أن هذه الفاجعة تمثل وصمة عار في جبين الجهات المسؤولة عن النقل العمومي بالإقليم. وأضاف أن استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية يعكس غياب الاهتمام اللازم بفئة الطلبة وبحقوقهم الأساسية في نقل آمن وكريم.
وأكد البيان، أن الدفاع عن حق المواطنين في نقل آمن ومناسب يشكل جزءا من النضال الحقوقي المستمر، وأن العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان لن تتوقف عن المطالبة بإصلاح جذري لهذه الأزمة التي تهدد سلامة وكرامة المواطنين. وختم المكتب بيانه بشعار: "لن يتوقف نضالنا حتى تتحقق الكرامة الإنسانية للجميع."
وكشفت الحادثة المفجعة التي أودت بحياة الطالب (ع.ق) عن أزمة عميقة في منظومة النقل العمومي بإقليم العرائش. وبينما ينتظر الجميع تحركا حازما من السلطات، يظل الأمل معلقا على إيجاد حلول فورية لتجنب تكرار مثل هذه المآسي، خصوصا وأن هذا القطاع لازمه منذ عقود شبهات في تدبيره، وسجل استنكارا متواصلا لدى ساكنة المدينة والإقليم.