العلم الإلكترونية - وكالات
أعلنت حكومة منطقة فالنسيا، الأكثر تضررًا من الفيضانات التي اجتاحت شرق وجنوب إسبانيا قبل نحو ثلاثة أسابيع، عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 227 قتيلاً، فيما لا يزال 13 شخصًا في عداد المفقودين. وتعد هذه الكارثة إحدى أسوأ الفيضانات التي شهدتها البلاد في العقود الأخيرة.
وفقًا لبيان رسمي، سجلت منطقة فالنسيا وحدها 219 حالة وفاة، وتم حتى الآن التعرف على هوية 218 من الضحايا، فيما تستمر الجهود لمعرفة هوية الآخرين. وقد أُغلقت المشرحة المؤقتة التي أُقيمت في مدينة فالنسيا بعد التعامل مع العدد الكبير من الضحايا، وسط جهود محمومة لمواجهة تداعيات الكارثة.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، أفادت تقارير بأن أعمال إزالة آثار الفيضانات مستمرة في نحو 80 منطقة متضررة بشدة. لا تزال العديد من الطرق مغطاة بالطمي، والمرائب غارقة بالمياه، بينما تقف مئات السيارات المدمرة في مواقعها بعد أن جرفتها السيول العاتية. وذكرت شبكة "أر تي ف إي" أن مشاهد الدمار ما زالت تسيطر على عدة مدن وقرى، مما يعكس حجم الكارثة.
من جهة أخرى، تتصاعد الخلافات بين حكومة منطقة فالنسيا والحكومة المركزية في مدريد حول المسؤولية عن الكارثة. حيث تتهم حكومة فالنسيا السلطات المركزية بعدم توفير الدعم الكافي في الوقت المناسب، بينما تدافع الحكومة المركزية عن جهودها، مشيرة إلى الظروف المناخية القاسية التي فاقت التوقعات وأثرت على قدرة الاستجابة السريعة.
وتتزامن هذه الفيضانات مع تصاعد القلق العالمي حول تأثير التغير المناخي الذي يؤدي إلى زيادة وتيرة الكوارث الطبيعية. وطالب العديد من الخبراء والمنظمات بإعادة تقييم سياسات التخطيط الحضري والبنية التحتية في المناطق المعرضة للخطر في إسبانيا لتقليل احتمالات وقوع مثل هذه الكوارث مستقبلًا.
الفيضانات الأخيرة أثارت كذلك تساؤلات حول جاهزية أنظمة الإنذار المبكر ومدى كفاءتها في تحذير السكان، وسط دعوات لتحقيق شامل لتحديد نقاط الضعف في التعامل مع الأزمة. ومع استمرار عمليات البحث عن المفقودين وإعادة إعمار المناطق المتضررة، يبقى الحزن مخيمًا على فالنسيا، في انتظار طي صفحة الكارثة الأليمة.