العلم الإلكترونية - عبد القادر خولاني
في ظل الدعوات المتكررة للهجرة غير الشرعية التي روجت لها بعض منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة ما تم تداوله بشأن موعد 30 شتنبر المنصرم كمحاولة ثانية للهجرة الجماعية نحو مدينة سبتة المحتلة، شهدت مدينة الفنيدق إلى حدود اليوم الثلاثاء فاتح أكتوبر 2024، هدوءا تاما بفضل التعزيزات الأمنية المشددة والتدبير الاحترافي للأجهزة الأمنية المغربية.
فبعد المحاولة الأولى التي جرت في 15 شتنبر 2024 دون تسجيل أي اختراق بري أو بحري، جاءت الدعوة الثانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تيو"تيك" بهدف تشجيع الشباب والقاصرين على الهجرة غير الشرعية، إلا أن السلطات الأمنية كانت على أهبة الاستعداد، حيث عززت من وجودها في المعابر الحدودية والمحيط البحري للمدينة، مما أدى إلى إحباط هذه المحاولات قبل أن تبدأ.
وقد تم نشر وحدات أمنية إضافية، وتكثيف الدوريات على طول السواحل، مع استخدام تكنولوجيا المراقبة البرية والبحرية، اعتمادا على نهج استباقي هدفه منع أي محاولات للهجرة السرية. هذا النجاح الأمني يعزى أيضا إلى التنسيق الوثيق بين السلطات المغربية ونظيراتها الإسبانية بمدينة سبتة المحتلة، حيث تم التعامل بجدية مع هذه التهديدات.
وفي إطار جهود محاربة الهجرة غير الشرعية، تواصل السلطات المغربية تعزيز التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي من خلال تبادل المعلومات وتكثيف التنسيق الأمني. كما تواصل الحكومة دعم حملات التوعية بين الشباب المغربي من خلال مختلف مؤسساتها بشراكة مع القطاع الثالث، محذرة من مخاطر الهجرة السرية سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، بدعم من جمعيات المجتمع المدني التي تسعى لنشر الوعي في المدارس والأحياء السكنية.
ورغم فشل المحاولات الأخيرة، لا يزال ملف الهجرة غير الشرعية مطروحا ويمثل تحديا أمنيا كبيرا للمغرب، خاصة مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بعض الشباب إلى المغامرة بحياتهم في محاولات عبور البحر بحثا عن حياة أفضل. ومع ذلك، تبقى السلطات المغربية عازمة على الاستمرار في اتخاذ التدابير الاستباقية الكفيلة بالحفاظ على الاستقرار والحد من هذه الظاهرة.