العلم الإلكترونية - محمد بشكار
إلى الطفل الغزَّاوي الذي حمل أشلاء أخيه في محفظته المدرسية على الظهر، ليُعلِّم كل الأجيال المعنى غير الزائف للنِّضال !
1
نُعَمِّرُ
مَا
عَمَّرَتْ
هَذِهِ الأرْضُ
نَمْضِي وَتَبْقَى
الحَيَاةُ نُوَرِّثُهَا
دُونَ صَكٍّ
وَعَنْ طِيبِ غُفْرَانْ
لآخَرَ يَحْمِلُ أعْبَاءَ
جِينَاتِنَا
فَنَصِيرُ جُذُوراً
تُسَافِرُ
فِي الوَقْتِ
تَحْتَ التُّرَابِ.
وَقَدْ
يُصْبِحُ الجِسْمُ
فِي كُلِّ عُمْرٍ تَعِيشُهُ
جِينَاتُنَا شَجَراً لَيْسَ
يُشْبِهُنَا لِنُعَمِّرَ
مَا دَارَتِ
الأرْضُ
فِي أنْفُسٍ هِيَ
نَحْنُ.. تُرَى
لَوْ الْتَقَيْنَا بِأَنْفُسِنَا بَعْدَ
ألْفِ سِنِينَ سَنَعْرِفُهَا أَمْ
سَنَحْظَى بِنُكْرَانْ؟
نُسَخِي لَمْ تَعُدْ
طِبْقَ
وَجْهِي
كَأنَّ الزَّمَانَ
بِقِلَّةِ حِبْرِهِ يَرْسُمُنِي
بَيْنَ عُمْرٍ
وَ آخَرْ
فَأبْهُتُ
خَيْطَ هَوَاءٍ
وَأفْقِدُ
فِي نُسَخِي
صُورَتِي
مَنْ أنَا
وَلِمَاذَا الطَّبِيعَةُ
تَنْكُرُنِي كُلَّمَا
مَاتَ فِيَّ
أحَدْ؟
2
تَعَلَّمْتُ مِنْ
كُلِّ وَادٍ يَجِفُّ
عَلَى صَفْحَةِ الأَرْضِ
أنْ أحْفُرَ السَّطْرَ
خَلْفِي عَمِيقاً
تَعَلَّمْتُ مِنْ
كُلِّ طَيْرٍ يَرِفُّ
وَقَدْ صَادَهُ
الفَخُّ، كَيْفَ أَطِيرُ
مَكَانِي جَرِيحاً وَلَوْ
فَقَدَتْنِيَ حُرِّيَتِي
تَعَلَّمْتُ مِنْ
كُلِّ وَقْتٍ يَخِفُّ
كَمَا لَوْ يُرِيدُ
انْقِضَائِيَ، أَنْ
أُدْرِجَ اللَّحَظَاتِ
السَّعِيدَةَ فِي عُمُرٍ
لَمْ يَعِشْنِي
تَعَلَّمْتُ مِنْ
كُلِّ ضَوْءٍ يَشِفُّ
مَتَى يُصْبِحُ
الظِّلُّ أكْبَرَ
مِنِّي، وَكَيْفَ
أُؤجِّج فِي أعْيُنِ
الشَّمْعَةِ النُّورَ كَيْ
لا أَضِيعَ وَأَفْقِدَ
ظِلِّي..