
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال مساء أمس الأربعاء 09 أبريل الجاري بالمقر المركزي للحزب، في افتتاح فعالية إطلاق الحملة التحسيسية بأهمية ترشيد الماء تحت شعار "الماء نعمة" المنظمة في إطار محطة 2025 سنة التطوع، (أكد) أن الحزب يعيش دينامية استثنائية منذ إطلاق "سنة التطوع" في 11 يناير من هذه السنة، حيث تمكن من تعبئة أكثر من 500 مناضل ومناضلة في ظرف ثلاثة أشهر فقط، إلى جانب تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة الرمضانية، موضحا أن هذه الدينامية شملت مجالات اجتماعية وتأطيرية وخيرية، إلى جانب مبادرات مستقبلية ومواكبة قضايا المواطنات والمواطنين، بهدف إشراكهم في بناء المواطنة الفاعلة.
وشدد بركة على أن العمل التطوعي، في فلسفة حزب الاستقلال، لا يُختزل دوره في الإحسان أو التبرعات، بل يشكل مدخلا أساسياً لتقوية الوعي بالحقوق والواجبات، من خلال مشاركة النساء والشباب في مشاريع مجتمعية، وأنشطة توعوية وتكوينية. وأبرز أن الحزب يسعى إلى إشراك الجميع، وليس فقط الاستقلاليين والاستقلاليات، من أجل دفع عجلة التنمية والتفاعل مع انشغالات المواطنين، مؤكداً أن الهدف الأسمى هو تقوية الانتماء الوطني وتوسيع دائرة المشاركة الفعلية في الحياة العامة.

وفي سياق الأنشطة المقبلة، أعلن الأمين العام عن برنامج خاص بشهر أبريل، يشمل ندوات تأطيرية، واستشارات قانونية تقدمها رابطة المحامين لفائدة المواطنات والمواطنين، بالإضافة إلى مبادرات تحسيسية لفائدة الشباب والتلاميذ، في ظل التطورات القانونية الراهنة، خاصة ما يتعلق بالإصلاح القانوني والجنائي وحرية التعبير عبر الورشات التكوينية التي تؤطرها الرابطة الوطنية للصحافيين الاستقلاليين. كما أشاد بمساهمة منظمة الكشاف المغربي والمنظمات الموازية في تنزيل هذا البرنامج.
وأكد نزار بركة أن الحزب اختار التركيز هذا الشهر على موضوع ترشيد استعمال الماء، من منطلق الوعي بخطورة ندرة الموارد المائية في ظل التغيرات المناخية، مبرزا أن الأمطار الأخيرة، رغم أهميتها، لم تعوض العجز الكامل، حيث لا تزال المملكة تسجل خصاصا يُقدر بـ25% مقارنة مع المعدل السنوي، وهو ما يستدعي تعبئة جماعية واعية لتحويل الوعي البيئي إلى سلوك فعلي يومي لدى المواطن.
ونبّه الأمين العام إلى أن أزمة الماء لا تقتصر فقط على ندرة الأمطار، بل تشمل أيضاً تداعيات بيئية وصحية واقتصادية خطيرة، تستوجب مقاربات متعددة، من بينها المقاربة الحقوقية والتكنولوجية والاقتصادية والصحية، مبرزا في هذا الصدد أن هناك وفيات في صفوف الأطفال بسبب تلوث المياه، وأن بعض المدارس تعاني من غياب الماء، إضافة إلى ضياع كميات هامة داخل الإدارة والمصانع.
وأوضح بركة أن الجماعات الترابية مدعوة بدورها لترشيد استهلاك الماء عبر مراجعة نوعية الرخص وطرق تدبير الموارد، داعيا إلى تغيير سلوكيات الاستعمال في عدد من القطاعات، بما في ذلك السياحة والصناعة والتعليم، كما شدد على أن كل هذه الجهود يجب أن تنسجم مع التوجيهات الملكية التي دعا إليها الملك محمد السادس، سواء في الخطب الرسمية أو في الاجتماعات التي ترأسها شخصيا.
وفي ختام كلمته، وجّه نزار بركة شكره لكافة المناضلات والمناضلين، ولجميع الأطر التي ساهمت في إنجاح مختلف المبادرات، مؤكدا أن الحزب سيواصل انخراطه القوي في خدمة الوطن والمواطن، من خلال تنزيل التوجيهات الملكية وتفعيل مبادرات القرب على أرض الواقع.