العلم الإلكترونية - محمد كماشين
احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير يوم الأربعاء 9 أبريل 2025 ندوة تاريخية هامة، نظمت بتنسيق مشترك بين كل من: فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير، وجمعية وادي المخازن لأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالقصر الكبير، وجمعية مدرسي مادة الاجتماعيات بمدينة القصر الكبير وناحيتها، وجمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير، وجمعية الأعمال الاجتماعية للمسنين والمتقاعدين فرع القصر الكبير.
وقد خصصت هذه الندوة للاحتفاء بذكرى الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه إلى طنجة في 9 أبريل 1947، وزيارته الميمونة إلى تطوان في 9 أبريل 1956.
افتتح أشغال الندوة الدكتور محمد الصمدي، القيم على فضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير، الذي قدم عرضا مستفيضا استعرض فيه السياق التاريخي لهاتين الزيارتين الملكيتين وأهميتهما البالغة في مسار النضال الوطني من أجل الاستقلال وبناء الوحدة الترابية للمملكة الشريفة.
وقد عرفت الندوة مشاركة ثلة من الفاعلين والباحثين الذين أغنوا النقاش بمداخلات قيمة، حيث تناولت الأستاذة فاطمة بلعربي، المؤطرة التربوية والفاعلة الجمعوية، أهمية التاريخ المحلي والوطني وأبعاده الوطنية والتربوية والثقافية والقيمية في تخليد الذكريات الوطنية، مؤكدة على ضرورة غرس قيم الوطنية والمواطنة في نفوس الأجيال الصاعدة من الأطفال والشباب، كما استعرضت أهمية الذكريات الوطنية المحتفى بها وقيمتها التاريخية والوطنية العميقة.
من جانبه، قدم الأستاذ محمد مومن، أستاذ مادة الاجتماعيات والباحث في التاريخ والفاعل الجمعوي، مداخلة قيمة سلطت الضوء على الأطماع الاستعمارية التي استهدفت المغرب منذ القرن التاسع عشر وصولا إلى فرض نظام الحماية، مرورا بمراحل المقاومة المسلحة في البوادي وانطلاق الحركة الوطنية ذات التوجه الإصلاحي في المدن، وتطورها نحو المطالبة بالاستقلال بتنسيق وثيق مع السلطان سيدي محمد بن يوسف.
أما الأستاذ أشرف الكبريتي، أستاذ مادة الاجتماعيات والباحث في التاريخ والفاعل الجمعوي، فقد خصص مداخلته للأبعاد الجيو-ستراتيجية لزيارة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى طنجة في 9 أبريل 1947، وزيارته إلى تطوان والعرائش والقصر الكبير في 9 أبريل 1956، واضعا هذه الأحداث في سياقها الوطني والدولي، ومبرزا التفاعلات الداخلية والدولية التي ساهمت في صياغتها ومنحها بعدها التحرري والوحدوي.
وفي الختام، أكد الأستاذ محمد جناح، الأستاذ ومدير الثانوية المحمدية سابقا ورئيس جمعية الأعمال الاجتماعية للمسنين والمتقاعدين فرع القصر الكبير، على الأهمية القصوى لتخليد الذكريات الوطنية ونشر المعرفة التاريخية من أجل بناء وعي تاريخي راسخ لدى مختلف فئات المجتمع، مشيدا بالمبادرة القيمة لتنظيم هذا اللقاء الذي يساهم بشكل فعال في تحقيق هذه الغاية، كما دعا إلى إيلاء الذكريات الوطنية المكانة التي تستحقها والتعريف بمختلف محطات الكفاح التحرري والوحدوي.
وقد أعقب هذه المداخلات نقاش مستفيض ومثمر ساهم فيه الحضور الكريم، حيث أجمع المتدخلون على الأهمية البالغة لتثمين التاريخ المحلي والوطني واستثماره على المستويات المعرفية والتربوية والثقافية والقيمية.