العلم الإلكترونية - سعيد الوزان
أمام وطأة الجفاف الذي دخل موسمه الخامس على التوالي ملقيا بظلال قاتمة على الأمن الغذائي بالمغرب، خصوصا القمح الطري الذي يعد رأس هرم الغذاء بالمغرب، دخل المغرب نادي كبار مستوردي هذه المادة الحيوية على الصعيد العالمي مكلفا خزينة المملكة ملايين الدولارات، خصوصا مع ارتفاع أسعارها في السوق العالمي والارتباك الذي تعرفه سلاسل التوريد.
أمام وطأة الجفاف الذي دخل موسمه الخامس على التوالي ملقيا بظلال قاتمة على الأمن الغذائي بالمغرب، خصوصا القمح الطري الذي يعد رأس هرم الغذاء بالمغرب، دخل المغرب نادي كبار مستوردي هذه المادة الحيوية على الصعيد العالمي مكلفا خزينة المملكة ملايين الدولارات، خصوصا مع ارتفاع أسعارها في السوق العالمي والارتباك الذي تعرفه سلاسل التوريد.
ولتغطية حاجياتها من القمح الطري وتزويد السوق المحلي بهذه المادة الحيوية، تعتزم المملكة خلال الأربعة أشهر الحالية ابتداء من فاتح يناير الجاري إلى غاية 30 أبريل القادم استيراد ما مجموعه 25 مليون قنطار من القمح، وفق ما كشفت عنه دورية صادرة عن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني، مع تمديد الدعم المقدم للمهنيين بهدف استيراد الكمية المذكورة خلال نفس الفترة.
ويتوخى المغرب من خلال دعمه للمهنيين التحكم في استيراد القمح بأريحية تفاديا لأي اختلال أو عجز في تموين السوق المحلي بحاجياته، وهو ما أكده عمر اليعقوبي، رئيس الفيدرالية الوطنية لتجار الحبوب والقطاني.
وتستورد البلاد حاجياتها من محاصيل القمح من كافة الدول، بما فيها روسيا وأوكرانيا، كما تعد المستورد الأول لهذه المادة من الاتحاد الأوروبي، وذلك بفضل خطته لدعم استيراد القمح التي تسهل على الشركات جلب شحناتها في ظروف ملائمة.
وخلال العام الماضي، استحوذت موسكو وحدها على ربع واردات المملكة من القمح بما يزيد عن 81 ألف طن، لتصبح هاته الأخيرة ثالث أكبر مزوديه بعد كل من فرنسا وليتوانيا.
ورغم توقعات وزارة الفلاحة المغربية بوصول محصول الحبوب للعام الحالي إلى 5.51 مليون طن بزيادة 62% عن العام الماضي، إلا أن هذه التوقعات تصطدم بالتقلبات المناخية القاسية التي أثرت بقسط وافر على قدرات البلاد الفلاحية، حيث تعاني من شح مائي شديد في ظل أسوأ جفاف تتعرض له منذ أربعة عقود خلت.
وتراجعت مقاييس هطول الأمطار خلال السنوات الثلاث الماضية بـ67 في المائة مقارنة مع المتوسط السنوي المعتاد، فيما عرفت درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا أثر على المخزون المائي جعل البلاد في مواجهة تحديات جمة أمام واقع مائي صعب، حسبما صرح به نزار بركة، وزير التجهيز والماء.
وكانت «منظمة الأغذية والزراعة» المعروفة اختصارا ب»فاو» قد أكدت في وقت سابق أن إنتاج القمح لعام 2023 في المغرب يقدر بحوالي 3.4 مليون طن، أي أقل بنسبة 23 في المائة من متوسط السنوات الخمس، وذلك رغم ارتفاعه بنسبة 48 في المائة مقارنة بحصاد عام 2022 عندما كان الجفاف أكثر حدة.
وتوقعت المنظمة الأممية في تقرير لها أن المملكة ستصبح ضمن الدول الأكثر استيرادا للقمح على مستوى العالم خلال موسم 2023|2024 بـ 7 مليون طن، خلف كل من مصر 12 مليون طن، والجزائر 9 مليون طن.