
العلم الإلكترونية - عبد القادر خولاني
قامت جريدة العلم الإلكترونية بزيارة ميدانية إلى سوق الخضر والفواكه بتطوان، صباح الخميس 6 مارس 2025، للوقوف على تداعيات الحريق الذي اندلع يوم الجمعة 8 فبراير، وأسفر عن خسائر جسيمة قُدّرت بحوالي 600 مليون سنتيم، بعد احتراق 120 ألف صندوق بلاستيكي.
في هذا السياق، عبّر عبد الإله بهجة، الكاتب العام للاتحاد الوطني لجمعيات أسواق الجملة للخضر والفواكه بالمغرب، عن تضامنه مع المتضررين، مستنكراً ما وصفه بتهاون الجهات المسؤولة عن تدبير السوق. وأشار إلى المفارقة بين تصنيف السوق كثاني أكبر سوق جملة بالمغرب بعد الدار البيضاء، بإيرادات تصل إلى 4.5 مليارات سنتيم سنويًا، وبين وضعه المتدهور على مستوى النظافة والتدبير.
من جانبه، أكد هشام أوراغ، رئيس جمعية تجار ومهنيي الجملة بسوق تطوان، أن الحريق كشف عن اختلالات كبيرة في إدارة السوق، خصوصًا فيما يتعلق بصناديق التلفيف البلاستيكية، مشدداً على ضرورة تعويض المتضررين، وإعادة هيكلة السوق وفق معايير حديثة تضمن سلامة التجار وممتلكاتهم.
في هذا السياق، أصدر الاتحاد الوطني لجمعيات أسواق الجملة للخضر والفواكه بيانًا عبّر فيه عن تضامنه مع المهنيين المتضررين، مشيرًا إلى أن الحريق جاء في سياق اقتصادي صعب، حيث يعاني السوق من الركود الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة.
وأرجع البيان أسباب الحريق إلى اختلالات في التصميم الهندسي للسوق، وغياب تجهيزات السلامة من فوهات المياه وطفايات الحريق، مما أدى إلى تفاقم الأضرار. كما شدد على ضرورة تدخل المجلس الجماعي لتطوان لوضع خطة إصلاحية شاملة قائمة على مبدأ "الرسم مقابل الخدمات"، من خلال:
- تفعيل الفصل 24 من قرار وزير الداخلية الصادر في 22 ماي 1962، الذي يلزم وكلاء السوق بحراسة صناديق التلفيف لمدة 48 ساعة.
- تطبيق الفصل 88 من قانون الالتزامات والعقود، الذي يحدد المسؤولية التقصيرية في حراسة المنقولات.
- تحميل المجلس الجماعي مسؤولياته وفق المواد 79 و80 من قانون الالتزامات والعقود، ورفع دعاوى تعويض المتضررين أمام المحاكم الإدارية.
- تخصيص ميزانية لصيانة البنية التحتية وتعزيز الأمن والنظافة داخل السوق.
- تنظيم استغلال الملك العمومي الجماعي الخاص بصناديق التلفيف عبر دفاتر تحملات قانونية، وتمكين المهنيين من إبرام عقود تأمين تحمي مصالحهم.
وأكدت الجمعيات المهنية أنها ستواصل الدفاع عن حقوق التجار المتضررين بكافة الوسائل المشروعة، داعية السلطات المعنية إلى التحرك العاجل لإنقاذ هذا المرفق الحيوي من التدهور.
وقد اختُتمت الزيارة بعقد لقاء مع مدير السوق، حيث تم طرح مختلف القضايا والإشكالات التي تؤرق المهنيين، في انتظار استجابة فعلية لمطالبهم.