العلم الإلكترونية – نجاة الناصري
لا زالت تداعيات جائحة فيروس كورونا وتأثيرها على القطاع السياحي بالمدينة الحمراء مستمرة منذ ما يقارب السنتين، في غياب تام لأي استراتيجية واضحة لإخراج المدينة من عنق الزجاجة
لا زالت تداعيات جائحة فيروس كورونا وتأثيرها على القطاع السياحي بالمدينة الحمراء مستمرة منذ ما يقارب السنتين، في غياب تام لأي استراتيجية واضحة لإخراج المدينة من عنق الزجاجة
وفي خطوة احتجاجية للتنديد بحالة الشلل الذي أصاب القطاع، خصوصا بعد الإغلاق المتتالي للحدود.
وأعلن ائتلاف سلسلة القيم السياحية، عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس 20 يناير الجاري، بساحة باب الجديد ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، حيث ستشارك فيها كل القطاعات المرتبطة بالسياحة، للتنديد بالوضعية التي وصفتها بالكارثية، وتعبيرا عن استنكارها إزاء صمت ومراوغات الحكومة وحلولها التي اعتبرتها ترقيعية، مما يحول دون خروج القطاع من عنق الزجاجة.
وجاء هذا القرار بعد تفاقم الأزمة بسبب تداعيات الجائحة التي ترخي بظلالها على أزيد من 70 في المائة من ساكنة مدينة مراكش.
وقد أعرب مهنيو القطاعات المرتبطة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالسياحة في رسالة إخبارية موجهة إلى والي جهة مراكش-آسفي، ونسخة إلى وزيرة السياحة، عن تذمرهم من قرارات الحكومة الارتجالية، والأزمة الخانقة التي ترتبت عنها، مطالبين بضرورة فتح الحدود عاجلا في وجه السياح لإعادة النبض إلى قطاع يحتضر، لتحتضر وتتبخر معه آمالهم في غد أفضل بالنظر إلى حجم الخسائر التي يتكبدونها يومًا بعد يوم وآثارها السلبية على نفسيتهم.
وقد وجد مهنيو أكثر القطاعات تضررا من جائحة كوفيد أنفسهم فجأة وفق المصدر ذاته، بين ما وصفوه ب “مطرقة الإفلاس وسندان الديون المتراكمة والعرضة وأسرهم للضياع، ناهيك عن عدم اكتراث الحكومة وتعنتها في الاستمرار في سياسة النعامة والوعود الكاذبة ”.
وكدا عدم توفر الحكومة على استراتيجية كفيلة بوقف النزيف وتقديم المساندة والمواكبة.
وسبق لمهنيي القطاع السياحي أن أكدوا خلال لقاءات سابقة أن مراكش التي تمثل 35 في المائة من القدرة الفندقية بالمغرب بدأت في عملية الإفلاس بعد إغلاق ما يقارب 104 فندقا من أصل 240 آخر مصنف، ومع استمرار الأزمة لا زالت المدينة تعيش، ركودا تجاريا مرتبطا باستمرار تفعيل الإجراءات الاحترازية والاستمرار في إغلاق “الأجواء”، وهو ما أثر على الحركة الاقتصادية بأبرز الأماكن التجارية التي تعرف إقبالا ورواجا مستمرا بمدينة مراكش.
فبعد أشهر قليلة من قيام مختلف الوحدات الفندقية التابعة لمجموعة رياض موكادور بمدينة مراكش، بإغلاق مفاجئ لجميع الوحدات المتواجدة بالمدينة الحمراء، ويتعلق الأمر بفنادق رياض موكادور، المنزه، المنارة، جليز، اوبرا، أكدال، وفندق القصبة.
وتسريح ما يقارب 700 مستخدم تابع لمجموعة “اينا هولدينغ” المملوكة لعائلة رجل الاعمال الراحل ميلود الشعبي .
وجاء الدور كذلك خلال الأيام القليلة الماضية، على إغلاق أحد أشهر الفنادق المصنفة بالمدينة العتيقة لمراكش، بسبب تداعيات الازمة الوبائية، ويتعلق الأمر بفندق “حدائق الكتبية”، المتواجد بحي الزفريتي أمام ساحة ومسجد الكتبية، والذي قاوم على غرار عدة فنادق بمراكش قبل أن يستسلم ويرفع الراية البيضاء بقرار قاسي، تم بموجبه إغلاق أبوابه إلى أن تتضح الرؤية، وسط حزن في أوساط المهنيين في القطاع السياحي.
ويعتبر الفندق من اشهر الوحدات السياحية بمراكش ويمتاز بقربه الكبير من أبرز المعالم التاريخية للمدينة، من قبيل مسجد الكتبية، وساحة جامع الفنا، والأسواق العتيقة للمدينة، وتقصده شخصيات عالمية معروفة منذ افتتاحه.
كما انعكست هذه القرارات الأخيرة بثقلها على قطاعات وفنادق أخرى والمطاعم التي تكبدت هي الأخرى خسائر فادحة في الشهور الأخيرة ينضاف إليها الركود التجاري بمعظم الأسواق العتيقة للمدينة الحمراء.
ويشار أن جهة مراكش آسفي سجلت انكماشا بنسبة 2,1 بالمائة من قيمتها المضافة خلال سنة 2021 مقارنة بالعام 2019، رغم الانتعاشة الاقتصادية التي عرفتها معظم جهات المملكة، وذلك بسبب هيمنة قطاع الفنادق والمطاعم على اقتصاد هذه الجهة، وهو القطاع الذي لم يتعاف بعد من الأزمة بسبب استمرار القيود الصحية.
وأوضح التقرير الاقتصادي والمالي المصاحب لمشروع قانون المالية لعام 2022، الذي نشره قسم الدراسات والتوقعات المالية بوزارة الاقتصاد، أن هذا الوضع أدى إلى انخفاض القيمة المضافة للجهة بنحو -6,5 نقطة مئوية، يليه قطاع النقل بنحو 0,9 نقطة والتجارة بـ -0,5 نقطة.