مغربيات يصنعن التميز في قلب أوروبا

شكل الملتقى السنوي الذي نظمته جمعية الطلبة والخريجين المغاربة بألمانيا، بمدينة دوسلدورف، مناسبة بارزة لعرض تجارب ناجحة لكفاءات مغربية نسوية تألقت في مختلف التخصصات العلمية، ورسّخت مكانتها داخل ألمانيا وعلى الصعيدين الوطني والدولي.

 

وتندرج هذه التظاهرة العلمية والثقافية في إطار اهتمام الجمعية بالكفاءات المغربية المقيمة في ألمانيا، واحتفاءً بالمرأة المغربية الناجحة والطالبة الطموحة، تحت شعار: "من طالبة إلى كفاءة علمية.. مسار التحديات والنجاحات".

 

الملتقى شهد حضورًا وازنًا لعدد من الطالبات والخريجات المغربيات، إلى جانب أطر وكفاءات بارزة قدِمن من ألمانيا وفرنسا وهولندا والمغرب، وشاركن في منصة تفاعلية لتبادل التجارب، وتقديم نماذج لمسارات نسائية ناجحة استطاعت تجاوز التحديات وصناعة التميز في مجالات متعددة.

 

من بين المشاركات: الدكتورة إنتصار حدية، أستاذة بكلية الطب بجامعة محمد الأول بوجدة وطبيبة مختصة في أمراض الكلي، والخطاط المغربي محمد قرماد، الذي مثّل الثقافة المغربية من خلال فن الخط الأصيل. ومن فرنسا، حضرت الدكتورة سعاد نعيمي، باحثة في خلية الأورام بباريس ورئيسة قسم البحث العلمي والذكاء الاصطناعي. ومن هولندا، الأستاذ لحسن بنمريت، رئيس مؤسسة "آفاق للفن والثقافة والتعليم".

 

كما شاركت نخبة من الطالبات والخريجات في مختلف التخصصات بألمانيا، بينهن طبيبات، محاميات، قاضيات، مهندسات، أساتذة جامعيات، إعلاميات، وممثلات، ما أضفى على الملتقى طابعًا غنيًا بالتنوع العلمي والمهني.

 

وحضر فعاليات الملتقى القنصل العام للمملكة المغربية بمدينة دوسلدورف، دعمًا لجهود تعزيز الروابط بين الجالية المغربية ومؤسسات الوطن.

 

وفي تصريح إعلامي، أكد سعيد مهني، رئيس جمعية الطلبة والخريجين المغاربة بألمانيا، أن الجمعية تنظم سنويًا تظاهرة ثقافية وعلمية، واختارت هذه السنة تكريم المرأة المغربية الناجحة بألمانيا باعتبارها رافعة أساسية في مسار التنمية، مشيرًا إلى أن الملتقى شكل فرصة لتشبيك العلاقات، ومدّ الجسور مع الوطن، وتعزيز الهوية الوطنية المغربية في صفوف المغاربة المقيمين بالخارج.

 

وأوضح مهني أن هذه المبادرة تندرج أيضًا في إطار تثمين مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، والذي شدد فيه جلالة الملك على أهمية إشراك كفاءات مغاربة العالم في مشاريع التنمية بالمملكة.

 

وخُصص في ختام الملتقى تكريم لعدد من الوجوه النسائية المغربية الناجحة في ألمانيا، اعترافًا بقدرات المرأة المغربية على تحقيق التميز في بلدان المهجر دون التفريط في هويتها وانتمائها الوطني.

 

وأكدت كلمات المشاركات والمشاركين في التظاهرة على ضرورة الاستثمار في الرأسمال البشري النسوي، وتعزيز روابط الانتماء، وتشجيع التأثير الإيجابي في أوطان الإقامة والأصل على حد سواء.