Quantcast
2021 يونيو 23 - تم تعديله في [التاريخ]

مدريد والمغرب في زمن التطورات العميقة للتوازنات الجيوستراتيجية بالمنطقة

مناورات التحالف اليساري الحاكم لذر الرماد في العيون ووصفات المعارضة اليمينية لاسترجاع امجاد الماضي الاستعماري


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

تأكيد وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا قبل أيام قليلة استعداد مدريد للنظر في أي حل يطرحه المغرب على الطاولة للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بما في ذلك مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية , لا يعبر بالضرورة عن تحول جذري في طبيعة و جوهر موقف اسبانيا من ملف الوحدة الترابية للمملكة في ضوء التطورات الأخيرة و المتأزمة التي تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين , بل انه يكشف مستوى معينا من الفوضى و التخبط يطغى على المشهد الحزبي الاسباني في التعامل مع قضايا الخلاف الجوارية المتعددة و ترجمتها الى مواقف و سلوكيات متزنة و منصفة .
 
من جهة فطموح رئيسة الدبلوماسية الاسبانية , التي كانت سببا مباشرا في التخطيط و اندلاع فضيحة غالي غيت ,يتحدد في رغبتها في طي ملف الازمة المشتعلة مع الرباط بأقل الاضرار السياسية الممكنة بعد أن اقتنعت بأن كلفتها الدبلوماسية ثقيلة بالنسبة لصورة اسبانيا الداخلية وسمعتها الخارجية .
 
في المقابل لا يبدو أن عبارات الود التي تطلقها الحكومة الاسبانية تجاه الرباط منذ مدة في محاولة جادة للملمة تداعيات الخلاف تعبر بالضرورة عن إرادة صادقة لإعادة تشييد أواصر الثقة المهتزة بين البلدين الجارين .
ميدانيا ما زالت مكونات من التحالف الحكومي الهش بقصر المونكلوا مجسدة في حزب بوديموس اليساري المتطرف لا تفوت فرصة للإساءة الى المغرب و استعدائه , مما يطرح تساؤلات حول اعراف التضامن الحكومي بمدريد و مدى مصداقية الخطاب الحكومي الاسباني من ملفات الجوار .
 
أما اليمين المعارض الذي يوظف تطورات الازمة المتصاعدة مع المغرب للنيل من شعبية غريمه في التحالف الحاكم و احراجه من منطلق حرصه الظاهر على ضرورة الإبقاء على شعرة معاوية سالمة في علاقات مدريد بالرباط , فإنه يطرح على لسان احد قياداته وزيرة الخارجية السابقة أنا بالاسيو تصورا جديدا لحلحلة النزاع المفتعل في الصحراء المغربية و يدعو المجموعة الاوربية الى الخروج من منطق الملاحظ المحايد في ملف النزاع و تبني مبادرة شبيهة بالترويكا الاوربية المكلفة بتسوية الملف النووي الإيراني تضم فرنسا واسبانيا وألمانيا والاتحاد الأوربي بالإضافة الى دول من اوربا الشمالية لحلحلة ملف النزاع حول الصحراء و استرجاع الدور الاستراتيجي لاوربا بالحوض المتوسطي بعد تركيز الولايات المتحدة أولويات سياستها الخارجية على قضايا تهم مناطق نائية بالمحيطين الهندي و الهادىء .
 
مناورة غونزاليس لايا المعبرة عن مخاوف سياسية داخلية أساسا و خارجية تعكس قلق مدريد من انحسار مناطق نفوذها الخارجي خاصة بالواجهة الأطلسية، و مبادرة الحزب الشعبي الاسباني الى توربط أكبر للمجموعة الاوربية في الملفات الإقليمية الحساسة يتقاطعان في بؤرة الدفاع عن المصالح الجيوستراتيجية الاسبانية المهددة بتغيرات جذرية و متصاعدة لموازين القوة الإقليمية وضمنها موقع المغرب و قدراته الاقتصادية و العسكرية الدبلوماسية المتصاعدة و التي تشكل مصدر قلق مستمر لإسبانيا المتشبعة بارثها الاستعماري .
 
حين دعت الخارجية المغربية المجموعة الاوربية الى حسم موقفها فيما يتعلق بموضوع الصحراء المغربية و الكف عن الالتزام بمنطقة الحياد المخادع فإنها حركت بكفاءة و احترافية حجرا ثقيلا في بركة الاتحاد الأوربي المتيقن منذ مدة بأن مستويات التعامل مع قضايا الشراكة و الجوار المغربي لا يمكن ان تستمر بنفس الرؤية المتعالية و الوصائية طالما أن الرباط أضحت تمتلك اليوم العديد من أوراق الضغط و ما يكفي من البدائل الجيواقتصادية و الاستراتيجية لقطع صلاتها مع واجهتها الشمالية , خاصة بالنظر الى المؤهلات و المغريات التي أضحت تسيل في عالم اليوم لعاب ة اعتمام العديد من الشركاء و القوى النافذة التي ستقتنع بفضيلة الشراكة المبنية على معادلة المصالح المشتركة و الاحترام المتبادل و ليس المؤسسة على منطق الوصاية و الاستنزاف و الانتهازية .
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار