Quantcast
2025 مارس 24 - تم تعديله في [التاريخ]

"ليكن غذائي علاجي و دوائي غذائي"

العلم تحاور الدكتور محمد بوتخيل طبيب في حديث عن التمور و الصحة في رمضان


"ليكن غذائي علاجي و دوائي غذائي"
العلم الإلكترونية - حاوره محمد بلبشير 
 
إن التمر يشكل جزءا مهما من المائدة الرمضانية، و الإفطار عليه في رمضان سنة نبوية، الحكمة من ورائها تعويض الجسم عن نقص السكريات و الطاقة في الجسم ، و توفير طعام سريع الامتصاص لمعدة الصائم المسترخية ..و لذلك ينصح خبراء التغذية بتناول بضع تمرات عند الإفطار لأنها سريعة الهضم و الامتصاص خلال ساعة ، و هي كفيلة بالإسراع في إمداد الجسم بالطاقة و التعويض عن نقص العناصر المعدنية و الفيتامينات و الكربوهيدرات..
 
في هذا الإطار التقت العلم بوجدة الدكتور محمد بوتخيل طبيب بالقطاع الخاص حيث أجرينا معه الحوار التالي :
 

ما هي فوائد التمر بالنسبة لجسم الإنسان ؟

ما يقوم به التمر ناجم عن ما به من مواد سليوزية تساعد المعدة في العملية الهضمية، وكذلك تنظيفها وتطهيرها، والصحيح أنه من الأفضل الاكتفاء بالتمر وبعض السوائل كالقهوة والماء أو العصير مثلاً، ثم الذهاب لأداء صلاة المغرب ومن ثم العودة لإكمال الإفطار ،يحد التمر من نهم الصائم، فلا يقبل على المائدة ليلتهم ما عليها بعجلة دون مضغ أو تذوق، كما أن المعدة تستطيع هضم المواد السكرية من التمر خلال نصف ساعة، فيزول الإحساس بالدوخة والتعب سريعاً، كما أنه غني بالسكريات الأحادية التي تعطي سعرات حرارية عالية في فترة زمنية قصيرة لسهولة هضمه وامتصاصه، لذلك أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الصائمين بأن يبدؤوا إفطارهم برطب أو تمر لكي يعوّضوا ما فقدوه من سكريات في يوم صيامهم..
 

هل لكم أن تحدثوا القارئ عن تاريخ التمر كغذاء أساسي ؟

تشكل التمور التغذية الأساسية لسكان الواحات ، و هي معروفة منذ ما يزيد عن 4000 سنة ، اذ كانت قبل اكتشاف السكر في القرن الخامس عشرة تستعمل لتحلية الأطعمة و المشروبات ، و قد استعملت كذلك كدواء عند الرومان قديما ، و هي فاكهة شبه مقدسة عند العرب و المسلمين إذ يكثر استعمالها في المناسبات الدينية كرمضان و الأعياد و الأفراح ..
 

ما هي مكونات التمور الغذائية ؟

تتكون التمور من السكريات و الفيتامينات و الأملاح المعدنية و الألياف النباتية ، مما يجعل منها مادة سهلة الهضم تمر مباشرة إلى الأمعاء دون أن تتطلب تدخل المعدة ، و قد تأكد طبيا أن طريقة تناول التمر قبل الأكل عند سكان الواحات هي طريقة صحية إذ أنها تلبي الحاجيات الملحة للجسم من السكريات و تغسل الأمعاء من التلوث و تهيئها أكثر للهضم و تحد من الأكل المفرط .هذه السكريات المركبة من الكلوكوز و الفركتوز تتميز بسرعة الهضم و الامتصاص و المرور الى الدم ، و دورها يكمن في إنتاج الطاقة الضرورية للعضلات ، و هي نوع من الطاقة أفضل من النوع الذي تنتجه الدهون اذ يكفي نصف كيلو غرام من التمر لتغطية الاحتياج اليومي للإنسان العادي ، هذا الاحتياج الذي يرتفع مع الجهد العضلي عند الرياضيين و ذوي الأعمال الشاقة .، لهذا فان تناول التمور عند هؤلاء تقي من التعب السريع و تعطي القوة للجسم و تحافظ على صحة العضلات .. من جهة لأخرى تعتبر التمور المادة الوحيدة التي يمكن للرضيع تناولها ابتداء من شهره الثاني و ذلك لاحتوائها على مكونات طبيعية من فيتامينات و أملاح معدنية تساهم في نموه و تلعب دورا مهما في تنمية العظام عند الطفل و المحافظة على هشاشتها عند المسن بفعل مادة الكالسيوم و الفوسفور و فيتامين "د".كما أنها تغذي خلايا الأعصاب و المخ بفضل وجود المانيزيوم و فيتامين "ب" مما ينتج عنه تهدئة الأعصاب و المساعدة على التركيز عند الذين يقومون بمجهودات فكرية من باحثين و طلبة و رجال العلم .أما فيتامين "أ" فانه يساعد على اعطاء قوة للنظر و بريق للعين ، و هذه الصفة من سمات سكان مناطق الواحات .
 

ما هو في نظركم المفعول الغذائي للتمور بالنسبة للصائم ؟

إن تناول التمور بتوازن يخفف و يقي من حدة عواقب فقر الدم بفضل وجود الحديد و المانيزيوم و يشكل تغذية للمرأة الحامل و أثناء الوضع و الرضاعة نظرا لاحتوائها على هرمون البروستاكلدين الضروري لتوازن عضلات الرحم .أما الألياف النباتية المكون الأساسي للتمور فإنها ضرورية في كل تغذية صحية إذ تلعب الدور المحوري في توازن الجهاز الهضمي و محاربة القبض خاصة عند المسنين و الذين لا يتحركون كثيرا ، و قد يكفي 100 غرام من التمر لتغطية ما يناهز الثلث من الاحتياج اليومي للجسم لهذه المادة .
 
كل هذه المزايا الغذائية تجعل من التمور فاكهة صحية بامتياز يتناولها الرضع و المسنون و المرأة الحامل على السواء نظرا لمكوناتها المفيدة لجسم الإنسان إلا أن السكريات المتواجدة فيها يجب أن تحد من الإفراط من تناولها عند مرضى السكري المزمن و كل الذين يتابعون حمية بدون سكريات..

 

بماذا تنصحون الصائم بخصوص تناول التمور ؟

يعد التمر أحد أشهر علاج لمرض الأنيميا، خصوصاً بين الأطفال والحوامل وأمراض القلب، لما يحتويه من الحديد، بالإضافة إلى أنه يمنح مناعة ضد أمراض السرطان لاحتوائه على المغنيسيوم الذي له دور كبير في مقاومة الأمراض الفيروسية .. و خير نصيحة أوجهها للصائمين الذين يشعرون بالدوخة والتراخي واضطراب البصر بتناول بضع تمرات عند إفطارهم، فتزول عنهم تلك الدوخة خلال نصف ساعة من تناولهم التمر، كما أن تناوله قبل دخول أي طعام للجسم، لاسيما بعد الصوم له فوائد عظيمة..

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار