استثمر ماسك 100 مليون دولار في شركة نيورالينك العام الماضي
يسعى ثاني أغنى رجل في العالم، عبر شركته الجديدة "نيورالينك"، التي أطلقها إيلون ماسك مع نصف دزينة من الباحثين والأساتذة وخبراء الصناعة في عام 2016، إلى زرع شريحة كمبيوتر، بحجم عملة معدنية كبيرة في الدماغ البشري، عبر روبوت، وستقوم بتوصيل الدماغ لاسلكياً بالعالم الرقمي، بدايةً من الهاتف المحمول، وفقاً لما نشرته لشبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
تكنولوجيا الشرائح الدماغية قديمة
في حين أن كل هذا قد يبدو مستقبلياً، إلا أن تقنية BCI موجودة منذ عدة عقود، وفقاً لـ جون دونو، أستاذ علوم الأعصاب والهندسة بجامعة براون: "لقد زرعنا نظاما مشابهاً جداً لنظام نيورالينك في البشر في أوائل العقد الأول من القرن الحالي".
شهدت العديد من الدراسات أن المشاركين من البشر المصابين بالشلل والذين تم إعطاؤهم غرسات BCI يتحكمون في أطرافهم المشلولة، أو التسوق عبر الإنترنت بمجرد التفكير في تحريك مؤشر الكمبيوتر أو الماوس.
إلا أن شريحة "نيورالينك" سيكون لديها العديد من نقاط الاتصال مع الدماغ مقارنة بشرائح BCIs الموجودة حالياً وتستخدم عبر أكثر من 300 ألف شخص حول العالم.
ماسك الذي قاد "تسلا" من حافة الإفلاس، وصولاً لقائمة أكبر 500 شركة أميركية، فضلاً عن انتشال "سبيس إكس" من الدمار لتصبح "تاكسي" ناسا الفضائي مؤخراً، أشار إلى أن شريحة BCIs المزمع تركيبها في الدماغ البشري ستكون عملية بسيطة أشبه بعمليات الليزك.
الشهرة والتمويل مفتاحي النجاح
ويقول المتفائلون من العلماء والباحثين أن قدرة "ماسك" في جمع التمويل و المواهب عبر إثارة الحس البحثي قد يكونا مفتاحي النجاح.
في عام 2019، استثمر ماسك 100 مليون دولار في شركة نيورالينك، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، وجمعت الشركة تمويلات بقيمة 158 مليون دولار، وفقًا لـ PitchBook.
وقال الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الحيوية بجامعة بيتسبرغ، تاكاشي كوزاي، إنه أجرى مقابلة مع أحد "المطلعين" السابقين في نيورالينك، والذي أخبره عن إنفاق الشركة بسخاء على الأبحاث، فإذا أرادوا قطعة من المعدات لتجربة شئ ما فستكون موجودة في اليوم التالي حتى لو كلفت ملايين الدولارات، وحتى لو تم استخدامها مرة أو مرتين فقط.
وأشار كوزاي إلى أن عملية الحصول على التمويل في البحث الأكاديمي أو الحكومي هي عملية شاقة وبطيئة أكثر.
لماذا قد تفشل في النهاية
ورغم السجل الحافل لـ "ماسك"، يرى "كوزاي" أن الدماغ البشري هو المنطقة التي ينهار فيها كل شيء، فعلوم الفضاء والسيارات كان لها أساس تقليدي موجود، فيما لا نفهم كيف يتم تنظيم النشاط العصبي واسع النطاق لإحداث الأفكار والمفاهيم والوعي والأفعال داخل الدماغ". "من الصعب تفكيك الدماغ إذا لم تفهم كيف يعمل."
فيما قال كريستوف كوخ من معهد ألين: "يستغرق الأمر عدة عقود قبل أن يتم تطبيق تقنية مفهومة جيدًا في حيوانات المختبر مثل القوارض والقرود"، فهناك عوامل قانونية وطبية وتنظيمية وبشرية معقدة. نحن نتحدث عن جراحة الدماغ بعد كل شيء ".
بالإضافة إلى اللوائح (بما في ذلك موافقة إدارة الأغذية والعقاقير، من بين أمور أخرى) والمخاوف القانونية والطبية، هناك أيضًا قضايا تتعلق بالخصوصية والأخلاق - يمكن للقراصنة، من الناحية النظرية ، الوصول إلى أدمغة أشخاص آخرين من خلال BCI ، على سبيل المثال.
العلم الإلكترونية - العربية