العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
تأكيد وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب على أن المغرب في تدبير علاقاته الخارجية لم يعد يرتهن الى مقتضيات الجوار الجغرافي بل ينبني على المصداقية و الشراكة البناءة و الموثوقة، موقف مغربي يؤرخ للحظة محورية في مسيرة السياسة الخارجية للمملكة المغربية التي لن تقبل مجددا بترجيح كفة منطق حسن الجوار و المهادنة و المرونة على حساب كفة مصالحها العليا .
تأكيد وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة أمام أعضاء لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب على أن المغرب في تدبير علاقاته الخارجية لم يعد يرتهن الى مقتضيات الجوار الجغرافي بل ينبني على المصداقية و الشراكة البناءة و الموثوقة، موقف مغربي يؤرخ للحظة محورية في مسيرة السياسة الخارجية للمملكة المغربية التي لن تقبل مجددا بترجيح كفة منطق حسن الجوار و المهادنة و المرونة على حساب كفة مصالحها العليا .
التغيير الجوهري في نهج ومستوى صلابة الدبلوماسية المغربية فرضه حسب المتتبعين اضطرارها خلال العقد الأخير الى التعامل السريع والضاغط مع عدد من الأزمات المتتالية التي ترتبط جلها بقضايا جوارية فيما تكتسي البقية طابع الندية واجبارية الرد بأسلوب وخطاب قوي تتطلبه درجة الإضرار بالحقوق ومصالح المملكة لدى الأطراف المقابلة .
في حالة الجارة الشمالية اسبانيا ورغم نوايا ورسائل الود والتقارب المسجلة لدى حكومة مدريد منذ تقلد خوسي مانويل الباريس منصب الخارجية , إلا أن الرباط لم ترضخ بالسهولة المنتظرة للاغراء الرسمي الاسباني وما زالت تتردد في طي صفحة الازمات الثنائية مع مدريد في انتظار ان تقوم الأخيرة بمراجعة جذرية لمواقفها و تصحح نواياها تجاه جارها الجنوبي بمنطق الاحترام و التقدير المتبادل للمصالح المشتركة .
خطوة الرباط الأخيرة بإعادة توصيف الوضع الاداري لبواباتها الجغرافية مع ثغري سبتة و مليلية المحتلين يمثل رسالة مبطنة الى الحكومة الاسبانية مفادها أن المغرب لن يقدم أدنى تنازلات حين يتعلق الأمر بثوايت وحدته الترابية .
جلالة الملك عبر غشت الماضي عن تطلع المغرب لتدشين “مرحلة جديدة وغير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات .
جلالة الملك عبر غشت الماضي عن تطلع المغرب لتدشين “مرحلة جديدة وغير مسبوقة”، في العلاقات بين البلدين الجارين تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات .
من الواضح أن مدريد تحمست فقط للمكاسب الأمنية والاقتصادية التي ستحرزها من طي صفحة الازمة مع الرباط و لم تكترث لما تحتمله هذه الخطوة من التزامات ترتبط أساسا بحرص اسبانيا أيضا على احترام والدفاع عن مصالح حليفها الاستراتيجي الجنوبي و على رأسها صون وحدته الترابية .
مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس , وضع يجب أن يقتنع به ويهضمه جوار المملكة ّإذا كان صادقا على الأقل في مسعاه لصيانة المصالح الاستراتيجية الثنائية، وساعيا بنزاهة لحل الإشكالات العالقة أوالموروثة
منطق التوتر والتصعيد المتعمدين والتشنج والمناورة بخبث وسبق اصرار لن يفيد في شيء في تقدم ورقي المنطقة ولن يشكل بالمطلق سلاحا للضغط على المغرب وحمله على تقديم تنازلات تمس حقوقه الترابية التاريخية المشروعة .
الأمر أشبه بمصارعة طواحين الهواء و الرباط تمتلك في الظرف الراهن بحكم موقع المملكة الاقتصادي والجيواستراتيجي ما يكفي من البدائل للانفتاح على شركاء متعددين يقدمون للمغرب ضمانات و تعهدات ومكاسب سياسية تفوق مصداقية وثقة ما يعلنه بعض جيران المملكة من ود خادع .
في منهاج علاقاته الخارجية المغرب يتبنى خارطة طريق واضحة المعالم لترسيخ مغربية الصحراء وتحصين مكتسبات المملكة في المحافل الدولية .
في منهاج علاقاته الخارجية المغرب يتبنى خارطة طريق واضحة المعالم لترسيخ مغربية الصحراء وتحصين مكتسبات المملكة في المحافل الدولية .
شركاء المغرب والمتعاملون معه من مختلف الجنسيات والقارات يجب أن يدركوا أن الخروج عن اطار هذه الثوابت سيؤدي حتما الى المزيد من التوتر والتصادم الذي لا يفيد في معادلة متطلبات و تحديات عالم اليوم.