Quantcast
2022 يناير 31 - تم تعديله في [التاريخ]

لحظة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة

الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬الجوار‭ ‬ومصالح‭ ‬البلاد‭ ‬العليا


العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

تأكيد‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬أمام‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬علاقاته‭ ‬الخارجية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يرتهن‭ ‬الى‭ ‬مقتضيات‭ ‬الجوار‭ ‬الجغرافي‭ ‬بل‭ ‬ينبني‭ ‬على‭ ‬المصداقية‭ ‬و‭ ‬الشراكة‭ ‬البناءة‭ ‬و‭ ‬الموثوقة،‭ ‬موقف‭ ‬مغربي‭ ‬يؤرخ‭ ‬للحظة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تقبل‭ ‬مجددا‭ ‬بترجيح‭ ‬كفة‭ ‬منطق‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬و‭ ‬المهادنة‭ ‬و‭ ‬المرونة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬كفة‭ ‬مصالحها‭ ‬العليا‭ .‬
 
التغيير‭ ‬الجوهري‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬ومستوى‭ ‬صلابة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المغربية‭ ‬فرضه‭ ‬حسب‭ ‬المتتبعين‭ ‬اضطرارها‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬الى‭ ‬التعامل‭ ‬السريع‭ ‬والضاغط‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬جلها‭ ‬بقضايا‭ ‬جوارية‭ ‬فيما‭ ‬تكتسي‭ ‬البقية‭ ‬طابع‭ ‬الندية‭ ‬واجبارية‭ ‬الرد‭ ‬بأسلوب‭ ‬وخطاب‭ ‬قوي‭ ‬تتطلبه‭ ‬درجة‭ ‬الإضرار‭ ‬بالحقوق‭ ‬ومصالح‭ ‬المملكة‭ ‬لدى‭ ‬الأطراف‭ ‬المقابلة‭ .‬
 
في‭ ‬حالة‭ ‬الجارة‭ ‬الشمالية‭ ‬اسبانيا‭ ‬ورغم‭ ‬نوايا‭ ‬ورسائل‭ ‬الود‭ ‬والتقارب‭ ‬المسجلة‭ ‬لدى‭ ‬حكومة‭ ‬مدريد‭ ‬منذ‭ ‬تقلد‭ ‬خوسي‭ ‬مانويل‭ ‬الباريس‭ ‬منصب‭ ‬الخارجية‭ , ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرباط‭ ‬لم‭ ‬ترضخ‭ ‬بالسهولة‭ ‬المنتظرة‭ ‬للاغراء‭ ‬الرسمي‭ ‬الاسباني‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الازمات‭ ‬الثنائية‭ ‬مع‭ ‬مدريد‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬الأخيرة‭ ‬بمراجعة‭ ‬جذرية‭ ‬لمواقفها‭ ‬و‭ ‬تصحح‭ ‬نواياها‭ ‬تجاه‭ ‬جارها‭ ‬الجنوبي‭ ‬بمنطق‭ ‬الاحترام‭ ‬و‭ ‬التقدير‭ ‬المتبادل‭ ‬للمصالح‭ ‬المشتركة‭ .‬
 
خطوة‭ ‬الرباط‭ ‬الأخيرة‭ ‬بإعادة‭ ‬توصيف‭ ‬الوضع‭ ‬الاداري‭ ‬لبواباتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬مع‭ ‬ثغري‭ ‬سبتة‭ ‬و‭ ‬مليلية‭ ‬المحتلين‭ ‬يمثل‭ ‬رسالة‭ ‬مبطنة‭ ‬الى‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسبانية‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬لن‭ ‬يقدم‭ ‬أدنى‭ ‬تنازلات‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بثوايت‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ .

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبر‭ ‬غشت‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬تطلع‭ ‬المغرب‭ ‬لتدشين‭ ‬“مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة”،‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الجارين‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الثقة‭ ‬والشفافية‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬والوفاء‭ ‬بالالتزامات‭ .‬
 
من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬مدريد‭ ‬تحمست‭ ‬فقط‭ ‬للمكاسب‭ ‬الأمنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬ستحرزها‭ ‬من‭ ‬طي‭ ‬صفحة‭ ‬الازمة‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬تكترث‭ ‬لما‭ ‬تحتمله‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬من‭ ‬التزامات‭ ‬ترتبط‭ ‬أساسا‭ ‬بحرص‭ ‬اسبانيا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬حليفها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الجنوبي‭ ‬و‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬صون‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ .‬
 
مغرب‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬مغرب‭ ‬الأمس‭ , ‬وضع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقتنع‭ ‬به‭ ‬ويهضمه‭ ‬جوار‭ ‬المملكة‭ ‬ّإذا‭ ‬كان‭ ‬صادقا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬مسعاه‭ ‬لصيانة‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الثنائية،‭ ‬وساعيا‭ ‬بنزاهة‭ ‬لحل‭ ‬الإشكالات‭ ‬العالقة‭ ‬أوالموروثة
 
منطق‭ ‬التوتر‭ ‬والتصعيد‭ ‬المتعمدين‭ ‬والتشنج‭ ‬والمناورة‭ ‬بخبث‭ ‬وسبق‭ ‬اصرار‭ ‬لن‭ ‬يفيد‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬ورقي‭ ‬المنطقة‭ ‬ولن‭ ‬يشكل‭ ‬بالمطلق‭ ‬سلاحا‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬وحمله‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬تمس‭ ‬حقوقه‭ ‬الترابية‭ ‬التاريخية‭ ‬المشروعة‭ .‬
 
الأمر‭ ‬أشبه‭ ‬بمصارعة‭ ‬طواحين‭ ‬الهواء‭ ‬و‭ ‬الرباط‭ ‬تمتلك‭ ‬في‭ ‬الظرف‭ ‬الراهن‭ ‬بحكم‭ ‬موقع‭ ‬المملكة‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والجيواستراتيجي‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬للانفتاح‭ ‬على‭ ‬شركاء‭ ‬متعددين‭ ‬يقدمون‭ ‬للمغرب‭ ‬ضمانات‭ ‬و‭ ‬تعهدات‭ ‬ومكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬تفوق‭ ‬مصداقية‭ ‬وثقة‭ ‬ما‭ ‬يعلنه‭ ‬بعض‭ ‬جيران‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬ود‭ ‬خادع‭ ‬‭.‬‬

في‭ ‬منهاج‭ ‬علاقاته‭ ‬الخارجية‭ ‬المغرب‭ ‬يتبنى‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬لترسيخ‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬وتحصين‭ ‬مكتسبات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬‭ .‬
 
شركاء‭ ‬المغرب‭ ‬والمتعاملون‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬والقارات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬اطار‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬سيؤدي‭ ‬حتما‭ ‬الى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬والتصادم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬في‭ ‬معادلة‭ ‬متطلبات‭ ‬و‭ ‬تحديات‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭.‬
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار