العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط
عشية شروع مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء في مناقشة مسودة مشروع قرار جديد حول الصحراء أعدته الولايات المتحدة الأمريكية بتنسيق مع تمثيليات مجموعة أصدقاء الصحراء المغربية بالأمم المتحدة , كثف اللوبي الانفصالي بقيادة الجزائر تحركاته ومناوراته بنيويورك و بمختلف العواصم النافذة بهدف الضغط على أعضاء المجلس و دفعهم إلى تعديل فقرات من مسودة المشروع الأمريكي الصياغة لا تخدم الأجندة المصلحية لقصر المرادية .
بعد أن أخفق المبعوث الأممي السابق كريستوفر روس بخرجته الأخيرة المناهضة للمغرب في التأثير على قناعات أعضاء مجلس الأمن الدولي نتيجة تآكل مصداقيته السياسية بعد أن سخر إلى جانب مواطنه مستشار الأمن القومي الأمريكي المطرود جون بولتون، وضعهما الاعتباري في خدمة أجندة الانفصاليين و رهن إشارة الجزائر، وفشلت أيضا حفيدة الرئيس المغتال كينيدي، المدعوة كيري و معها منظمة العفو الدولية, في الضغط على واشنطن لتضمين مشروع القرار توصية بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو، لجأت الجزائر إلى أسلوب العصابات الدبلوماسية عبر ابتزاز الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن و تهديدهم بتجميد مصالحهم الاقتصادية بالجزائر في حالة إعراضهم عن الدفاع عن المواقف الجزائرية بالجلسة ما قبل الأخيرة لمجلس الأمن قبل اعتماد القرار الجديد المتعلق بملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية .
الجزائر التي استشعرت معالم و مؤشرات الهزيمة المذلة و الاندحار الحتمي في جوهر المسودة الأمريكية للقرار الأممي المطروحة للمصادقة، سارع مبعوثها المكلف بملف الصحراء عمار بلاني إلى مهاتفة سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا العضو الدائم بمجلس الأمن و أحد الحائزين على حق النقض بالجهاز التنفيذي الأممي .
المكالمة الهاتفية تناولت ما وصفتها قصاصة لوكالة الانباء الجزائرية المباحثاث الجارية حول تمديد عهدة بعثة المينورسو و تنسيق جهود البلدين .
قصر المرادية الذي أعلن رسميا انسحابه من مسار الموائد المستديرة الذي ترعاه الأمم المتحدة سارع في خطوة استباقية لزعزعة ثقة و استقرار المبعوث الشخصي للأمين العام المعين حديثا و مقايضة مجلس الأمن بمنطق تزكية المسلسل السياسي الأممي في مقابل خضوع قرارات و مواقف مجلس الأمن لأجندة و مزاج حكام الجزائر .
سلوك الابتزاز الملازم للعلاقات الخارجية للنظام الجزائري، استهدف مجددا و بشكل مركز فرنسا حليفة الرباط التاريخية التي أكدت صحيفة الشروق المقربة من الجنرالات نقلا عن مصادر دبلوماسية أن باريس رفضت إدخال تعديلات على مشروع قرار مجلس الأمن تتضمن تغييرا في مهام بعثة المينورسو .
الصحيفة الجزائرية أكدت أن الموقف الفرنسي المساند للمغرب سيضاعف منسوب التوتر الحاصل بين الجزائر و باريس التي تدرك حسب اعتراف الشروق أن القضية الصحراوية تعتبر من بين المسائل الحيوية بالنسبة للأمن القومي في الجزائر، مما يبدد بالمطلق و يدحض الرواية الرسمية للنظام الجزائري الذي يدعي دور الملاحظ في نزاع يقر بغباء و بديهية أنه حيوي بالنسبة لأمنه القومي.