Quantcast
2025 مارس 3 - تم تعديله في [التاريخ]

فيروس كورونا جديد في الخفافيش يثير القلق العالمي..

الطيب حمضي يطمئن: الفيروس تحت المراقبة وهذه خطط المواجهة


العلم - ليلى فاكر

أعلن علماء في معهد ووهان للفيروسات في الصين، عن اكتشاف فيروس كورونا جديد مصدره الخفافيش، يحمل اس «HKU5-CoV-2»، ويتمتع بقدرة على دخول الخلايا البشرية بطريقة تشبه فيروس كوفيد-19. ورغم عدم تسجيل أي إصابات بشرية حتى الآن، فإن هذا الاكتشاف أثار مخاوف دولية، خاصة مع ارتفاع أسهم شركات اللقاحات، ما يعكس القلق المتزايد من الأوبئة التي قد تنجم عن الفيروسات الحيوانية.

وكشف تقرير نشره موقع بلومبرغ، أنه تم العثور على الفيروس في سلالات محدودة من خفافيش «بيبيستريلوس» بمقاطعات صينية مختلفة، من بينها قوانغدونغ، فوجيان، تشجيانغ، آنهوي، وقوانغشي. وأظهرت التحليلات أنه ينتمي إلى نفس عائلة فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، لكنه لا يعد قريبًا من SARS-CoV-2، الفيروس المسؤول عن جائحة كوفيد-19.

وأكد نفس المصدر أن، أحد أسباب القلق المتزايد حول HKU5-CoV-2 هو قدرته على دخول الخلايا البشرية عبر مستقبل ACE2، وهو البروتين الذي استخدمه SARS-CoV-2 للانتشار وإحداث العدوى. كما أظهرت التجارب المخبرية أن الفيروس قادر على إصابة مجموعة واسعة من الثدييات، ما يزيد من احتمالات انتقاله بين الأنواع المختلفة.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور الطيب حمضي طبي وباحث في النظم الصحية، أن الإعلان عن هذه الدراسة العلمية التي اكتشفت نوعًا جديدًا من فيروس كورونا لا يدعو للقلق، مشيرًا إلى أن لهذا البحث أهمية على مستويين.

وأوضح حمضي في تصريح ل»العلم»، أن الدراسة كشفت عن رصد نوع من فيروسات كورونا لدى الخفافيش في مختبر صيني، يتميز بامتلاكه مستقبلات في خلايا الجهاز التنفسي البشري مشابهة لتلك التي تميز فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)، الذي انتشر في السعودية ومصر والإمارات عام 2011 عبر الجمال، وكانت نسبة الوفيات بسببه مرتفعة، إذ بلغت حوالي 30بالمائة.

وأضاف الطبيب، أن الدراسة أشارت، من الناحية النظرية، إلى أن هذا الفيروس يمتلك القدرة على الانتقال إلى البشر، لكن حتى الآن لم يتم تسجيل أي إصابة بشرية فعلية، مما يجعله مجرد احتمال نظري. ومع ذلك، يثير هذا الاكتشاف مخاوف لدى الخبراء بشأن إمكانية انتقال الفيروس إلى الإنسان مستقبلاً وتحوله إلى جائحة جديدة.

وأشار المتحدث، إلى أن البحث العلمي يعمل في هذا السياق على محورين رئيسيين: الأول هو دراسة هذه المستقبلات وفهم آليات انتقال الفيروس وكيفية الوقاية منه، والثاني هو الاستعداد المسبق لمواجهته في حال تحوله إلى جائحة، وهو ما يفسر الارتفاع الكبير الذي شهدته أسهم شركات الأدوية في البورصة نهاية الأسبوع الماضي، مما يعكس اهتمام الأوساط العلمية والاقتصادية بإيجاد حلول استباقية.

وأوضح حمضي أن الفيروسات تنتقل عادة بين الحيوانات من نفس الفصيلة، لكن في بعض الحالات تحدث طفرات وراثية تتيح انتقالها إلى حيوانات من فصائل مختلفة، مما يزيد من احتمالية انتقالها إلى البشر. وحتى في حال انتقال الفيروس إلى الإنسان، فإنه يحتاج إلى طفرات إضافية ليصبح قادرًا على الانتقال من شخص لآخر، وهو ما يؤدي في النهاية إلى ظهور جائحة.

وأكد أن هناك العديد من الفيروسات حول العالم تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، لكنها تخضع لمراقبة دقيقة بهدف منع انتشارها وتحولها إلى أوبئة. ويقدر العلماء وجود حوالي 1.7 مليون فيروس غير مكتشف حتى الآن، من بينها أكثر من 800 ألف فيروس يُحتمل أن تنتقل إلى البشر مستقبلاً. لذا، فإن اكتشاف هذه الفيروسات في المختبرات يُعدّ تنبيهًا لأهمية الحفاظ على التوازن البيئي للحد من حدوث الطفرات، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ التدابير الاستباقية لحماية الصحة العامة والاستعداد لمواجهة أي تهديد وبائي محتمل.

رغم هذه المخاوف، يرى بعض الخبراء أن التهديد قد يكون محدودًا. وأوضح الدكتور مايكل أوسترهولم، خبير الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، أن المناعة المكتسبة بعد كوفيد-19 قد تقلل من خطر تفشي أي فيروس جديد من عائلة كورونا. كما أشارت دراسات أولية إلى أن قدرة HKU5-CoV-2 على الارتباط بمستقبل ACE2 البشري أضعف بكثير من SARS-CoV-2، مما يقلل من فرص انتشاره بين البشر.

يشير العلماء إلى أن هناك العديد من فيروسات كورونا التي لم تنتقل إلى البشر، وما زالت الأبحاث جارية لفهم مدى إمكانية انتقال HKU5-CoV-2 للبشر. ورغم قدرته على دخول الخلايا البشرية، إلا أن طريقة دخوله تختلف عن SARS-CoV-2، مما يجعله أقل خطورة في الوقت الحالي. ومع ذلك، يظل هذا الاكتشاف تذكيرًا بضرورة مراقبة الفيروسات الحيوانية عن كثب، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من مخاطر ظهور أوبئة جديدة قد تهدد الصحة العالمية.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار