العلم الإلكترونية - محمد بشكار
أنْظُرُ ولا أمْلكُ مِنْ قواي المُسْتَلبة غير النَّظر، لا أمْلكُ إلا أنْ أنتظر ولكن على أرْضٍ صلْبة تحْتملُ موقفاً ثقيلا، شتَّان بين الأثر البليغ الذي يُحْدِثُهُ الرأي العام، وذاك الذي يُبَلوِرهُ النَّعام، أقْفز أحياناً في مكاني كَمنْ يُساوِره وهْمُ السُّقوط في هاويةٍ، يا لَلْهَلَع الَّذي ركِبنِي من فَرْط إدماني لجُرعاتِ مشاهد الدّمار في غزّة، فما بالُكَ من يعيشها مُترقباً بين حينٍ وآخر، قذيفةً قدْ تَدْفنهُ حيّاً تحت سقْفٍ أو جِدار !
نَنْظُر جميعا فُرادى أوْ قطيعاً، ولا نملك لنُصرة أهالينا في غزّة إلا النَّظر، أنا أيضاً أصبحتُ أسْمَع صفَّاراتِ الإنْذار، ولكن ليْست كالتي تُنْذر بحِمَم طائراتٍ ستقْصِفُ الأبرياء بعد قليل، إنّما هي صفَّاراتٌ تَضِجُّ فقط في رأسي بسبب ارْتِفاع ضَغْط الدَّم وتمدُّد الفتيل مع العروق، لا أعْرفُ هلْ أبْكي أمْ أضْحكُ حين ينْصحُني صديقي الطَّبيب بِتجنُّب التوتُّر والغضب، يَنْصحني أنْ أضع الأعْصاب في ثلاجةٍ مع البقدونس والجَزَر، أنْ أتعامل مع كُلِّ الأعْطَاب التي يُسبِّبُها البَشر للْبَشر، كأنِّي أعيشُ بمعْزِلٍ عن العالم في كوْكب آخر، والحقيقةُ أنِّي لا أسْتطيع أن أتَبرّأ من إنْسَانيتي كي أُصَنَّفَ قِطّاً مُدلّلاً أو غزالاً، أنْ أبْقى مَكْتوفَ الأيْدي أمام الظُّلم ولوْ بتعبيرٍ غيْر أخرس، ولَكَم أغْبِط هذه الأيّام صوتَ المِلْعقة حين نُحرِّكُها في فنْجان، وأنا أنظر لتواطُؤاتِ بعْض المُثقَّفين مع همجيَّةِ العدوان الإسرائيلي الغاشم، كيف أمْتثِل لنصائح صديقي الطّبيب كيْ لا أُرْبك توازُن السّاعة البيولوجية لنفْسِيَّتي، حقّاً إنَّ تَجرُّع السُّم أهْون بكثير من العيْش في نفْس الخُمِّ مع دواجن الخِذْلان، لا أستطيع أنْ أقف في الحِياد مُعلَّقاً بين الوجود والعدم، ومن حقِّ المُقاومة الفلسطينية ولوْ قادها الشيطان، أن تُعلنَها بِتصْعيدٍ أقْصى إما بلاد أو استشهاد !
أنْظرُ وليتني أُفرِّج كُرْبتي بالنَّظر، وما أكْثَر ما يَحْمِلُني ذُهولي على أجْنِحةٍ من هواء، أسْتسلِم لِلْمشْي هرباً من أنْ أصْبح هدفاً سهلاً لِمنْ هُمْ دون هدف، عجباً ما لي بيْنَ طأْطأة وقوْقأةٍ أرفع رأسي مُكابِراً حَذِراً، أحدِّقُ كأنِّي أتبيَّن هل من شظيَّة قادمةٍ من السّماء، صحيح أنَّنا لسْنا في غزّة، ولكن الأصَح دون حاجة لِذرِّ الملْح على الجُرح، أنّنا جميعاً مقْصُوفون في آدميَّتِنا بمدفعية العنف الرمزي، مع ذلك الفرْق البسيط الذي يجْعلنا مُجرَّد جُثثٍ تَشْغل حيِّزاً في الحياة دون جدوى، يا للهوان، لا نملكُ إلا أنْ نُواكِب كأنَّنا نُنْجز تحقيقا إجرامياً لعدالة التاريخ، لا نمْلكُ إلا أنْ نتمطَّى مُتثائبين مع صفِّ الجنازات الطويل بأطفال غزّة الأبرياء، أوْ نُشغِّل العدّاد كما يصْنع سائق طاكْسي، ليس لنتقاضى ثمن مسافة يَمْشيها المُهَجَّرُ في الحريق، إنما لِنُسجِّل بقتيلٍ جديد، رقماً التحق بشهداء ارتقوا تباعاً في مواكبْ !
أنْظُر ويا ليتني أعمى كما قال الشاعر محمد بنطلحة، أنا وأنتَ وكلُّ العالم ينْظر من ثُقْبِ الباب، عيْنٌ على التِّلفاز تتلمَّس طريقها بين الأشلاء والدخان دون عُكَّاز، وأخْرى تمْتطي أصبعاً يُمارسُ رياضة التَّزحْلُق على الهاتف، يَا لَبُرودتنا التي أفْقدتِ الأنْفس أجمل إحساس، ألا ليْتنا نتوصّل ببعض الدم الذي يتبرّع بنزيفه أهالينا في مجْزرة غزّة، ليْتنا نكْتسِب بدم الشهداء بعْض الحياء ولا نُطبِّع حتّى مع الألم !
أُنظُرْ ولا تَخَفْ يا رفيقي، لستَ في غزَّة التي ابْتكرت النّازية الصّهْيونية من ضحاياها تحْت الأنقاض هيروشيما جديدة، أنتَ وأنا في مأْمنٍ بالبيْت نجْترُّ كأيِّ بهيمةٍ بالإسطبل القُوت وننْتظر الموت، لا تخفْ ما منْ شيءٍ يَطير فوق رؤوسنا أو يُغِير، اللَّهم بعْضُ الذُّباب الذي يتناوبُ على لسْع الأذُن، ماذا لو تَحوّلت الذُّبابة إلى دَبّابة هل تسْتجمِع قواكَ الخائِرة لتُقاتل، أو ماذا لو حلّقت عِوض الذُّبابة طائرةٌ حربيةٌ من طِراز إف-35 الفاشل، هل يسْتوي الطَّنين مع الهدير، أبداً يا رفيقي.. وإلا كان اسْتَوى الكفاحُ المُسلَّح في فلسطين، مع المُسْتنْقع العربي المُنْبطِحْ !
أنْظُرُ ولا أمْلكُ مِنْ قواي المُسْتَلبة غير النَّظر، لا أمْلكُ إلا أنْ أنتظر ولكن على أرْضٍ صلْبة تحْتملُ موقفاً ثقيلا، شتَّان بين الأثر البليغ الذي يُحْدِثُهُ الرأي العام، وذاك الذي يُبَلوِرهُ النَّعام، أقْفز أحياناً في مكاني كَمنْ يُساوِره وهْمُ السُّقوط في هاويةٍ، يا لَلْهَلَع الَّذي ركِبنِي من فَرْط إدماني لجُرعاتِ مشاهد الدّمار في غزّة، فما بالُكَ من يعيشها مُترقباً بين حينٍ وآخر، قذيفةً قدْ تَدْفنهُ حيّاً تحت سقْفٍ أو جِدار !
نَنْظُر جميعا فُرادى أوْ قطيعاً، ولا نملك لنُصرة أهالينا في غزّة إلا النَّظر، أنا أيضاً أصبحتُ أسْمَع صفَّاراتِ الإنْذار، ولكن ليْست كالتي تُنْذر بحِمَم طائراتٍ ستقْصِفُ الأبرياء بعد قليل، إنّما هي صفَّاراتٌ تَضِجُّ فقط في رأسي بسبب ارْتِفاع ضَغْط الدَّم وتمدُّد الفتيل مع العروق، لا أعْرفُ هلْ أبْكي أمْ أضْحكُ حين ينْصحُني صديقي الطَّبيب بِتجنُّب التوتُّر والغضب، يَنْصحني أنْ أضع الأعْصاب في ثلاجةٍ مع البقدونس والجَزَر، أنْ أتعامل مع كُلِّ الأعْطَاب التي يُسبِّبُها البَشر للْبَشر، كأنِّي أعيشُ بمعْزِلٍ عن العالم في كوْكب آخر، والحقيقةُ أنِّي لا أسْتطيع أن أتَبرّأ من إنْسَانيتي كي أُصَنَّفَ قِطّاً مُدلّلاً أو غزالاً، أنْ أبْقى مَكْتوفَ الأيْدي أمام الظُّلم ولوْ بتعبيرٍ غيْر أخرس، ولَكَم أغْبِط هذه الأيّام صوتَ المِلْعقة حين نُحرِّكُها في فنْجان، وأنا أنظر لتواطُؤاتِ بعْض المُثقَّفين مع همجيَّةِ العدوان الإسرائيلي الغاشم، كيف أمْتثِل لنصائح صديقي الطّبيب كيْ لا أُرْبك توازُن السّاعة البيولوجية لنفْسِيَّتي، حقّاً إنَّ تَجرُّع السُّم أهْون بكثير من العيْش في نفْس الخُمِّ مع دواجن الخِذْلان، لا أستطيع أنْ أقف في الحِياد مُعلَّقاً بين الوجود والعدم، ومن حقِّ المُقاومة الفلسطينية ولوْ قادها الشيطان، أن تُعلنَها بِتصْعيدٍ أقْصى إما بلاد أو استشهاد !
أنْظرُ وليتني أُفرِّج كُرْبتي بالنَّظر، وما أكْثَر ما يَحْمِلُني ذُهولي على أجْنِحةٍ من هواء، أسْتسلِم لِلْمشْي هرباً من أنْ أصْبح هدفاً سهلاً لِمنْ هُمْ دون هدف، عجباً ما لي بيْنَ طأْطأة وقوْقأةٍ أرفع رأسي مُكابِراً حَذِراً، أحدِّقُ كأنِّي أتبيَّن هل من شظيَّة قادمةٍ من السّماء، صحيح أنَّنا لسْنا في غزّة، ولكن الأصَح دون حاجة لِذرِّ الملْح على الجُرح، أنّنا جميعاً مقْصُوفون في آدميَّتِنا بمدفعية العنف الرمزي، مع ذلك الفرْق البسيط الذي يجْعلنا مُجرَّد جُثثٍ تَشْغل حيِّزاً في الحياة دون جدوى، يا للهوان، لا نملكُ إلا أنْ نُواكِب كأنَّنا نُنْجز تحقيقا إجرامياً لعدالة التاريخ، لا نمْلكُ إلا أنْ نتمطَّى مُتثائبين مع صفِّ الجنازات الطويل بأطفال غزّة الأبرياء، أوْ نُشغِّل العدّاد كما يصْنع سائق طاكْسي، ليس لنتقاضى ثمن مسافة يَمْشيها المُهَجَّرُ في الحريق، إنما لِنُسجِّل بقتيلٍ جديد، رقماً التحق بشهداء ارتقوا تباعاً في مواكبْ !
أنْظُر ويا ليتني أعمى كما قال الشاعر محمد بنطلحة، أنا وأنتَ وكلُّ العالم ينْظر من ثُقْبِ الباب، عيْنٌ على التِّلفاز تتلمَّس طريقها بين الأشلاء والدخان دون عُكَّاز، وأخْرى تمْتطي أصبعاً يُمارسُ رياضة التَّزحْلُق على الهاتف، يَا لَبُرودتنا التي أفْقدتِ الأنْفس أجمل إحساس، ألا ليْتنا نتوصّل ببعض الدم الذي يتبرّع بنزيفه أهالينا في مجْزرة غزّة، ليْتنا نكْتسِب بدم الشهداء بعْض الحياء ولا نُطبِّع حتّى مع الألم !
أُنظُرْ ولا تَخَفْ يا رفيقي، لستَ في غزَّة التي ابْتكرت النّازية الصّهْيونية من ضحاياها تحْت الأنقاض هيروشيما جديدة، أنتَ وأنا في مأْمنٍ بالبيْت نجْترُّ كأيِّ بهيمةٍ بالإسطبل القُوت وننْتظر الموت، لا تخفْ ما منْ شيءٍ يَطير فوق رؤوسنا أو يُغِير، اللَّهم بعْضُ الذُّباب الذي يتناوبُ على لسْع الأذُن، ماذا لو تَحوّلت الذُّبابة إلى دَبّابة هل تسْتجمِع قواكَ الخائِرة لتُقاتل، أو ماذا لو حلّقت عِوض الذُّبابة طائرةٌ حربيةٌ من طِراز إف-35 الفاشل، هل يسْتوي الطَّنين مع الهدير، أبداً يا رفيقي.. وإلا كان اسْتَوى الكفاحُ المُسلَّح في فلسطين، مع المُسْتنْقع العربي المُنْبطِحْ !