Quantcast
2020 نونبر 15 - تم تعديله في [التاريخ]

غابة الهرهورة رئة العاصمة الرباط التي تنوء بالمشاكل

جماعة الهرورة تلقي بالمسؤولية في مرمى إدارة المياه والغابات، وساكنة المنطقة تخشى ارتياد الفضاء بسبب الاعتداءات المتكررة التي يشهدها المنتزه.


غياب الأمن والنفايات المتراكمة وانتشار الكلاب الضالة العنوان الأبرز للحزام الأخضر

العلم: عبد الإلاه شهبون. ت: حسني

رغم أنه يشكل المتنفس الصحي الوحيد لفئة عريضة من ساكنة الرباط، تمارة والصخيرات، وأيضا للاستجمام أو لممارسة الرياضة، فإن الحزام الأخضر بالهرهورة يعيش وضعا كارثيا، بعدما أصبح مرتعا للكلاب الضالة والمجرمين الذين ينفذون عملياتهم الإجرامية مستهدفين عددا من رواد هذا الفضاء، في ظل غياب الأمن.

وتلعب هذه الغابة البالغة مساحتها 65 هكتارا، دورا إيكولوجيا مهما، من خلال المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي داخل شريط الرباط وتمارة، كما أنه متنفس طبيعي للمدينتين ومتنزه حضري وميدان لممارسة بعض الرياضات، ويمكن اعتباره كذلك الرئة التي توفر للمدينتين هواء نقيا، وتراثا وطنيا، ونموذجا رائدا في ميدان المشاريع البيئية الحقيقية التي كانت من إبداع المغفور له الحسن الثاني طيب الله تراه.

والأكيد أن الحالة المزرية التي يتواجد عليها هذا الفضاء تهدد بتدهوره المستمر وتقليص حجمه وتراجعه بشكل تدريجي.

"العلم" قامت بجولة ميدانية في هذا الحزام الأخضر، ووقف طاقمها عن كثب على المشاكل التي يعاني منها، في مقدمتها النفايات المترامية في أرجائه، وكثرة الكلاب الضالة دون نسيان غياب الأمن مما يعرض سلامة مرتاديه للخطر، والسؤال الذي يطرح نفسه بحدة: من المسؤول المباشر على ما آل إليه الوضع داخل الحزام الأخضر بالهرهورة؟ هل الجماعة الترابية للهرهورة، ممثلة في مصلحة البستنة والمساحات الخضراء؟ أم المسؤولية تتحملها مديرية المياه والغابات؟

- وضع كارثي

وأنت تهم بدخول هذا الفضاء يصادفقك منظر لا يوحي بأنك في الحزام الأخضر للهرهورة، المتنفس الوحيد لساكنة الرباط، تمارة والصخيرات، الأشغال هنا وهناك، وركام النفايات في جميع الجهات، إلى جانب مخلفات الأشجار، وانتشار الكلاب الضالة، وضع يؤشر على أن هذه الغابة التي يقصدها المواطنون لممارسة الرياضة، تعيش حالة كارثية بما تحمله الكلمة من معنى، والغريب أن أشجار النخيل التي تؤثث هذا الفضاء تحتضر، وظهور أعشاب طفيلية، الى جانب الإهمال،حيث أن أشجارها لم تعد تعرف أية عملية التشذيب، مما جعلها تنمو بشكل فوضوي يسيء إلى رونق وجمال الغابة ككل. إضافة إلى الإهمال الذي يطال كذلك المرافق الخاصة بالأطفال.

وبالرغم من المراسلات الموجهة إلى الجهات المعنية والجهود الكبيرة التي بذلتها العديد من الجمعيات والمجتمع المدني قصد حماية هذا الحزام الأخضر وإعادة الروح إليه حتى يصبح في مستوى تطلعات الساكنة، إلا أن الوضع بقي على حاله، وكل طرف يرمي بالكرة في اتجاه الآخر، في تهرب واضح من مسؤولية ما يقع في هذا الفضاء الأخضر.

- غياب الأمن

بات العديد من مورتادي الحزام الأخضر بالهرهورة يخشون ولوج هذا الفضاء بسبب غياب الأمن الذي يعكر عليهم هدوء ممارسة الرياضة مع أطفالهم، إذ تشتكي هذه الغابة المتنفس الوحيد لديهم التابع نفوذها الإداري للعاصمة الرباط من غياب الأمن، فتحوّلت إلى أوكار للصوص والمنحرفين والأفعال المشبوهة مما يهدد سلامة المتجولين بها، بحيث عاد ة ما يستهدف المنحرفون المتنقلين، وعلى الرغم من صبو السلطات إلى تحقيق ذلك العنصر الهام إلا أننا نسجل غياب الأمن بصفة كلية خلال بعض الفترات لاسيما في الساعات الأخيرة من المساء وهي فرصة سانحة لهؤلاء المجرمين، وعادة ما يكون العنصر النسوي هو المستهدف على خلاف الرجال، مما يحرم هذه الفئة من ممارسة هوايتها المفضلة بهذا الفضاء الوحيد بالمنطقة.

وعبرت الساكنة عن تخوفها من ولوج هذا الفضاء بسبب مشكل انعدام الأمن، خصوصا بعدما وصل إلى علمها خبرتعرض مجموعة من النساء لاعتداءات من طرف بعض المنحرفين، والسطو على أحذيتهن الرياضية، وكذا عملية الاعتداء التي تعرض لها مهندس دولة رفقة أسرته.

من يتحمل المسؤولية

كل جهة تحمل مسؤولية الإهمال الذي يتعرض له الحزام الأخضر للهرهورة للجهة الأخرى، فالجماعة الحضرية للهرهورة نفت علاقتها بهذا الفضاء، بذريعة أنه تابع للعاصمة الرباط، ومهمتها تقتصر فقط على تقديم المساعدة قدر المستطاع، خصوصا في فترة الصيف موعد المخيمات، من قبيل الإنارة ومحاربة الكلاب الضالة، لكن عندما توجهنا إلى المندوبية السامية للمياه والغابات فقد حملت بدروها المسؤولية للمجالس المنتخبة، مؤكدة أن مهمتها منحصرة في حماية النباتات وتجهيزات الغابة، أما الأمن فمن اختصاص الدولة.

وقال عبد الإلاه الخرويض المدير الإقليمي للمياه والغابات بالرباط، بأنهم سيعملون بداية من السنة المقبلة لكي يصبح الحزام الأخضر نموذجا يحتدى به، من خلال ربطه بكاميرات للمراقبة عن بعد، مضيفا أن إدارة المياه والغابات انتهت من الدراسة بشأن هذا الموضوع.

عبد الإلاه الخرويض المدير الإقليمي للمياه والغابات بالرباط

أنجزنا الكثير بهذا الفضاء الأخضر ومشروع تثبيت كاميرات المراقبة سينطلق السنة المقبلة

أكد عبد الإلاه الخرويض، المدير الإقليمي للمياه والغابات بالرباط، أن غابة الهرهورة ضاربة جذورها في التاريخ، حيث تم إحداثها منذ 70 سنة، وتقع على مساحة تقدر بـ 65 هكتارا، وهي غير طبيعية، بمعنى أنها اصطناعية، مضيفا في تصريح لـ "العلم" أن إدارة المياه والغابات قامت بتشجيرها، لتصبح فضاء أخضر، تتوفر على ثلاثة أصناف نباتية هي الصنوبر والكاليبتوس والأكاسيا، كما توجد داخل الفضاء الأخضر وحدة تابعة للمياه والغابات مهمتها تتبع الحزام الأخضر للهرهورة، تضم مهندس دولة وعناصر من المياه والغابات والأمن الخاص التي تساعده في هذه المهمة.

وتابع المتحدث، أن دور إدارة المياه والغابات أساسي فيما يخص تدبيرالحزام الأخضر للهرهورة، مؤكدا أنهم قاموا بالعديد من الإنجازات داخل الغابة كالممرات والفضاءات لممارسة الرياضة، وحاويات القمامة، إضافة إلى كراسي وطاولات لتناول بعض الوجبات.

وذكر عبد المسؤول ذاته، بالأشغال البيولوجية داخل الفضاء الأخضر، والمتمثلة في أشغال التنقية، وقال "رغم أن الغابة وصلت إلى نهايتها بحكم كبر سن أشجارها، بحيث لا يمكن قطعها، فإننا نقوم بتنقيتها من خلال جمع الأشجار الميتة لتفادي الحرائق في فصل الصيف، وتتواصل هذه العملية إلى غاية السنة المقبلة، كما تمت برمجة عملية التشجير التي ستنطلق خلال الأسبوعين القادمين، حيث ستقوم إدارة المياه والغابات بتشجير ألف شجرة، من أجل ملء بعض الفراغات في الحزام الأخضر، في عملية تنتهي في أفق أواخر شهر دجنبر".

وبخصوص إشكالية الأزبال، اعترف خلويض، بمسؤولية المياه والغابات، قائلا "نحن حاليا نقوم وبمعية مقاولة خاصة بعملية التنقية، كما أن ركام الحشائش والأشجار المقطوعة المتواجد داخل الغابة من مخلفات المقاولة، سيتم التخلص منه ريثما تنتهي الأشغال".

وعن تكاثر الكلاب الضالة في الحزام الأخضر للهرهورة، أكد المدير الإقليمي للمياه والغابات بالرباط أنها من مسؤولية المجالس المنتخبة، مشددا على أن حراس الغابة (العساسة) تابعين للمقاول الذي رست عليه صفقة تنقية الفضاء، وقال إن هؤلاء من المفروض أن يكون لديهم بعض كلاب الحراسة لتوفير الأمن والحماية لمرتادي المنتزه، خصوصا بعد واقعة تعرض مهندس دولة رفقة أسرته لعملية اعتداء من طرف بعض المنحرفين.

واعترف بالضرر الذي يعرفه هذا الحزام الأخضر بدليل شكايات الزوار من الكلاب الضالة، مؤكدا " من جهتنا سوف نراسل الهيأة المعنية للقيام بالواجب في هذا الإطار".

أما غياب الأمن، فقد أكد خلويض، أن هذه المهمة تبقى من اختصاص الدولة، لكن حراس الأمن المتواجدين بالحزام الأخضر يقتصر عملهم فقط على حماية النباتات من التلف والحفاظ على تجهيزات الغابة من التخريب، مشيرا إلى هناك حملات تمشيطية يقوم بها رجال الدرك الملكي داخل الفضاء، لكن الإشكال هو أن الاعتداءات التي تعرض لها بعض زوار الغابة تبقى استثنائية...

وقال المدير الإقليمي للمياه والغابات بالرباط، أنه الاجتماع الذي ترأسه عامل مدينة تمارة، خلص إلى أن معظم الاعتداءات التي يشهدها الفضاء أبطالها أشخاص يستغلون صورا محاذيا للطريق السيارلولوج الغابة، سيتم تعليته، كما أن الأشجار المترامية الأطراف والتي تحجب الرؤية سنعمل على تقليمها ، مضيفا أنه بداية من سيصبح الحزام الأخضر نموذجا يحتدى به، من خلال ربطه بكاميرات للمراقبة عن بعد، سيما أن إدارة المياه والغابات قد انتهت من الدراسة بشأن هذا الموضوع.

عبد الرحيم بلعدول رئيس جماعة الهرهورة

الحزام الأخضر للهرهورة تابع للرباط وينحصر دورنا في تقديم المساعدات

قال عبد الرحيم بلعدول، رئيس جماعة الهرهورة إن الحزام الأخضر للهرهورة تابع لنفوذ مدينة الرباط، مضيفا في تصريح لـ"العلم"، أن دور الجماعة منحصر في تقديم المساعدة لا أقل ولا أكثر. وتابع المتحدث، أن الوضعية الكارثية التي تعيشها غابة الهرهورة تتحمل مسؤوليتها العاصمة الرباط بحكم أنها تابعة ترابيا لنفوذ المدينة، مشيرا إلى أن جميع العاملين بهذا الحزام ينجزون وثائقهم بالرباط.

وأوضح عبد الرحيم بلعدول، أن جماعة الهرهورة تقدم بين فينة وأخرى بعض الخدمات في إطار المساعدة، خصوصا في فصل الصيف لا سيما في فترة المخيمات، من قبيل الإنارة والنظافة ومحاربة الكلاب الضالة التي تتخذ من الغابة ملجلأ لها، مشددا على أن الجماعة تقوم بحملات تمشيطية في هذ الإطار، لكن مازال الأمر مستفحلا، بحكم أن حراس الغابة يعملون على تربية هذه الكلاب التي تخرج ليلا، مما يصعب مهمة القضاء عليها نهائيا.

وبخصوص غياب الأمن بالحزام الأخضر، أكد بلعدول، أن الدرك الملكي يقوم بالدور المنوط به في توفير الأمن بهذا الفضاء، لكن يبقى قليلا، مطالبا من الجهات المسؤولة بالعاصمة بذل مزيد من الجهد في هذا الشأن حماية لسلامة وصحة مرتادي الغابة.

معاناة مرتادي الفضاء الأخضر على ألسنتهم

أكدت ( ف – م) إحدى مرتادي الحزام الأخضر بالهرهورة، أن هذا الأخير يعيش وضعية مزرية، بسبب تراكم الأزبال وغياب الأمن وانتشار الكلاب الضالة، مما يهدد سلامتهم، مضيفة في تصريح لـ"العلم" أنها باتت تخشى القدوم إلى هذا الفضاء لممارسة الرياضة هوايتها المفضلة بسبب عمليات "الكريسات" التي أصبح يتعرض لها المواطنون.

وطالبت المتحدثة نفسها، الجهات المسؤولة على غابة الهرهورة، بإيلاء عناية خاصة لهذا الفضاء، باعتباره المتنفس الوحيد لساكنة الرباط وتمارة والصخيرات، خصوصا مرضى الربو الحاد، الذين يجدون راحتهم في ممارسة رياضة المشي.

وسار على نفس المنوال (ز- ك) متأسفا لحال هذا الفضاء، رغم أهميته الكبيرة في المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي داخل حاضرة الرباط وتمارة، ومتنفسا طبيعيا للمدينتين ومنتزها حضريا وميدانا لممارسة بعض الرياضات. وقال في تصريح لـ"العلم" إن المسؤولية ملقاة على عاتق المسؤولين بالعاصمة، لإنقاذ الحزام الأخضر بالهرهورة من حالة الاهمال واللامبالاة التي يعيشها، وكذا غياب الأمن وكثرة الكلاب الضالة التي تقض مضجع مرتادي هذا الفضاء الأخضر.

بينما تصريح المواطنة (ج – ر) القاطنة بمدينة تمارة انصب بدوره في نفس الاتجاه، مشيرة إلى أن وضعية هذا الفضاء تتطلب تدخلا عاجلا من قبل الجهات المسؤولة عنه، من أجل المحافظة عليه ووظائفه الأيكولوجية، وضمان استدامته لأداء وظائفه للأجيال القادمة.

وقالت المتحدثة نفسها في تصريح ل "العلم" إن الحزام الأخضر بالهرهورة يعد متنفسا لساكنة الجهة، سيما الذين يعانون من مرض في الجهاز التنفسي (الربو)، مشددة على توفير الأمن بهذه الغابة، لأن الجميع أصبح يتحاشى ممارسة الرياضة بهذا الفضاء خوفا على أنفسهم من التعرض لـ"الكريساج" من طرف بعض المنحرفين الذين يجدون في هذا الفضاء مرتعا خصبا لتنفيذ جل عملياتهم الإجرامية .

من جهته وصف (م – س) حالة الحزام الأخضر بالهرهورة بالكارثية، وقال في تصريح ل "العلم" بأنه كانت له زيارة ميدانية لهذا الفضاء يوم الخميس 22 أكتوبر الجاري، ووقف عن كثب على تراكم النفايات ومخلفات الأشجار، والكلاب الضالة، التي تتجول دون مراقبة من طرف القائمين على تدبير شؤون هذه الغابة.

وطالب الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإنقاذ هذا الفضاء الذي يعد المتنفس الوحيد لساكنة الجهة، من الضياع بسبب الإهمال الذي يطاله يوما بعد آخر.


              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار