صفعة أوروبية أخرى يتلقاها حكام قصر المرادية وإعلامهم الممسوخ

العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

أكد وزير الخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية البلجيكي، برنارد كوينتين، أن بلجيكا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمت سنة 2007، مجهودا جادا وموثوقا به من قبل المغرب، وأساسا جيدا لحل مقبول من الأطراف.

 

هذا الموقف عبر عنه بوضوح و بدقة الوزير البلجيكي خلال مؤتمر صحفي بالرباط ، عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة.

 

و خلافا للتدليس و التحوير الفاضح و المتعمد لتصريح وزير الخارجية البلجيكي الذي اقترفته كعادتها قصاصة لوكالة الأنباء الجزائرية لتغليط و تخدير الرأي العام المحلي قبل أن تتناقلها بشكل ببغائي المنابر الدائرة في فلك جنرالات قصر المرادية و الذي زعمت من خلال القصاصة الفاضحة أن المسؤول البلجيكي قد عبر عن مساندة بلاده لتنظيم استفتاء تقرير المصير المزعوم , قبل أن تنسب كذبا و بهتانا لنفس الشخص أن موقف بلجيكا من ملف الصحراء لا يتوافق مع الطرحين الفرنسي و المغربي المتجسد في مبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي .

 

الواقع أن إعلام الخزي و العار بسجل سوابقه الحافل في الدوس على أعراف و أخلاقيات مهنة الصحافة لم يكلف نفسه حتى معاينة التصريح المرئي و الصوتي للسيد برنارد كوينتين و الذي يعكس تقدير بلاده للمبادرة المغربية الى درجة أن رئيس الدبلوماسية ببروكسيل صرح بالحرف و الكلمة أن المباحثات التي جمعته مع السيد بوريطة مكنته من إدراك تفاصيل مخطط الحكم الذاتي ومدى الطابع الوجودي لهذه القضية بالنسبة للمغرب و استرساله في سياق كلمته الموثقة بالصوت و الصورة أن "عددا من الشركاء الأوروبيين والدوليين المهمين طوروا موقفهم بهذا الشأن" و تأكيده أيضا أن "المغرب وبلجيكا سيواصلان حوارهما البناء بخصوص هذا الموضوع".

 

فهل كان من الضروري أن تقع الوكالة الرسمية للجارة الشرقية مجددا في جرم التدليس المشهود و تتجنى بسبق الإصرار و الإصرار على كلام موثق لمسؤول أوروبي و تتعمد تشويهه و تحريفه عن سياقه الحقيقي فقط لإرضاء غرور أقطاب نظام قصر المرادية و تبرير أسلوب الاجترار و الخلط المعتاد في تبرير و تفسير مواقفهم من ملف الصحراء المغربية .

 

 إن إصرار إعلام الجارة الشرقية على العود المتعمد في ممارسة التعتيم و التدجين الممنهج للرأي العام الجزائري لا يسيئ فقط الى نزاهة و حياد الجهاز الإعلامي الرسمي للدولة الجزائرية بل يشوه سمعة النظام و يقوض صدقية سياسته الخارجية التي تتعرض مصداقيتها تباعا لآلة الهدم و التدمير الذاتي ...

 

و في انتظار صحوة الضمير المهني و الأخلاقي لأطراف الفضيحة الجديدة يتعين التأكيد على أن وزير الشؤون الخارجية البلجيكي صرح بأن بلاده تدعم بشكل كامل المسار الأممي من أجل تسوية سياسية عادلة ودائمة ومقبولة من الأطراف ، و "تذكر بالاختصاص الحصري للأمم المتحدة في التسوية السياسية".

 

و هو أيضا أكد من جهة أخرى، دعم بلجيكا للقرار 2703 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي أشار إلى دور ومسؤولية الأطراف في البحث عن تسوية سياسية واقعية وبراغماتية ومستدامة وقائمة على التوافق". و لم يشر لا من قريب و لا من بعيد لأسطورة و أكذوبة استفتاء تقرير المصير التي تحولت الى متلازمة مرضية لدى نظام قصر المرادية .

 و في النهاية يجدر التذكير بأن هذا الموقف البلجيكي البناء يندرج مجددا أبى من أبى و كره من كره في إطار الدينامية الدولية التي تبلورت تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والداعمة لمخطط الحكم الذاتي ...