العلم الإلكترونية - سمير زرادي
أمام ما أضحت تعرفه ساحة جامع الفنا من تراجع على مستوى موقعها الثقافي والتاريخي كفضاء للالتقاء وانصهار شرائح مجتمعية من داخل وخارج المغرب، في ظل جاذبية كادت تندثر أمام حالة اللامبالاة والوضعية السياحية الراهنة التي تزيدها الأزمة الصحية اختناقا، راسلت النائبة البرلمانية سحر أبدوح عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب وزير الثقافة والشباب والتواصل، لتبرز من خلال سؤال كتابي في الموضوع مظاهر القلق التي تساور كل المهتمين بهاته الساحة التراثية، حيث قالت في هذا الاطار "تعتبر ساحة "جامع الفنا" بمدينة مراكش تراثا شفهيا عالميا وفضاء ثقافيا وفنيا متميزا، إلا أنها تعرضت للإهمال منذ فترة طويلة، حيث تحولت من فضاء يغذي الفكر إلى فضاء تنتشر به المطاعم وحلقات الفرجة البعيدة كل البعد عن التراث والثقافة، لدرجة انها أصبحت معها تستفز الزوار المغاربة والأجانب، دون أية مراقبة أو توجيه وتتبع من طرف الجهات المعنية.
ويؤسفنا أن تفرغ ساحة "جامع الفنا"، من محتوها الثقافي والإبداعي، مع العلم أن منظمة اليونسكو اعتبرتها تراثا شفهيا عالميا بامتياز سنة 2001.
وعليه، نسائلكم السيد الوزير، عن الإجراءات والتدابير التي ستقوم بها وزارتكم لإعادة الاعتبار لساحة "جامع الفنا" كفضاء ثقافي وتراثي وفني، وهل لديكم برنامج للعناية والاهتمام بمحترفي ورواد الفرجة أو الذين يشتهرون بـ"الحلايقية".
الوزير محمد مهدي بنسعيد أفاد تفاعلا مع هذه الانشغالات انه فيما يخص رد الاعتبار لساحة جامع الفنا كفضاء ثقافي وتراثي وفني، فإن مصالح قطاع الثقافة تقوم بتتبع المشاريع التي تقام في هذه الساحة، وتتدخل باستمرار من أجل التأكيد على احترام الطابع الأصيل أثناء تهيئة المجال أو إنجاز الأشغال، سواء داخل الساحة أو بجوارها.
وعلى مستوى العناية والاهتمام بمحترفي ورواد الساحة، فقدت قامت مصالح وزارة الثقافة بعدة مبادرات، منها:
- إشراكهم في الأنشطة التراثية، وأحدثها كان خلال السنة الحالية، حيث إن الظروف الصحية كانت تمنع تنظيم عروض حية في ساحة جامع الفنا، فتعاقدت مصالح الوزارة مع بعض محترفي فن الحلقة لتقديم عروض عن بُعد.
- تسليم بطاقة الفنان التي توفر عدة امتيازات للممارسين، وقد حصل عليها لحد الآن ستة رواد من محترفي فن الحلقة، كما قدم العديد من الممارسين ملفاتهم لدراستها من أجل الحصول على هذه البطاقة.
- إعداد مشروع قانون جديد للتراث، يضم مقتضيات تهتم بالكنوز البشرية الحية من الممارسين لمختلف أنواع التراث الثقافي غير المادي، وسيستفيد حرفيو الحلقة بدورهم من الامتيازات التي يوفرها هذا القانون عند تطبيقه.