العلم الإلكترونية - محمد بشكار
1
أحترم هيئة التحرير حين تشْترِط أنْ يكون النَّصُّ الوافد من الكاتب غير منشور ورقياً أو إلكترونياً، فالصحيفة ليست آلة لتدوير المُتلاشيات أو مصنعاً لتكرير البترول !
2
أشَدُّ النِّساء فِداءً تلك التي تُضحِّي بعُمْرها وهي تركب خلف زوجها وبينهما ثلاثة أبناء على دراجة نارية !
3
كادَ لشدَّة تعصُّبه للجيل وهو يُلْغي الامتداد الرمزي بين السَّلف والخلف، أنْ يصبح في جاهليَّته من أصحاب الفيل !
4
حتى الكلب حين ينبح يُعبِّر عن رأيه وتجدُ في نُباحه بعض المنطق، بل إنَّ رأيه يكْتسِب قوةً حين يُمزِّق السكون بينما الجميع نيام !
5
أنتَ تُدْلي بوجهة نظر، والآخر الذي يحْسبُ كل صيْحةٍ عليه وتُهدِّده الحقيقة، يعتبرها وجهة خطر !
6
أعجب لِقُدْرة أحد الأشخاص، يستطيعُ لوحده أن يصْنع ازدحاماً مُنْقطِع النَّظير دون بشر غفير سواه، تزدحمُ الكلماتُ في فمه فإذا هتَفَ هو الجمهور، وإذا تعثَّر حظِّي السيء وأوْقَعني في طريقه حيث يثير الغبار، أيقنتُ أنَّ يوماً من حياتي ضاع وأنِّي آخر نفرٍ خلف هذا الشَّخص الطَّابور!
7
تَحَسَّرَ طويلاً على زمن القلم، فقدْ كان يَحُول دون زلّة الأنامل بين حُفر الحاسوب، ويَحْدثُ أن يَجِد بعد النَّشْر، عِوض الرَّفع فتحةً تَسْتلقي بِسُخرية على إحدى كلماته وتُعْطيه الأصبع من تحت جلباب الجريدة !
8
الأمل أسرع من الخيل في أعيُن المُراهِنين على سيقانها في سباق اليانصيب، دائما يصلُ الخيل لخطِّ النهاية وتبقى الأرقام في الجيب بدون نصيب !
9
أجدُ بعض العُذْر لِمنْ يُنادون بِعَلْمنة المُجتمع وفَصْل عالم الغيبيات عن الدولة، لأنَّ من يتَّخذون اليوم الدين للدَّجل والشَّعوذة غطُّوا على من يُريدونه فقط للعبادة !
10
كان الكاتب مُثقَّفاً يزيد بزخم المعارف التي يُحمِّلُني عبء أمانتها الأدبية همومي، أما اليوم فأجدُ في بعض ما أقرأه ما يُغْنِيني عنِ الذَّهاب إلى كاتب عمومي !
11
أن تكون أديباً ذلك شأنُكَ إذا استطعتَ أن تصْنع بما تُنْتجُ شأنْاً، أمَّا أن تكون مُتأدِّباً فذلك شأني إذا تجاوزتَ معي الحدود ودخلتَ بسوء المعاملة منطقةً مُخصَّصة لغير البشر !
12
الله رحيم بعباده افتدى إسماعيل من سكين إبراهيم عليهما السلام بكبش عظيم، وها هو المواطن المقهور اليوم لا يجد من يفتديه بكبش وليس في جيبه سنتيم !
13
جاء أحدهم أصحابَه يشتكي فشلَه الذَّريع في تربية الكلاب، لا يكاد يقْتني جرواً إلا هرب منه واضطرَّ أنْ يُعلِّق صورته على جدران الحي مع عبارة: (البحث عن متغيب)، ولأنَّ أصحابه الذين ما أكثر ما يتحاشون رُفْقته يعْلمون أنَّه فظُّ الطِّباع خشنٌ سليطُ اللسان، فقد لاذوا بالصمت مُتَّقين شرَّ أن يضعوا وجهه البشع نُصْب أعين المرآة، حقا حتى الكلاب تأنف أن تُعاشر بعض البشر، لأنه دون مستوى وفائها !
14
كما لا تخلو الأخطاء من ضربات القلم الأحمر، لا تخلو الكلمة المُغْتَصبة من دماء !
15
تَنْقلبُ القمَّة لحضيض حين تُعْطيها لِمنْ هو دون قِيمة !
16
أنْ يُوصَف أحدهم لِصعْلكته بعبارة "خارج من الجنْب"، فذلك يعْني أنَّه لم يُولد كغيره من الأرحام !
17
لا أحد يَجْرُؤ على تحْريف النَّص الديني باللسان، ولكن من يضمن أثناء قراءته أين يشْتطَّ بمعانيه الخيال !
18
نصيحة: لا تقتل البَعُوض مجاناً ودون قيمة مُضافة، بل اقتل معه ولو واهِماً، كل الذين يمْتصُّون دمكَ يومياً، وكُنْ على يقين أنَّ هذا النُّصْب التِّذكاري سيبقى خالدا في ساحة الشَّرف، شرط أنْ لا تمسح الحائط من أثر الجريمة !
19
كان الإنسان يَمُدُّ عنقه عالياً كي يستطلع ما الأمر.. أمَّا اليوم فيسبق عنقَه ميكروفونٌ وكاميرا ليأتيه بالخبر المزكوم وهو قاعدٌ في بيته غير ملوم ولا محسور، وليتَه يعلم أنَّ نظير مشاهدته يربح صيَّادو المُستنْقعات النَّتِنة الملايين، ليتهُ يعْلم أنَّه مع انعدام الكفاءة، أصبحَ اختلاق الفضيحة وسيلةَ الفاشلين لإثبات الذات، شيءٌ واحدٌ يكون صادقاً فيه من يُعمِّم في حياتنا هذه المباءة، هو حين يُطالب المشاهدين بدقِّ الجرس عند نهاية الفيديو، سأكون على نيَّاتي وأفترض أنه يعني ناقوس الخطر !
20
للسان مزالق لا يتحمَّل مسؤوليتها بالضرورة صابونٌ أو معجونُ أسنان، ولن أنسى حين افتتح أحد المحسوبين على مَعْشر الأدباء دون أن يخْضع لعمليَّة الإحْصاء، أمسيةً شعرية بعبارة: خِلَّاني الشعراء خليلاتي الشاعرات !