العلم الإلكترونية - بقلم محمد بشكار
1
1
لا أعْرِف هل صُدفة أو عمْداً أقْدَمتْ الحكومة على الزِّيادة دفْعةً واحدة في ثلاث مواد قابلة للاشتعال: الخمرة والسجائر والزَّيت، أمَّا الفتيل فهو بالمجَّان عند أقرب بقَّال !
2
الإنسان بمكانته وليس بمكانه !
3
أكْره "منطق الطَّير"، ولستُ أقصد الكِتاب العميق الذي يحمل نفس العنوان للصوفي فريد الدين العطار، إنَّما أرمي للمنطق الذي يكرِّس فكرة أنَّ الطيور تقع على أشكالها، وتنتشر للأسف أسْرابُ هذه الظاهرة مُضاهيةً الجراد في كل الحقول، لذلك عِوض أن نستمتع بأكثر من حياه فقدْنا اختلافية الإبداع بانتشار الأشباه !
4
لا أحد يبقى على صُورته ما دام الزَّمن لا يتوقَّف عن رسْم ملامحنا بحثاً عن وجه أخير، رُبما لذلك تُعتبر الصُّورة في نظر صاحبها أسطورة !
5
شِدَّةُ الجمال ترقِّق قلبي وتُكْسِبُني اللِّين وقد يتطوَّرُ السِّحر إلى حِبالي الصوتية وأرفع عقيرتي بالغناء، لا أحتاج للبوح أني لِشِدَّةِ جمالها شخصتُ مُحدِّقاً حتى تعثرتُ في خطواتي، ذلك ما يُسمُّونه كسْراً في الوزن حين تأسرُني الصُّورة الشعرية بجمالها غافلا عمَّا سِواها !
6
حَيثُما تَغْرُب الشَّمس تتْركُ جُرْحاً بليغاً !
7
لا أحِبُّ العَوْدَ البدئي، ولو كان مَحْفوفاً بحكمة فلسفية، هو أشبه بالحَلَقة المُفْرَغة التي تُحْدِثها الأفعى حين تلْتفُّ عاضَّةً بالذَّيل !
8
اصرف الأموال لتجد أخرى بين ما رَاكَمْتَهُ طريقاً للعبور !
9
- هل حقّاً ماتَ المُفكِّر الكبير؟
- لا لم يمُتْ..
- ولكنني كالمئات عصرتُ رأسي لأسْتقطر رحيق كلمةٍ مؤثِّرة على حائطي بفيسبوك عساني أكون بمرثيتي في صُلب الحدث، وقد أفرحتني رغم حزنها، فهي أجمل ما كتبتُ في حياتي، لابُدَّ أنه مات، وإلا من أين أتيتَ بما ينْفي الخبر الذي أعادهُ للحياة؟
- لقد اتَّصَلتْ بعض المصادر الإعلامية بعائلته، وأكَّدت أن المرحوم ما زال على قيد الحياة.
- ماذا أصنع الآن، لم أتلقَّ في حياتي كل هذه التعازي التي أمْطَرني بأدمُعها رواد فيسبوك؟
- اعتَذِرْ بتدوينة أخرى توضِّحُ أنكَ كنت ضحية التضليل الإعلامي وأنَّ المفكر حيٌّ يُرزق ولم تصرعه إلا إشاعة.
- بيني وبينكَ اكتشفتُ أنِّي محظوظٌ مع الناس أكثر حين أكتب نعْياً، وقدْ استقرَّ عزمي ألا أضيِّع مُستقبلا موهبتي في نشر أخبار فاشلة كأنْ أعلن عن ولادة إنسان ولو كان من صُلبي.
أسفي على كل مُفكِّر كبير أفْنَى حياته في تنوير العقول، ليكتشف في الأخير أن المجتمع يوثر فكرة الموت على أنْ يعتذر للحياة !
10
الشَّاعر لا يريد شيئا سوى أن يقرأ شِعره، ولكن ما فائدة الآذان إذا كانت القلوب صمَّاء !
11
إطلاقُ الأحكام لنْ يُعَمْلِقَ حجمكَ بل يُعمِّقُ أكثر الشعور بالدونية في صفوف الأقزام !
12
قدْ يُشاطِرك الجميع لحظة فرح بأفْخم عبارات التَّهاني وربما الزغاريد، فيها الصَّادق الجميل وفيها المُنافق المُجامل، ولكن سرعان ما تنْقَلِبُ الفرحة لأسى حين يكتشف المرءُ أنها لا تعني إلا صاحبها، رغم تحلِّي إنجازه الأدبي أو العلمي الكبير بصفة المَكْسَب الرمزي الذي يعني الجميع، ما جدوى فرحة عُمْرها في الذاكرة قصير لا تدوم إلا ساعات أو يوماً على أطول تقدير!
13
تَفْقِدُ الجائزة قيمتها إذا ذهبتْ لفاقِد القيمة !
14
على قيتارة النَّوارس هي تحلِّق وأنا لا أمْلك إلا أن أمُدَّ أصبعي للسماء وكأنِّي أعزف على أحد أوتارها.. والأصَح أنِّي لا أملكُ إلا أنْ أُحَدِّق !
15
ما كانت الأماكن لِتُوجد لو لمْ تحمل أسماء !
16
لا أعرف أيَّ القوْلَين أبلغ تعبيراً: ضرب البندير أو العزف على البندير، ولكن أحد الموسيقيين الجوَّالين مِمَّنْ رأيته يُقدِّمُ عرضاً في سوق شعبي على إيقاع كؤوس الشاي، كاد لِبراعته المُتحكِّمة في آلة البندير بخمسة أصابع، يُذكِّرني بقول الشاعر: طرقْتُ الباب حتى كلَّ مَتْنِي فلمَّا كلَّ مَتْنِي كلَّمَتْنِي، كذلك الموسيقي لا يحظى بجواب من البندير إلا بعد ألَمٍ يُصيب يده كما أتْعب الطَّرْق يد الشاعر لِتُكلِّمه معشوقته، وإذا كُنَّا نقول في حالة الشَّاعر إنَّ الشَّوْق إحدى الحركات التَّسْخينيَّة للحب، فيمكن الجزم أنَّ عازفنا الجوَّال لا يحظى بأصوات شجيَّة إلا بعد تسخين جلد البندير ليكتسب بالنار رنيناً، أُفضِّل مع كل هذه الطقوس الطُّهرانية عبارة ضارب البندير، ويبقى الأهم أنَّه إنسانٌ يسعى وراء رزقه في الأسواق وليس مِمَّنْ يَسْعون بالإشاعة ضاربين الطَّرْ !
17
الأخضرْ..
ليس حكْراً على الشجر، ومن كان من البشر بقلبٍ أخضر لا سواد فيه، عمَّر طويلا وحاز نضَارة أجمل الفصول.
ليس حكْراً على الشجر، ومن كان من البشر بقلبٍ أخضر لا سواد فيه، عمَّر طويلا وحاز نضَارة أجمل الفصول.
الأخضرْ..
بمائه ورُوائه تقيٌّ نقيٌّ لا تُحْرقه النار، وكما أنه عصيٌّ على الاحْتِطاب لا يُهدِّد أحداً بخطرْ!
18
من لا يملك جُرأة الإتْيان ببديل من خارج الرُّقعة يلعب بنفس البيادق !