Quantcast
2025 يناير 16 - تم تعديله في [التاريخ]

خبيرة توضح كيف يرتبط داء السيدا بأمراض الجهاز الهضمي..

الدكتورة نجاة خليل: الجهاز الهضمي مركز الأمراض المناعية لاحتوائه على أكبر نسبة من الخلايا المناعية


خبيرة توضح كيف يرتبط داء السيدا بأمراض الجهاز الهضمي..
العلم - لبنى الحفيظي (صحفية متدربة)

يؤثر فيروس فقدان المناعة المكتسب (السيدا) على جهاز المناعة في الجسم ويقوم بتدمير خلايا المناعة المعروفة بالخلايا التائية، مما يضعف قدرته على مقاومة العدوى، والأمراض على مختلف أجهزة الجسم.  

ويلعب الجهاز الهضمي دورا مهما ومحوريا في المناعة لاحتوائه على نسبة كبيرة من الخلايا المناعية، وبالتالي ففيروس السيدا يستهدفه بشكل أساسي، مما يؤثر على بطانة الأمعاء، ويسمح بحدوث التهابات، وأمراض انتهازية. كما تشكل أعراض هذا الجهاز الحيوي أكثر المظاهر شيوعا وتعقيدا للمرض، ويمكن أن يصاب بها المريض في كل مرحلة من مراحل تطوره في كامل الجهاز الهضمي من الفم إلى الشرج.

الدكتورة نجاة خليل، أخصائية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد في المستشفى الإقليمي محمد الخامس بصفرو، أوضحت المراحل الثلاثة التي يمر منها الجهاز الهضمي كالتالي: "يقوم الفيروس بمهاجمة مباشرة لخلايا الجهاز المناعي (الخلايا التائية)، خلال المرحلة الأولى من الإصابة (العدوى الحادة بالفيروس) في الغشاء المخاطي للأمعاء، مما يؤدي إلى تدمير الحاجز المناعي المعوي، ويعرض الأمعاء للالتهاب بسبب العدوى البكتيرية والطفيليات، بالإضافة إلى اضطراب الميكروبيوم مما يؤثر على التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة. هذه الآليات تتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض، مثل الإسهال الحاد المائي، والغثيان، وألم البطن، وضعف الامتصاص على مستوى الأمعاء، وإصابة الكبد (ارتفاع انزيمات الكبد)".  

وأشارت الدكتورة خليل في تصريح لـ"العلم"، إلى أنه خلال المرحلة الثانية، كونها المرحلة المزمنة من الإصابة بالفيروس بدون سيدا، يتطور المرض ويبدأ الجهاز المناعي بالفشل تدريجيا، ما يؤدي إلى التهاب مزمن في الأمعاء باستمرار التهيج، وكذلك اضطراب الميكروبيوم وتزيد العدوى بالطفيليات فتصبح الأعراض متمثلة في الإسهال المزمن، ألم وانتفاخ البطن نتيجة الالتهابات وتأثير الأدوية، الغثيان والقيء بسبب تأثير الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، والتهاب البنكرياس والقرح الهضمية.

وعددت الأخصائية، أعراض المرحلة الثالثة من الإصابة بمرض السيدا، في اشتداد الإسهال المزمن بسبب العديد من الميكروبات والطفيليات (كريبتو سبوريديوم)، والبكتيريا (السالمونيلا الشغيلا)، والفيروسات (سيتوميجالوفيروس)، إلى جانب التهاب الفم والمرئ بسبب الالتهابات الفطرية بداء المبيضات، وتتمثل في بقع بيضاء أو صفراء متكتلة، تؤدي إلى الألم والصعوبة في البلع وفي التحدث، وإلى تقرحات الفم الفيروسية (الهربس البسيط، السيتوميجالوفيروس) وتضخم العقد اللمفاوية، وبالتالي تنتج تقرحات عميقة ومؤلمة، وجفاف الفم الذي يحدثه تلف الغدد اللعابية بسبب الأدوية أو الفيروس نفسه، ما يؤدي إلى صعوبة في البلع والإحساس بالعطش.

وقد ذكرت الدكتورة خليل، أن من بين أمراض الجهاز الهضمي المتعلقة بداء السيدا، نجد سرطان الفم، الذي من أعراضه التهابات المعدة والأمعاء بسبب العدوى الفيروسية أو البكتيرية، ما ينتج عنها نزيف داخلي، وغثيان، وألم البطن. بالإضافة إلى اضطرابات الامتصاص، أي سوء امتصاص العناصر الغذائية مثل الدهون، البروتينات، الفيتامينات، وهذا يؤدي حسب الأخصائية دائما، إلى فقدان الوزن، هشاشة العظام، فقر الدم، ضعف العضلات وفقدان كتلة الجسم. أما في ما يخص الأورام الهضمية أو المعدة أو الأمعاء، فتسبب نزيفا داخليا، وألما حادا في البطن، أو انسدادا معويا.

كما لفتت الأخصائية في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، إلى أن متلازمة الأمعاء الهشة تفضي إلى تلف الأعصاب المغذية للقولون؛ كما أن إصابة المستقيم والشرج نتيجة العدوى الفيروسية ينتج عنها نزيف شرجي خفيف، وآلام أثناء التبرز. كما تؤدي إصابة الكبد، الذي يتأثر بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، وأيضا إصابته بفيروس الالتهاب "ب" أو"س" نظرا لكون الفيروسين ينتقلان بنفس الطرق، إلى ارتفاع أنزيمات الكبد، وتليفه والإصابة بالسرطان على المدى الطويل.   

وأكدت المتحدثة، أن تشخيص هذه الأعراض يتم عن طريق الفحص السريري، والتنظير وأخذ عينات للفحص المخبري واختبارات البراز. ومن ثم، يرتكز العلاج على مضادات الفيروسات القهقرية، علاج الالتهابات بمضادات الميكروبات، تعويض السوائل المفقودة، وتحسين الامتصاص بمكملات الفيتامينات والمعادن.  

وكشفت الأخصائية أن الوقاية تكمن في النظافة الشخصية والغذائية، بغسل اليدين قبل تناول الطعام، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، وتجنب تناول الطعام النيء. بالإضافة إلى المتابعة الطبية المنتظمة وإجراء فحوصات دورية، كما نبهت إلى ضرورة تعزيز المناعة بالالتزام الدائم بالأدوية الواقية من العدوى، وكذا الحرص على الحصول على الدعم النفسي لتحسين جودة الحياة.

وختمت الدكتورة نجاة خليل بقولها، "إن فيروس فقدان المناعة المكتسبة ومرض السيدا يؤثران على الجهاز الهضمي بطرق متعددة، ما ينعكس على جودة الحياة، نظرا للالتهابات، وسوء الامتصاص، والإصابة بالسرطانات. وبالتالي فالسيطرة المبكرة على الفيروس والعلاج الدقيق للعدوى الانتهازية يساعدان في تحسين جودة الحياة وتقليل الأعراض".  

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار