في عز الجائحة والخصاص في الموارد البشرية الذي اعترف وزير الصحة أنه يصل الى 97 ألف
اضافة الى استشراء الرشوة والفساد والجشع وكل البلاوي التي تجعل الموت فكاكا من مأساة واقع الصحة ببلادنا التي يتفرج عليها الوزراء المتعاقبون على الوزارة دون حسم حقيقي وإحداث تغيير إنساني يجعل المستشفى مكانا للاستشفاء وليس للإذلال والقمع سواء للمرضى أو الشغيلة الذين بدورهم لهم ملفات نقابية مليئة بالمطالب التي يؤكدون أنهم يستحقونها نظرا لما يحيط المهنة من مخاطر ومن تعدد المهام خاصة في زمن الوباء.
وعن هذا الواقع المريض لقطاع الصحة العمومي أكد عادل عوين عضو المجلس الوطني للجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب في تصريح هاتفي ل"العلم" أنه في ظل المعاناة من آثار جائحة كوفيد-19 التي ترزح تحت ظلالها بلادنا، ومع النقص الحاد في الموارد البشرية، التي يقدرها وزير الصحة نفسه ب 97 ألف، فان هناك ما يناهز 9000 معطل من الممرضين وتقنيي الصحة، باحتساب خريجي هذه السنة الدراسية من المعاهد العليا لمهن التمريض وتقنيات الصحة، التي يتخرج منها أطر عليا حاصلة على الاجازة، مما يخول لها العمل بعدد من المستشفيات خارج البلاد ، وهو ما يلاحظ مؤخرا من محاولات حثيثة لبعض الدول لتسهيل انتقال الممرضين وتقنيي الصحة المغاربة لبلدان المهجر.
يقول المسؤول النقابي نظرا لكفاءتهم ورصيدهم المعرفي والمهني الرصين، متسائلا كيف تصرف الدولة أموالا طائلة للتكوين على أعلى مستوى، ولا توفر للمهنيين بالصحة مناصب مالية، في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لخدمات أطر صحية كفأة ، نظرا للإصابات المهولة بين العاملين، وللإرهاق الشديد الذي أصابهم جراء طول مدة الجائحة، والنفسية والمحطمة أمام ارتفاع نسبة الوفيات اليومية بين المرضى والشغيلة الصحية..
يذكر أن الشغيلة الصحية نفذت يومي الخميس والجمعة 19و20 نونبر الجاري اضرابا وطنيا تضامنا مع الممرضين وتقنيي الصحة مطالبين بتنفيذ مطالبهم المشروعة ومنها التعويض عن الأخطار المهنية التي يواجهونها خاصة العاملين في أقسام كوفيد، والتي تسببت في إصابة حوالي 1300 ممرض وممرضة خلال تتبعهم للحالات المؤكدة، ومن المستشفيات المهترئة التي تعاني بسببها الساكنة الأمرين مستشفى سيدي لحسن بتمارة التي اعلنت الشغيلة به عن خوضها برنامجا نضاليا من اجل فتح المستشفى الاقليمي الجديد المبني والمجهز منذ سنتين والمغلق، بل تم تحويله لمستودع للأدوية خلال الجائحة هو من يتوفر حسب مصدر طبي ل"العلم" على 250 سرير مقابل 40 سرير بسيدي لحسن جميعها متهالكة مثلها مثل المستشفى الذي توجد به.
العلم الإلكترونية:: نعيمة الحرار