العلم الإلكترونية - محمد طارق حيون
لا حديث لدى وسائل الإعلام الإسبانية هذه الأيام، إلا عن ملف الهجرة غير النظامية، والتخوفات التي ما فتئ يبديها أعضاء حكومة مدريد من عمليات اقتحام محتملة لثغري سبتة ومليلية المحتلين، كان آخرها تصريح رئيس الدبلوماسية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، الذي عبر في معرض جوابه عن أسئلة رجال ونساء الإعلام الإسبان خلال الندوة الصحفية التي عقدها مع وزير الخارجية الباكستاني، عن عدم رضاه حيال مستوى التعاون الحالي بين الرباط ومدريد، مؤكدا أنه ينبغي تدعيم التنسيق الثنائي بخصوص ملفات الهجرة، من أجل تفادي موجات الهجرة غير النظامية بكل من سبتة ومليلية المحتلتين، ومشيدا في نفس الوقت، بدور المغرب في توجيه تدفقات الهجرة غير النظامية، مضيفا بأنه فقط خلال فترة الاحتفال بأعياد ميلاد المسيح (عطلة رأس السنة الميلادية)، مُنع أكثر من 1000 شخص من القفز فوق الأسوار المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية، مشددا على أنه سيكون من الصعب للغاية وقف اجتياح المهاجرين السريين بدون تعاون المغرب، وهذا ما يجعله شريكًا استراتيجيًا لإسبانيا، وأيضا لأوروبا.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «لاراثون» الإسبانية، نهاية الأسبوع الماضي، نقلا عن مصادر من المدينتين المحتلتين، التوجس الإسباني، من مغبة اقتحام أعداد كبيرة من المهاجرين لسياج مليلية وسبتة السليبتين، من بينهم قادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ومغاربة، حيث كشفت مصادرها عن وجود حوالي 1500 من أبناء جنوب الصحراء، و800 مغربي في منازل بالقرب من الثغر المحتل، استعدادا للقفز على سياج مليلية المحتلة باستعمال العصى، والخطافات، والنعال المسننة للقفز فوق السياج.
وفي نفس الإطار، كشفت عناصر من الحرس المدني الإسباني بالثغرين السليبين عن عدم توفره على الوسائل والمعدات اللوجيستيكية الكافية واللازمة للتصدي لأية موجة هجرة محتملة، خصوصا إذا علمنا بأن المهاجرين غير الشرعيين يستعملون خلال عمليات الاقتحام كل الأدوات الحادة والأسلحة البيضاء والحجارة وغيرها لاجتياز السياج الحدودي.
وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الإسباني أن الاتصالات السياسية ما زالت متواصلة بين مدريد والرباط من أجل تجاوز الأزمة القائمة، وأنهما يحاولان إعادة بناء علاقات سياسية جديدة ستكون استثنائية في القرن الحادي والعشرين.
وفيما يشبه الاستغراب من طول أمد التوتر بين البلدين الجارين، قال المسؤول ذاته إن المغرب تصالح مع ألمانيا، لكنه لم يقم بذلك بعد مع إسبانيا.
وكانت الحكومة الإسبانية قد أشارت في وقت سابق، إلى وجود بوادر إيجابية من جانب السلطات المغربية، مشيرة إلى أن هناك فرصة كبيرة لإعادة صياغة العلاقات مع المغرب خلال الفترة المقبلة، بعد التوتر الذي سيطر عليها خلال الشهور الأخيرة.