Quantcast
2025 أبريل 9 - تم تعديله في [التاريخ]

حكام الجزائر يستعجلون مواجهة عسكرية مع المغرب


حكام الجزائر يستعجلون مواجهة عسكرية مع المغرب
العلم - رشيد زمهوط

إذا صحت المعطيات التي كشف عنها قبل أيام المرصد الأطلسي للدفاع والتسليح ووثقها بصور جوية عن شروع الجزائر في إنشاء مدارج لهبوط طائرات النقل العسكرية على مرمى حجر من الحدود المغربية تمهيدا لتشييد قاعدة عسكرية شمال بشار على بعد أقل من 50 كيلومترا من مدينة بوعرفة عاصمة إقليم فجيج، فإننا سنكون أمام حقيقة تأكيد ميداني لمساعي النظام العسكري الجزائري لإشعال فتيل حرب شاملة بالمنطقة لن تطال المغرب فقط بل ستمتد شظاياها الى كافة منطقة الساحل الافريقي التي  فقد جنرالات المؤسسة العسكرية الجزائرية نفوذهم بها و يبحثون حاليا عن خطة انتحارية للتغطية على اخفاقاتهم الدبلوماسية والعسكرية وتحضير الرأي العام الجزائري نفسيا لجبهات مواجهة مباشرة مع دول الجوار بعد أن تحولت ثلاثة أرباع الشريط الحدودي البري للجزائر، بفعل تعنت النظام وسلوكاته العدوانية المتسلسلة، الى مناطق مواجهة محتملة
.

قاعدة جوية جديدة في منطقة أم العسل تفصلها عن الحدود مع المغرب 72 كلم بها مقاتلتان من نوع MIG29-M2 وهي في وضعية الاستعداد
قاعدة جوية جديدة في منطقة أم العسل تفصلها عن الحدود مع المغرب 72 كلم بها مقاتلتان من نوع MIG29-M2 وهي في وضعية الاستعداد
قبل شهر استدعت الخارجية الجزائرية سفير فرنسا ستيفان روماتي لتنبيهه من خطورة مشروع مناورات عسكرية فرنسية-مغربية متوقع  إجراؤها شهر شتنبر المقبل في الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية، وذلك تحت مسمى «شرقي 2025».

الجزائر أبلغت في حينه ممثل فرنسا أنها تعتبر التمرين  العسكري المشترك مع المغرب عملا استفزازيا ضد الجزائر، وسيسهم في تأجيج الأزمة الراهنة في العلاقات الجزائرية-الفرنسية ويرفع من حدة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة .

الغريب أنه سبق للمغرب وفرنسا المرتبطين باتفاق تعاون دفاعي أن أجريا قبل ثلاث سنوات نسخة من نفس المناورات بنفس المنطقة دون أن يثير ذلك حفيظة الجزائر .

قبل خمس سنوات كشف الاعلام الجزائري عزم الجزائر تشييد قاعدة عسكرية إستراتيجية وهامة على الحدود الغربية للبلاد المقابلة لإقليم جرادة كرد وإعمال لمبدء المعاملة بالمثل على قيام الرباط بإنشاء قاعدة مماثلة بجرادة، رغم تأكيد الحكومة المغربية أن الأمر لا يتعلق بقاعدة عسكرية بل بثكنة لإسكان الجنود  .

من حينه واقطاب النظام الجزائري وإعلامه يتحدثون عن مخططات عدائية مزعومة للمغرب مع حلفائه ضد استقرار وأمن الجزائر .

الواقع، أن الغرب الجزائري القريب من الشريط الحدودي البري المشترك مع المغرب يعج بالقواعد العسكرية والجوية التي ترصد لها وزارة الدفاع الجزائرية ميزانيات ضخمة من أجل تجهيزها بأحدث أنظمة الردع والمراقبة بدءا من القاعدة الجوية بوسفر شمال غرب وهران الى قاعدة تندوف الضخمة التي تم تطويرها وتجديدها قبل سنوات قليلة وتقوية مدارجها لتأهيلها لاستقبال آخر طراز من مقاتلات الميغ وسوخوي الروسية.

وبالنظر الى المحيط الإقليمي الملتهب والحساس للغاية أمنيا بالنسبة للجزائر، مع توتر العلاقات الى مستوى غير مسبوق مع مالي وتحالف دول الساحل الذي يضم مالي النيجر وبوركينافاسو الى درجة إتهام رؤساء الدول الثلاث الجزائر برعاية الإرهاب الدولي والاعتداء السافر على استقرار وأمن بلدانهم في أعقاب إسقاط سلاح الجو الجزائري لمسيرة مالية (Drone) كانت تتعقب موكبا من سيارات مقاتلين تابعين لجيش تحرير الأزواد غادر التراب الجزائري في اتجاه شمال مالي وما تلا الحادث من تداعيات بلغت حدود إغلاق الجزائر مجالها الجوي مع مالي وتهجمها بشراسة على سلطات باماكو فإن توجيه جنرالات الجيش الجزائري اهتمامهم وحرصهم على تأجيج الوضع العسكري غربا والتحرش مجددا بالمغرب يبدو في نظر الملاحظين سلوكا أرعن وغير منطقي أو محسوب العواقب بالنظر الى أن منطق التدبير السياسي الحكيم  والرزين. بينما يفترض، في ظل التوتر المتفاقم للأحداث العسكرية بالجنوب الجزائري، أن يركز حكام قصر المرادية جهودهم على احتواء الأزمة الحدودية المشتعلة جنوبا لا أن يشتتوا جهود المؤسسة العسكرية ومواردها غربا في مواجهة تهديد أمني أو عسكري بعيد الاحتمال.

في جميع الأحوال فإن مغامرة بهذه الجرأة والتعنت تجاه جار مسالم يدرك النظام الجزائري نواياه الحقيقية وحرصه في أكثر من مناسبة على تبديد الغيوم والمطبات التي تعترض أجواء التعايش السلمي وأواصر القربى والجوار التي تجمع شعبين جارين وشقيقين يقتسمان وحدة التاريخ والدم والمصير المشترك تنطوي إذا أقدمت على خطوة عدائية جديدة مبنية على إرادة مبيتة ومناورة محبوكة تترجم أجندة هدفها الأول والأخير هو ضرب الاستقرار والأمن واستدراج المنطقة ككل الى حرب قد يتحكم جنرالات شنقريحة في توقيت بدايتها لكن لن يمكنهم بالمطلق توقع موعد نهايتها وعواقبها وارتداداتها.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار