Quantcast
2025 مارس 24 - تم تعديله في [التاريخ]

حزب "فوكس" المتطرف يدعو إلى إلغاء العربية والثقافة المغربية من المدارس الأندلسية


حزب "فوكس" المتطرف يدعو إلى إلغاء العربية والثقافة المغربية من المدارس الأندلسية
العلم - أنس الشعرة

تتجه الساحة السياسية الإسبانية نحو مزيد من التصعيد حول ملف الهجرة والإندماج الثقافي، بعدما قدم حزب "فوكس"(Vox) اليميني المتطرف، مبادرة برلمانية في الأندلس تطالب حكومة بيدرو سانشيز بإلغاء برنامج تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية (PLACM) في المدارس الإسبانية، ويأتي هذا التحرك في سياق التوتر السياسي بين اليمينيين، حيث يسعى "فوكس" إلى إحراج الحزب الشعبي (pp)، ودفعه لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه قضايا الهجرة والتعليم.
 
ويعكس تحرك فوكس إستراتيجية واضحة لمحاولة السيطرة على الأجندة اليمينية في إسبانيا، إذ يستغل الحزب الموقف الحساس للحزب الشعبي تجاه قضايا الهجرة لتعزيز نفوذه في الأقاليم التي يديرها اليمين، مثل الأندلس وفالنسيا.
 
تأتي هذه المبادرة في ظل الجدل الدائر حول تبني حكومة كارلوس مازون في فالنسيا لبعض مواقف فوكس، خاصة فيما يتعلق برعاية القاصرين الأجانب، كجزء من الصفقة السياسية بين الحزبين لإقرار ميزانية الإقليم.
 
مانويل غافيرا، المتحدث باسم فوكس في الأندلس، أكد أن المبادرة تهدف إلى "كشف موقف رئيس حكومة الأندلس، خوانما مورينو بونيا، وإجبار الأحزاب على اتخاذ موقف واضح من القضية"، ويرى "فوكس" أن تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس الإسبانية يشكل تهديداً للهوية الوطنية، حيث صرح غافيرا بأن "هذا البرنامج يعزز ثقافة لا تتماشى مع الثقافة الإسبانية، ويمثل تهديداً للقيم الغربية".
 
برنامج (PLACM) ليس مبادرة حديثة، بل يعود إلى اتفاقية التعاون الثقافي بين المملكتين، الموقعة عام 1980، والتي دخلت حيز التنفيذ بعد ذلك بخمسة أعوام، وقد تطور البرنامج حتى بلغ ذروته عام 2012، خلال حكومة الحزب الشعبي بقيادة ماريانو راخوي، إذ تم توقيع اتفاقية تعاون ثقافي جديدة بين البلدين تعزز هذا المسار التعليمي.
 
كما أن البرنامج يخضع لإشراف "المجموعة المختلطة من الخبراء المغاربة والإسبان"، التي تأسست في عام 1992 لتحديد آليات التعاون ومتابعة التنفيذ، ووفقاً لهذه الاتفاقيات، يتم تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية في المدارس الإسبانية بدعم من مؤسسة الحسن الثاني المغربية، ما أثار انتقادات "فوكس" التي ترى أن ذلك يمثل "تنازلاً عن السيادة التعليمية لإسبانيا لصالح دولة أجنبية".
 
في العمق، لا يتعلق الجدل فقط بمسألة تدريس اللغة العربية، بل يعكس صراعاً أوسع حول مفهوم الهوية الوطنية وسياسات الهجرة في إسبانيا، حيث يسعى "فوكس" إلى فرض رؤيته القومية المتشددة، ويدعو إلى "الإندماج الكامل" للمهاجرين وفق القيم الإسبانية، بينما يرى الحزب الشعبي أن مقاربته يجب أن تكون أكثر توازناً لتجنب فقدان تأييد الناخبين الوسطيين.
 
لكن هل ينجح فوكس في فرض أجندته؟ المعطيات تشير إلى أن الحزب الشعبي يواجه معضلة سياسية، فهو مضطر للحفاظ على تحالفه مع "فوكس" في بعض الأقاليم، لكنه في الوقت ذاته يخشى أن تؤدي مواقفه المتشددة إلى خسارة دعم الناخبين المعتدلين على المستوى الوطني.
 
في المقابل، تسعى حكومة بيدرو سانشيز إلى الدفاع عن البرنامج بوصفه جزءاً من التزامات إسبانيا الدولية تجاه جاليتها المغربية الكبيرة، كما أنه يندرج ضمن رؤية أشمل للاندماج الثقافي والتنوع. ومن المرجح أن يستمر الجدل حول هذه القضية خلال الأشهر القادمة، خاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية والوطنية، حيث ستحاول الأحزاب توظيفها لخدمة أجنداتها الانتخابية.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار