العلم الإلكترونية - الرباط
بحلول الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب ، يتعمق الاقتناع ويتعزز اليقين بأن الثورة الباقية التي لا تفنى آثارها ولا تنقطع امداداتها ، هي تلك التي تتجدد كلما طال عليها الزمن ، و تتطور عبر الأحقاب ، ولا تنطفئ جذوتها ، ولا ينفد رصيدها ، وإنما تنمو وتكبر وتزكو ، وتظل تمد الأجيال المتعاقبة بالطاقات التي تشحن النفوس والعزائم ، وتقوي إرادة الشعوب وتدفع بها نحو الأمام لتحقيق الأهداف الوطنية ، ولنيل المنى التي تهون الصعاب في سبيلها . و ثورة الملك والشعب من جنس هذه الثورات التي يخلدها التاريخ .
بحلول الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب ، يتعمق الاقتناع ويتعزز اليقين بأن الثورة الباقية التي لا تفنى آثارها ولا تنقطع امداداتها ، هي تلك التي تتجدد كلما طال عليها الزمن ، و تتطور عبر الأحقاب ، ولا تنطفئ جذوتها ، ولا ينفد رصيدها ، وإنما تنمو وتكبر وتزكو ، وتظل تمد الأجيال المتعاقبة بالطاقات التي تشحن النفوس والعزائم ، وتقوي إرادة الشعوب وتدفع بها نحو الأمام لتحقيق الأهداف الوطنية ، ولنيل المنى التي تهون الصعاب في سبيلها . و ثورة الملك والشعب من جنس هذه الثورات التي يخلدها التاريخ .
فليست الثورة التي نحتفل اليوم بذكرى انطلاقها بفخر واعتزاز ، ثورة عابرة مرتبطة بالزمان والمكان . ذلك أن المغرب إنما يحتفي اليوم بهذه الثورة التاريخية الخالدة ويحتفل بذكراها الثامنة والستين ، باعتبار أنها باقية حية ماثلة وقائمة وراسخة في الوجدان ومؤثرة في الحياة الوطنية ودائمة الإشعاع ، لأنها ثورة متجددة على الدوام ، متأججة الأوار قوية التأثير ، وملهمة وموجهة وهادية إلى انتهاج السبل التي تقود إلى ما نريد و نسعى إليه من تقدم و رقي وازدهار ورخاء وأمن واستقرار وسلام في الداخل والخارج ، فهي الثورة القائدة تتجدد بتجدد قيادتها ، وتطرد و تتواصل وتواكب كل مرحلة ، لأن منها تستمد الأمة المغربية الطاقة والقوة والقدرة ، وبها تهتدي في مسالك الحياة ودروبها المتشعبة ، وفي ضوئها تنظر في واقعها لمعالجة المشاكل و لتذليل الصعوبات و لفتح الطريق أمامها نحو بلوغ الغايات النبيلة التي نسعى إليها في كل طور من الأطوار التي تقطعها ثورة الملك والشعب .
ففي مثل هذا اليوم من عام 1953 وقف جلالة الملك محمد الخامس وقفة شموخ وإباء وعظمة في وجه المقيم العام الفرنسي الجنرال كيوم رافضاّ ما عرض عليه من الانصياع لسلطات الحماية والقبول بسياسة الأمر الواقع ، ومفضلاّ أن يلقى مصيره وهو متشبث بسيادة العرش و بحرية ملك البلاد و بالأمانة التي حمله إياها الشعب بموجب البيعة الشرعية . لقد اختار الملك البطل الشجاع المؤمن أن يكون قوياّ صلب العود شامخاّ عزيز الجانب لا يضعف ولا تلين له قناة ، و أن يرفض المخطط الاستعماري الذي كان يرمي إلى اغتصاب العرش صلاحياته وإفراغه من مقوماته والإبقاء عليه مجرداّ من خصائصه الشرعية والمدنية ، فكان لهذا الموقف الثابت الذي وقفه جلالة الملك الأثر العظيم في توجيه التاريخ الوجهة التي تؤدي نحو ما يأمله الشعب ويحلم به ويعشقه ، ألا وهو الحرية والاستقلال والكرامة والعزة الوطنية .
في مثل هذا اليوم قبل ثمانية وستين عاماّ أطلق جلالة الملك محمد الخامس الشرارة لثورة الملك والشعب ، وفتح أمام الشعب المغربي أبواب المجد والشرف والفخار ، حين اقتحم العقبة و اندفع في سبيل المقاومة وساق نفسه نحو الفداء والتضحية من أجل عودة الملك الشرعي إلى عرشه و وطنه وتحرير البلاد من المستعمر البغيض . فكانت البداية لثورة توجهت بالفوز والظفر والنصر ، ثم توالت فصولها بعد الاستقلال مرحلة في أثر مرحلة ، و من قيادة ملك إلى قيادة ملك خلف له ، فمرت من عهد جلالة الملك محمد الخامس الذي كان هو قائد الثورة في مرحلتها الأولى ، إلى عهد جلالة الملك الحسن الثاني الذي استكمل تحرير التراب الوطني ، و أقام القواعد للدولة الديمقراطية الحديثة ، و أرسى الأسس للمغرب الجديد ، وبث دماءّ جديدة في شرايين ثورة الملك والشعب ، وواجه التحديات الشرسة و قاوم المناورات وتصدى للمؤامرات وأنقذ البلاد من كوارث سياسية عارمة ، حتى إذا ما لبى داعي ربه وانتقل إلى عفوه سبحانه ، اعتلى العرش جلالة الملك محمد السادس ، فاستلم قيادة ثورة الملك والشعب فكان ، ولا يزال ، القائد الحكيم المتبصر الذي قاد البلاد إلى سبل جديدة ، بفكر جديد ، وبرؤية جديدة ، وبمنهجية مبتكرة ترسخت بها ثورة الملك الشعب وتعززت و شمخت وامتد تأثيرها إلى مختلف المجالات الحيوية . وبذلك يعد جلالة الملك محمد السادس القائد الملهم لثورة الملك والشعب في طورها الحالي ، الذي هو بكل المقاييس من أهم أطوار هذه الثورة الخالدة ، لأن فيه تجدد المغرب ، ولا يزال يتجدد ، بقيادة الملك المجدد الباني لمغرب الألفية الثالثة.
فهذه ثورة ولادة متجددة ملك بعد ملك ، لأنها إحدى خصائص العرش العلوي المجيد ، ومن مفاخره الزاهرة ، فهي ثورة لا تنطفئ لها جذوة ، ولا ينفد رصيدها ، فهي في تجدد متواصل تواكب المتغيرات وتقود المسيرات وتحرز الانتصارات.