العلم الإلكترونية - بقلم بدر بن علاش
لم يتردد الكاتب الصحفي "روجر بويز" في إحدى مقالاته بصحيفة تايمز البريطانية،في القول إن حرب المياه الأولى،قد أوشكت على الحصول في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا،نتيجة الجفاف والتغيير المناخي الحاصل.
لم يتردد الكاتب الصحفي "روجر بويز" في إحدى مقالاته بصحيفة تايمز البريطانية،في القول إن حرب المياه الأولى،قد أوشكت على الحصول في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا،نتيجة الجفاف والتغيير المناخي الحاصل.
مضيفا أنه لو كان مسؤولا ليوم واحد فقط،فإنه سيدعو إلى اجتماع للموظفين،ويصرخ في وجوههم "الماء! الماء! في كل مكان"، باعتبارها المشكلة التي يجب أن تؤرق الجميع.
وحسب المعطيات المتوفرة اليوم،فإن جل بلدان العالم تتعرض لضغوط غير مسبوقة في مجال الموارد المائية،التي ستزداد حدتها في القادم من السنوات،إذا ما استمرت نفس طرق التعامل الإنساني مع ندرة المياه،مع العلم أن هناك 276 حوضا عابرا للحدود يشترك فيه 148 بلدا،تمثل 60 في المائة من تدفقات المياه العذبة في العالم،وهو ما يؤكد بكل بساطة ما وصل إليه كاتب المقال من احتمال قوي في نشوب نزاعات مسلحة بين البلدان حول من له أحقية استغلال الماء العابر للحدود الدولية.
في المغرب بطبيعة الحال لسنا بمعزل عن هذه الوضعية القاتمة التي لا تبعث على الاطمئنان،حتى و إن لم تجمعنا موارد مائية سطحية مشتركة مع بلدي الجوار،وهذه نعمة ربانية بالطبع،وإلا كان وضعنا أعقد بكثير، خصوصا مع وجود جار شرقي مفلس و متعنت لا يهمه أبدا لا حاضر ولا مستقبل أبناء المنطقة المغاربية.
ولأن استباق الأمور بوضع مجموعة من الإجراءات الكفيلة بالحد من آثار أزمة الماء،يبقى عاملا حاسما في الحد و التخفيف من آثار ندرة و استنزاف المياه في بلادنا،استوقفني إعلان وزير التجهيز نزار بركة عن تشييد 120 سدا تليا في أفق 2023،وذلك لحل إشكالية الجفاف في بعض المناطق،أي بزيادة 112 سدا عن ما كان ينجز سنويا في السابق،وهذا رقم كبير يعد بمثابة ثورة غير مسبوقة في بناء هذه المنشآت المائية في بلادنا.
ثورة تأتي في سياق برنامج وطني للتزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي،تهدف إلى إنجاز 20 سدا كبيرا، حيث تم بالفعل إعطاء الانطلاقة لتشييد 11 سدا سيمكن من تعبئة 4 مليارات متر مكعب تنضاف إلى 19 مليار متر مكعب التي يمكن تعبئتها حاليا في 149 سدا كبيرا.
ثورة مائية،تؤكد وجود إرادة سياسية حقيقية للتغلب على الإشكاليات و التحديات ليس بالأقوال و إنما بالأفعال،تنسجم مع شعار " الإنصاف الآن" الذي رفعه حزب الميزان الذي يحمل أمينه العام حقيبة وزارة التجهيز والماء،فالإنصاف هنا يتجلى في أن ينعم كل أبناء الوطن سواسية بهذه المادة الحيوية سواء للشرب أو الاستعمالات الفلاحية وغيرها في إطار عدالة اجتماعية ومجالية لا تفرق بين أحد.
ثورة ينبغي أيضا أن يواكبها شعور عام لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على المياه السطحية أو الجوفية،وحسن تدبيرها،وتغيير بعض العادات والسلوكات اليومية الفردية والجماعية التي يتم فيها تبذير المياه،وإلا فإن حال هذه الثورة سيصبح كحال من يصب الماء في رمال الصحراء.