Quantcast
2022 سبتمبر 25 - تم تعديله في [التاريخ]

تحذيرات من هدر رمال الشواطئ عبر العالم

50 مليار طن من الرمال تستنزف سنويا في شتى المجالات


العلم الإلكترونية - ترجمة شيماء كوكالي

الرمل هو المادة الأولى في صناعة الزجاج والخَرَسانة والطوب والقرميد ورقائق الكمبيوتر وغيرها. ويدخل أيضاً في بناء البيوت والطرقات والجسور والسدود وصولاً إلى بعض مستحضرات التجميل، فهو المورد الطبيعي الأكثر استعمالاً على الإطلاق. والإفراط فيه استغلال سلبي له، لذلك ينبغي المحافظة عليه لأنه عنصر مهم يأتي بعد الماء.

فإذا ألقينا نظرة، نجد استغلال 3 آلاف طن من الرمال لبناء مستشفى، و200 طن لبناء منزل لأسرة واحدة... ومن المحتمل في غضون 40 عاما القادمة، أن يزداد الطلب على الرمال بنسبة تتراوح بين 45٪ و85٪ من جميع الأنشطة الاستخراجية على الأرض.

وحسب عدد يوم الثلاثاء 6 شتنبر 2022 من صحيفة لوموند، فقد دعا تقرير للأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب "أزمة الرمال" في العالم، منها حظر تجريف الشواطئ، في ظل زيادة الطلب إلى 50 مليار طن سنويا مع النمو السكاني والتوسع الحضري.

وزاد إلى ثلاثة أضعاف حجم الاستهلاك العالمي، لاستخدام الرمال في الكثير من الأشياء على مدى عقدين ليصل إلى 50 مليار طن سنويا بحسب التقرير، ما أضر بالأنهار والسواحل، بل وقضى على جزر صغيرة بأكملها.

وقالت شيلا أجاروال خان، مديرة قسم الاقتصاد في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، في مقدمة التقرير الخاص بها "إننا نجد أنفسنا الآن في موقف لا يمكن فيه تلبية احتياجات وتوقعات مجتمعاتنا دون تحسين إدارة موارد الرمال"، وأضافت "إذا تحركنا الآن، فلا يزال من الممكن تجنب هذه الأزمة".

مافيا الرمال...

بعيدا عن الأنظار في "باتنا، نوادا، بومباي" قام عشرات الرجال بيدهم مجرفة وبالضبط في نهر "سون" بالحفر منذ الفجر لجمع الذهب الأصفر والذي هو"Pila Sona" ، في كل يوم يرتادون سفح هذا الجرف الرملي الذي قد يدفنهم في أي وقت، ويوضح أحد هؤلاء أن ليس لديه خيار لإطعام أسرته ، وأنه إن لم يعمل هذا الفعل، سيكون الكل جائع، ويقول عمال آخرون إنهم يشترون شحنة عن طريق تجميع أموالهم، سيعيدون بيعها مما يحقق لهم ربحا ضئيلا يجب مشاركته.

تهديد للشواطئ المغربية

نشر تلفزيون “آرتي” الفرنسي الألماني، تقريرا مصورا، يكشف عمليات استخراج الرمال ونهبها من الشواطئ بطريقة عشوائية، إذ إن الآلاف من الناس في البلاد يكسبون رزقهم بهذه الطريقة، مسلحين بالمجاريف وترافقهم الحمير المحملة بالسلال لملئها برمال تستخرج من الشواطئ كل يوم مقابل 60 درهما في اليوم الواحد.

تعرف معظم السواحل المغربية عمليات نهبٍ للرمال، إما بشكل سري أو عن طريق الاحتيال على القانون من قبل بعض الشركات المرخصة، وهو أمرٌ أضحى يشكل خطراً على بيئتنا. كما تؤكد مصادر رسمية "أن 55 في المائة من الرمال المستعملة في السوق المغربية مجهولة المصدر، ما يدر على خزينة الدولة أكثر من خمسة مليارات درهم سنوياً".

وذكر تقرير، أنه مع موجة زيادة البناء في المغرب، أصبحت الرمال مادة خام ذات قيمة كبيرة تختفي شيئًا فشيئًا من الشواطئ في جميع أنحاء البلاد، نظرًا لكونها عنصرًا أساسيًا تستعمل في الخرسانة، لذلك فإن الاستغلال غير القانوني وغير المنظم لها، يمثل مشكلة تؤثر سلبًا على البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية.

وقالت عائشة بنمحمدي باحثة علوم الجيولوجيا و الأستاذة بجامعة إبن طفيل إنَّ الاتجار الغير المشروع بالرمال محمي من قبل جهات عليا، مشيرة إلى أن الرمال رأسمال مهم يعني الكثير في جميع البلدان.

وأشار التقرير إلى أن الرمال المسروقة لا تؤثر على البيئة فحسب، بل إنها تشكل أيضًا مخاطر هائلة على المباني التي تستخدم هذه الرمال في تشييدها، إذ إن الخرسانة التي تستعمل فيها هذه الرمال عادة لا تخضع لشروط السلامة والمراقبة، وبسبب الكميات العالية من الصوديوم فيها، تتأثر متانتها، مما يتسبب في أكسدة إطارات الهيكل أو حدوث تشققات بل وحتى انهيارات، وبحسب الاتحاد الوطني للبناء، يقع كل عام نحو 60 ألف حادث في مواقع البناء في المغرب، معظمها بسبب انهيار الهياكل الخرسانية.

هناك سؤال قديم يقول: هل نجوم السماء أكثر أم عدد حبات الرمل؟ وعلى عكس ما يوحيه هذا السؤال، فالرمال تنفد أيضًا. وحاليًا أصبح العالم يعاني أزمة نفاد الرمال.

ليست الرمال فقط ما تتزين به شواطئنا. فهي تدخل كمكون أساسي في صناعة الأسمنت ومواد البناء. فلولا الرمال لما استطعنا تشييد مبنى واحد. ليس هذا فقط، فأنت تحمل رمال في جيبك أيضًا، تلك التي تكون شاشة هاتفك الذكي، كما كل الصناعات الزجاجية. وحاليًا ومع الاستهلاك غير الآمن لمخزون الرمال وتعدينه أصبح العالم يواجه أزمة نفاد الرمال.
 
للأسف فإن أفضل أنواع الرمال، هي تلك الرمال التي توجد على شواطئ البحار ومجرى الأنهار. ونقول للأسف، لأن تجريف رمال هذه الشواطئ يترك آثاره وتبعاته السلبية على البيئة من تعرية للشواطئ، وفقدان التنوع البيولوجي، ويترك الشواطئ عرضة لأخطار مناخية متعددة كالأعاصير، والتسونامي.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار