
العلم الالكترونية - أنس الشعرة
في تطور أمني بارز كشفت صحيفة «إل فارو دي سبتة»، عن تفاصيل جديدة حول التحقيقات الجارية بشأن نفق سري استُخدم في تهريب المخدرات بين مدينتي سبتة المحتلة والفنيدق.
وبحسب الصحيفة الإسبانية، فقد لعب التنسيق بين مدريد والرباط دورًا أساسيًا في تقدم التحقيقات، حيث أرسلت السلطات الإسبانية طلب إنابة قضائية إلى نظيرتها المغربية، تلاه تنسيق دبلوماسي رفيع المستوى، مما أسفر عن تعاون مكثف من الجانب المغربي.
وفي إطار التحقيقات، قررت القاضية «ماريا تاردون»، المشرفة على القضية في المحكمة الوطنية الإسبانية، تمديد سرية التحقيق، خشية أن يؤدي الكشف المبكر عن تفاصيل العملية إلى عرقلة جهود الأجهزة الأمنية.
وشهد يوم السبت الأخير، خطوة هامة في مسار التحقيق، حيث دخلت فرق من السلطات المغربية إلى الموقع المحيط بالنفق، في منطقة «أرويو دي لاس بومباس»، باستخدام خوذات واقية وأسطوانات أكسجين، بغرض النزول إلى الفجوة التي تم اكتشافها مؤخرًا، حيث أجروا قياسات دقيقة لتحديد عمق وطول ومسار النفق، كما تم حفر فتحات إضافية في محاولة لربط الممر المكتشف ببنية تحتية أخرى، يُعتقد أنها كانت تُستخدم في تخزين المخدرات قبل نقلها إلى إسبانيا، وفق ما أوردته «إل فارو».
وتشير المعطيات التي أوردتها الصحيفة، إلى أن هذا النفق لم يكن مجرد ممر تقليدي للتهريب، بل كان جزءًا من شبكة تهريب معقدة استخدمت مركبات لعبور الحدود بشحنات ضخمة من المخدرات.
ووفقًا للتحقيقات الأولية، فإن ثلاث شحنات على الأقل مرتبطة بهذه الشبكة، من بينها شحنتان تم اعتراضهما في إشبيلية وأخرى في إحدى بلدات مالقا، بالإضافة إلى مقطورة محملة بحيوانات نافقة ضُبطت في ميناء الجزيرة الخضراء خلال عطلة أعياد الميلاد لعام 2023.
وفي ظل استمرار التحقيقات، تواصل السلطات المغربية حملتها ضد التهريب، حيث عززت انتشارها الأمني في المناطق الحدودية، بهدف تتبع أي امتدادات محتملة لهذا النفق ورصد الشبكات التي قد تكون متورطة في استغلاله.
وكشفت هذه العملية عن اختلال أمني في منظومة مراقبة الحدود، ما دفع السلطات الإسبانية إلى إطلاق عمليات أمنية عُرفت إعلاميًا باسم «هاديس»، ففي يناير من العام الماضي، نفذت قوات الحرس المدني الإسباني مداهمات استهدفت مواقع يُشتبه في استخدامها للتهريب، حيث عثر على النفق داخل مستودع مغلق منذ عدة أعوام.