العلم الإلكترونية - الرباط
بغية دعم المجهودات المبذولة لتحقيق هذا الهدف الوطني، انطلقت الدورة الأولى من التكوين المجاني الخاص بتكوين مرافق(ة) المراهقين والشباب التوحديين، بشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات ومركز مونيسافت للتكوين والادماج المهني التابع لجمعية سفراء السعادة الذي يتوفر على طاقات شبابية جادة وأطر محترفة تساهم في خوض دعم المجهودات المؤسساتية في توفير فرص للتشغيل ولدعم إيجاد الشغل للشباب حاملي الشهادات.
ويدخل هذا المشروع الكبير والطموح في إطار دعم تنزيل البرنامج الوطني للتربية الدامجة الذي انطلقت بأوامر سامية بتاريخ 26 يونيو 2019.، وكذا تطبيقا للمادة 25 من القانون الإطار 17/51.، المتعلقة بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، والنهوض بها من أجل اندماج سليم في المجتمع بهدف إنهاء وضعية الإقصاء والتمييز لهذه الشريحة من الأشخاص.
ترمي الدورات التكوينية المبرمجة في هذا المشروع الى الرفع من جودة التكوين وإعادة التأهيل الموجه الى كل الكفاءات المكلفة بمرافقة الطفل والمراهق والشاب التوحدي المنتسب لعائلات فقيرة ومتوسطة والى ملئ الخصاص الكبير والنقص الحاصل في مجال مواكبة الشباب التوحديين بالمغرب.
للإشارة فقط، فإن مشاريع كثيرة من هذا القبيل ، قد انطلقت من أجل الغرض نفسه، بمساهمة العديد من فعاليات المجتمع المدني وبدعم مادي كبير من طرف المؤسسات الوطنية والدولية، الدي لم نتوصل بأي دعم منه ولا من أي جهة سواء كانت داخلية أو خارجية ومع العلم ان جمعية سفراء السعادة جمعية رائدة في مجال التكوين الأولى والسباقة في تكوين أكثر من 300 مرافقة الحياة المدرسية بالمغرب استجابة لطلبات الاسر، مع انه من الملاحظ أن جل هذه المجهودات، تم توجيهها إلى دعم مرافقة الأطفال والشباب التوحديين المنتمين إلى الأوساط الاجتماعية الميسورة في غالب الأحيان أو التي تعاني من اضطراب التوحد (درجة خفيفة) ودون الاهتمام بالشريحة العريضة التي تنتمي إلى الأوساط الفقيرة خاصة منها المتواجدة بالمناطق التي لا تتوفر على مراكز استقطاب هؤلاء الشباب والذين يفتقرون الى المرافقة السيكولوجية والتربوية والاجتماعية التي تساعدهم على الاندماج في المجتمع ,
هذا وقد تم بتاريخ 28 يونيو 2021 إعطاء الانطلاقة الرسمية لتكوين الدفعة الأولى المكونة من 30 إطارا من مجموع 360 مسجلين على الصعيد الوطني للاستفادة من هذا النوع من التكوين وتجدر الإشارة إلى أن هذا التكوين يعد الأول من نوعه في المغرب، حيث انكبت أغلب الجمعيات والمنظمات إن لم نقل جميعها على فئة الأطفال المتوحدين، فيما بقيت شريحة أهم بكثير وأكثر وأوسع وهي الشباب والبالغين المتوحدين، دون دراسة نوعية في هذا المجال ودون وضع استراتيجيات واضحة لتحقيق الأهداف المتوخاة ، حيث دأب أغلب المرافقين على محاولة التأقلم مع الوضع بمساعدة الطفل المتوحد على التغيير إلى شخص بالغ فقط، دون معرفتهم للطريقة المثلى لتأطيره وكذا الاكتفاء بـ الارتجالية والاجتهاد في اتخاذ القرارات ،وهو ما يضيع فرصا ثمينة على هذه الفئة لولوج عالم الشغل و عيش حياة عادية.
للعلم فقط، فإن فترة المراهقة تكون في غالب الأحيان صعبة نظرا للتطورات الفيزيولوجية التي يعرفها جسم الانسان سيما العنصر النسوي، وبالتالي تؤثر على السلوك العام لهذا الشخص داخل محيطه الاجتماعي، وهو ما يضاعف من صعوبة الأمر لدى المتوحد، خصوصا لما يعرفه جسمه من تطور فيزيولوجي و سيكولوجي وما يلي هذا التطور من متطلبات.
إن هذا التكوين هو دراسة تطبيقية، عملية، تأطيرية، وبيداغوجية، تحت إشراف أكتر من إطار مغربي وأجنبي لمساعد المرافق ومنحه وسائل حديثة لمرافقة المراهق والشاب المتوحد، ومنحه طرق وآليات للعمل معه، من أجل تطوير حياة هؤلاء الفئة.
وفي الأخير نتمنى من الله ان يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وأن يعين أسر الأشخاص التوحديين في نضالهم المستمر من أجل الدفاع حقوق أبنائهم وضمان مستقبل أفضل لهم في ظل القيادة السامية الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.