اللوحة للفنان التشكيلي المغربي أمين أبو عبد الله
العلم الإلكترونية - محمد بشكار
لأنَّكِ فِي الرُّوحِ
لأنَّكِ فِي الرُّوحِ
تَصْفُو
بِعَيْني السَّمَاءُ
فَأُبْصِرُ
مَا لا يَرَاهُ
نَهَارٌ وَلَوْ أشْرَقَتْ
زَهْرَةُ الشَّمْسِ مِنْ
غَيْمَةٍ
فِي عَمَاهْ
لأنَّكِ فِي القَلْبِ
يَصْمُتُ
قَلْبِيَ لَمَّا
تَمُوتِينَ ثُمَّ يَعُودُ
لِنَبْضِهِ حِينَ
تُرِيدُ الحَيَاهْ
لأنَّكِ فِي جَسَدِي
ضَاقَ
بِي جَسَدِي،
فارْتَضَيْتُهُ قَبْراً
بِحَجْمِ حَصَاهْ
لأنَّكِ فِي شَفَتَيَّ
فَقَدْتُ الكَلامَ الذِي
كُنْتُ أُهْدِيهِ
عِيداً
تُرَافِقُنِي
فِي غِنَائِهِ
كُلُّ الشِّفَاهْ
لأنَّكِ فِي كُلِّ فَيْءٍ
أَفِرُّ لِنَفْسِيَ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ
وَلَكِنْ سَرَابكِ يَكْبُرُ
فِي ظَمَئِي
ظَمَأً لَيْسَ تَرْوِيهِ
كُلُّ المِيَاهْ
لأنَّكِ فِي حَجَرٍ
بِجِدَارِي،
انْتَقَلْتُ إِلَى غُرْفَةٍ
لا تَنُوءُ
بِأَيِّ جِدَارٍ
لِكَيْ أَسْتَعِيدَ لِسَقْفِي
سَمَاهْ
لأنَّكِ فِي المَاءِ
تَسْتَنْفِرِينَ المَرَايَا، فَأَعْشَقُ
نَفْسِيَ فِيكِ إِلَى أَنْ تَصِيرِي
بِكَفِّيَ نَرْجِسَةً كُلَّمَا
كَبُرَتْ
حَجَبَتْنِيَ عَنْ
كُلِّ شَمْسٍ،
فَأُصْبِحُ ظِلاً
يَرَانِي
وَلَسْتُ أَرَاهْ
لأنَّكِ فِي سَاعَةِ اليَدِ
أفْقِدُ كُلَّ المَوَاعِيدِ، مَا
عَادَ ظِلِّيَ
يُشْبِهُنِي، صِرْتُ
أبْزُغُ فِي أرَقِي
لَكَأنِّيَ أولِجُ
فِي اللَّيْلِ
لَيْلاً
فَلا أسْتَفِيقُ سِوَى
لأنَامَ وَلا
يَرْتَدِينِيَ فِي
اللَّيْلِ غَيْرُ
دُجَاهْ
لأنَّكِ فِي قَمَرِي
زِدْتُ فِي رُقْعَةِ اللَّيْلِ
لَيْلاً قَليلاْ
وَحِينَ تَذُوبِينَ
عَنْ آخِرِي
أصِيرُ فَتِيلاْ
لأُكْمِلَ مِلءَ المَدَى
سَهَرِي
لا أُرِيدُ لِلَيْلٍ
تَكُونِينَ فِيهِ يُسَافِرُ
كَيْ يَسْتَعِيدَ
ضُحَاهْ
الرباط 2015